
16/07/2025
في أحد أحياء مدينة مالقة الإسبانية، وُلد طفلٌ صغير في عام 1974، وأمام والديه المنهكين من القلق، جلس الأطباء ليخبروهم بالحقيقة:
"ابنكما وُلد بمتلازمة داون... وربما لن يتمكن من التعلم كباقي الأطفال."
كانت هذه الجملة، في ذلك الزمن، كأنها حكم بالإعد*ام على أحلام أي عائلة. لكن ما لم يعرفه الأطباء، هو أن هذا الطفل لم يُخلق ليسير على الطرق المرسومة، بل ليكسرها.
اسمه كان بابلو بينيدا... وكبر هذا الطفل وهو يراقب من حوله، بعينين تلمعان ذكاءً وتحديًا، يرفض أن يُعامل كأنه "أقل"، أو "عا*جز". لم يكن الطريق سهلًا. واجه سخرية زملائه في المدرسة، ونظرات الشفقة من الكبار، وحتى تردد معلميه في البداية... لكنه ظل يبتسم، يدرس، ويُفاجئ الجميع بنتائجه.
ثم جاءت لحظة فارقة في حياته:
في عام 1995، دخل التاريخ من أوسع أبوابه، عندما أصبح أول شخص في أوروبا كلها من ذوي متلازمة داون يحصل على شهادة جامعية! لم تكن مجرد شهادة... كانت ثورة صامتة ضد الأحكام المسبقة، ضد الكلمات التي قالها له الأطباء يوم وُلد.
ولم يكتفِ بابلو بهذا. بل درس بعدها علم النفس التربوي، وعمل مُعلّمًا، ووقف أمام الآلاف يُحاضرهم، يُلهمهم، يُعلّمهم...
وفي عام 2009، خاض تجربة جديدة تمامًا: دخل عالم السينما، وشارك في فيلم Yo, también الذي روى فيه قصته الحقيقية، وجسّد نفسه ببراعة جعلت المشاهدين يبكون ويصفقون واقفين.
أما هو، فكان يقول دومًا:
"أنا لستُ استثناءً… أنا نتيجة لما يحدث عندما تؤمن بي، وتمنحني فرصة."
اليوم، يُعد بابلو رمزًا عالميًا ليس فقط للذكاء أو التميز، بل للإصرار، والكرامة، والقدرة على التغيير.
هو الرجل الذي وُلِد في عالم لم يتوقع منه شيئًا، لكنه قرر أن يعطيه كل شيء... وأعطاه.