19/07/2025
🧠 لماذا يستغرق العلاج النفسي وقتًا؟ التفسير العلمي لرحلة التعافي النفسي.
يعتقد البعض أن العلاج النفسي يمكن أن يُحدث تغييرات فورية وسريعة، متى ما بدأ الشخص في حضور الجلسات. غير أن الواقع العلاجي، الذي يستند إلى أدلة علمية وتجارب سريرية واسعة، يُظهر أن التغيير النفسي الحقيقي يحتاج إلى وقت وصبر، وذلك لأسباب متعددة تتعلق بطبيعة النفس البشرية، ووظائف الدماغ، وآليات الشفاء النفسي.
🧩 1. التغيير النفسي عملية تدريجية وليست آنية.
التغيير السلوكي والمعرفي لا يحدث دفعة واحدة، فالعلاج لا يقتصر على إزالة الأعراض فقط، بل يهدف إلى:
✅ فهم الجذور النفسية للمشكلة.
✅ تعديل أنماط التفكير السلبية.
✅ اكتساب مهارات جديدة للتعامل مع الضغوط.
📌يؤكد علم النفس الإكلينيكي أن هذه العمليات معقدة، وتتطلب وقتًا لإحداث " إعادة تنظيم نفسية " داخلية، كما تشير الدراسات إلى أن التغييرات السطحية السريعة غالبًا ما تكون مؤقتة ما لم تُبْنَ على تغييرات عميقة ومستقرة (Kazdin, 2008).
🤝 2. بناء العلاقة العلاجية (التحالف العلاجي) يتطلب وقتًا.
تعد العلاقة بين المعالج والعميل من أهم عوامل نجاح العلاج، وهي لا تتشكل فورًا، وتبنى هذه العلاقة تدريجيًا عبر:
🟡 الإحساس بالأمان العاطفي.
🟡 تطوير الثقة والقبول.
🟡 مشاركة المشاعر والتجارب العميقة.
📌تشير مراجعات علمية إلى أن "التحالف العلاجي" الإيجابي يُسهم بنسبة كبيرة في فعالية العلاج، بغض النظر عن نوع المدرسة العلاجية المتبعة (Horvath & Symonds, 1991).
🧠 3. إعادة تشكيل الدماغ (المرونة العصبية) تحتاج إلى وقت.
أظهرت الأبحاث في علم الأعصاب أن الدماغ يمكن أن يُعيد تشكيل نفسه من خلال ما يُعرف بالمرونة العصبية (Neuroplasticity)، ولكن:
🔴 هذا لا يحدث بسرعة.
🔴 يحتاج إلى تكرار المواقف الجديدة والتدريبات السلوكية والمعرفية.
🔴 كل جلسة علاج نفسي تُساهم في تعزيز مسارات جديدة في الدماغ، وتضعف المسارات السلبية القديمة.
📌كما تشرح Siegel (2010)، فإن التغيير في الشبكات العصبية المسؤولة عن المشاعر، والسلوك، والتفكير يتطلب "خبرات علاجية متكررة" لبناء روابط عصبية جديدة.
🧬 4. كشف وفهم الطبقات النفسية العميقة لا يتم دفعة واحدة.
في الكثير من الحالات، تكون الأعراض التي يظهر بها الشخص نتيجة مشكلات أعمق:
🟣صدمات غير معالجة.
🟣أنماط تعلق مضطربة.
🟣مشاعر مكبوتة أو منكرة.
🟣تجارب طفولية لم يُمنح لها مجال للفهم أو التفريغ.
📌من هنا، فإن "الاستبصار" أو "الوصول إلى الجذر" لا يحدث فجأة، بل يتطلب مسارًا متدرجًا من الثقة، والاستكشاف، والربط بين الماضي والحاضر.