04/10/2021
( الهموم والشِدَّة سبب كل عِلّة )
قال لي أحد أصدقائي وهو طبيب : إن الأمراض في هذه الأيام بلغت حدَّاً غير معقول، ولا سيما أمراض القلب !!
فقلت له : وما السبب ؟
قال: لكثرة الهموم، والمتاعب والشِدّة النفسية
قال : نحن اليوم نعيش في مجتمع فيه بحبوحة من العيش مقارنةً بزمان أجدادنا، ولكن الآلام النفسية في زماننا ضاغطة جداً !
-أجدادنا، كانت حياتهم خشنة، لكنهم كانوا مرتاحين نفسياً
كانت بينهم المودة، والمحبة، والإخاء، والصفاء، والثقة، والأمانة، والصدق، والإخلاص، والبذل، والتضحية، والتعاون .
-أما في مجتمعنا اليوم، فبيننا الحسد، والضغينة، والحقد، واللؤم، والتنافس، والترقب، والوشاية، والخيانة، والكذب، وكل شيء يهدُّ الأعصاب !!
لذلك كثرت أمراض القلب.
قال لي : يا دكتور، ما هو الحل برأيك لنخرج من هذه الشِدّة ؟
قلت له : إذا آمنت بالله يستريح قلبك المادي
قال : ما معنى ذلك ؟
قلت له : هذا القلب الذي ينبض، من الأذينين والبطينين، ومن الشريان الأبهر والشريان التاجي، إذا آمنت بالله، واستسلمت له، ورضيت بقضائه، ونزعت من قلبك حُب الدنيا، وتعلقت بالآخرة، ورضيت من الدنيا باليسير، فإن في هذا الإيمان صحة لقلبك المادي .
فإن صحَّ القلب، صحَّ كل شيء في الجسد
وإن فسد هذا القلب، فسد كل شيء .
لذلك صحتك أغلى عليك من الدنيا
وصحة إيمانك أغلى عليك من صحة جسمك.
ومن أروع ما قاله الإمام علي رضي الله عنه :
إن الفقر مصيبة، وإن أشد من الفقر المرض، وإن أشد من المرض الكفر
وإن الغنى نِعمة، وإن أفضل من الغنى صحة الجسد، وإنّ أفضل من صحة الجسد الإيمان .