29/08/2025
الذكرى الثالثة لوفاة أبي الغالي
ترحمو على أبي في يوم الجمعة .. اللهم ارحمه و اجعل قبره روضه من رياض الجنه 🥲
من رموز الونشريس
المجاهد الجيلالي ناعب
ولد المجاهد الجيلالي ناعب في 11 فيفري سنة 1941 بدوار مولاي عبد القادر القريب من باب البكوش بلدية لرجام ولاية تيسمسيلت، ينحدر من أسرة فقيرة تعتمد في عيشها على الرعي والفلاحة، والده محمد وامه سعدية ضحاك، تلقى تعليمه الأولي بإحدى كتاتيب المنطقة ولم يكمل دراسته.
بانتشار لهيب ثورة اول نوفمبر 1954 بمنطقة الونشريس كان الجيلالي من الرعيل الاول الذي لبى النداء والتحق بصفوف المجاهدين خلال سنة 1956 بالناحية الاولى المنطقة الثالثة الولاية الرابعة التاريخية، وعمره لم يتجاوز 15سنة، بعد ان ربط اتصاله بالمجاهد محمد الملياني المعروف باسم يحي المداد وهو من قادة الثورة بالناحية الذي مهد له الطريق للالتحاق بالثورة وعينه قائدا لفوج متكون من 11 مجاهدا مسلحا مهمتهم المناوبة والقيام بالدوريات.
في جانفي 1958 يكلف الجيلالي بأمر من المجاهد يحي المداد بمهمة بدوار السحانين لمساعدة المجاهد محمد لحوص المدعو عيسى في استقبال شحنات الأسلحة القادمة من تونس وتوزيعها، وفي سنة 1959 ارسل إلى القسم الثالث المنطقة الرابعة بولاية الشلف تحت اشراف المجاهد سي محفوظ.
شارك الجيلالي ناعب في عدة معارك من اهمها معركة قرعة موت بقيادة فرقة الكومندو سي جمال خلال سنة 1957، كما كان شاهدا على معركة عش الطلة بمنطقة الأربعاء بقيادة الشهيد دلالي لحبيب المدعو سي الشيخ في نهاية 1959 ومعركة الجواهرة والتي أصيب فيها ثلاث إصابات بليغة على مستوى الرجل والبطن والذراع وتلقى العلاج بمصحى جيش التحرير الوطني على يد الطبيب سي مجيد والممرض عبد القادر حلوي المدعو الكابران.
عشية استقلال الجزائر شارك المجاهد الجيلالي في أزمة صائفة 1962 اثر الخلاف الواقع بين الولايتين الرابعة والخامسة التاريخيتين، كما شارك خلال سنة 1963 في حرب الرمال حين حاول قوات المخزن المغربي الاعتداء على الاراضي الجزائرية بالجنوب الغربي، وفي سنة 1969 أرسل ضمن الوحدات القتالية إلى الشرق الأوسط في الحرب العربية الإسرائيلية كقائد بطارية، والتي لعبت في القوات الجزائرية دورا مهما وعرفت بحرب الإستنزاف ليعود للجزائر مطلع سنة 1971 ويواصل مهامه في الجيش الوطني الشعبي وتوكل له مهمة قيادة كتيبة d.c.a بولاية باتنة إلى غاية 1974.
ارسل إلى مشرية بولاية النعامة لتقديم الدعم لقوات البوليزاريو وفي سنة 1975 تلقى تكوينا عسكريا في مدينة الرغاية بالجزائر العاصمة فيها إطار الاتفاقيات التي كان تجمع الجزائر بالاتحاد السوفياتي، ويصبح مدربا لجنود الخدمة الوطنية بمدينة عين أرنات بسطيف، ثم يحول الى ثكنة بوغار بالمدية لنفس المهمة، وخلال سنة 1981 يتقدم بطلب التسريح من الجيش ليتفرغ للعمل السياسي في صفوف حزب جبهة التحرير الوطني ويصبح أمين قسمة المجاهدين بلرجام ثم عضو لجنة الإعتراف بالمكتب الولائي لمنظمة المجاهدين بتيسمسيلت.
كان له دور بارز ومهم في جمع رفات الشهداء واعادة دفنهم بمقبرة الشهداء باب البكوش، وخلال العشرية الدموية حمل السلاح مجددا مع ثلة من المجاهدين في المنطقة في إطار مكافحة الارهاب من سنة1994 إلى غاية سنة 2007.
بقي وفيا للجزائر امانة الشهداء يذود عليها بكل ما اتي من قوة الى أن وافته المنية في 28 أوت 2022 تاركا وراءه سجلا تاريخيا حافلا بالبطولات والتضحيات، سيبقى نبراسا ساطعا للأجيال المتعاقبة.
رحم الله الشهداء الابرار والمجاهدين الاخيار