17/05/2025
مع كل الاسف انه يشيع في المحتوى النفسي المنتشر مؤخرا توصيف بعض الأشخاص بأنهم ذوي شخصية حدية، لمجرد أنهم يظهرون تقلبا عاطفيا في علاقاتهم. لكن هذا التصنيف السريع يغفل البنية النفسية العميقة للفرد. فهذه التقلبات قد لا تكون مؤشرا على اضطراب في البنية الحدية ، بل تعبيرا ناتجا عن صراع داخلي غير محلول، كالصراع الأوديبي مثلاً.
التحليل النفسي يميز بين البنية الحدية والعصاب، ويضع معايير دقيقة لتحديد كل منهما. بينما في كثير من المقاربات السطحية، يتم الاكتفاء بملاحظة السلوك، دون النظر إلى التاريخ النفسي والاليات الدفاعية المتحكمة فيه. هذه هي المعضلة التصنيف بدلا من الفهم. إنها مقاربات تتعامل مع الأعراض لا مع البنى، ومع الظاهر لا مع الجذور.
الذي يبدو "حديا" على السطح، قد يكون ببساطة شخصا يعيش اعراضا عصابية ، ويعبر عنها في علاقاته من خلال الحيرة بين الحب والرفض، أو الخوف من التكرار اللاواعي لصدمات الطفولة. اختزال كل ذلك في تقلبات مزاجية هو اختزال للفرد، لا للعرض فقط