05/05/2025
قامة من قامات المدينة ، عاش صراعًا صامتًا بين الفخر والخذلان. سنوات طويلة من الكفاح، بنى فيها مجده وسط مجتمع تحكمه الأعراف الأنساب و الأعراش ، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل كل خطوة نحو النجاح كانت معركة انتزع فيها الاحترام بصبرٍ وحكمة. وصل إلى قمته، وأصبح اسمه مرادفًا للهيبة التربية الكفاح والوقار.
لكن الحياة، بخبثها الذي لا يُتوقع، جعلت من لحظة خطأ ارتكبه أبناؤه، خنجراً في قلبه. لم يكن ذلك الخطأ عادياً، بل كأن كل ما بناه من سمعة وحضور سقط في لحظة. لم يعد يرى نفسه كما كان، بل كشخص خذله الزمن وأقرب الناس إليه.
فانعزل. لم يعد يحتمل نظرات الناس، ولا حتى صدى صوته. بدأ يتآكل من الداخل، تأكله نظرات الندم، والأسئلة التي لا إجابة لها: "أين أخطأت؟ وهل كل ما بذلته ضاع؟". ومع هذا التآكل، لم يعد الجسد يتحمل ثقل الهم، فبدأت الأمراض تزحف إليه، وكأنها امتداد لما يحدث في داخله.
هذا الرجل لم ينهزم أمام المجتمع، بل انهزم أمام خيبته في من ظن أنهم امتداد روحه. ومع كل هذا، يظل داخله نبض صغير، عقلاني، يهمس له بأن الحياة لا تختزل في سقطة، وأن الحب – وإن كان مؤلمًا – لا يجب أن يكون سببًا لفنائه.