
15/05/2023
إنتَ هنا.
مع النبي.
شايفه.
في لحظة موته.
آخر لحظات حياته.
شاهد على أكتر لحظة حزينة في تاريخ المسلمين.
أشرف خلق الله.
على فراش الموت.
بس قبل ما نبدأ، علشان نعرف الحكاية، ونعيش آخر اللحظات في حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، لازم احذرك تحذير مهم جدًا:
مش مسؤول عن أي دمعة هتنزل، مش مسؤول عن أي قلب هينفطر، ومش مسؤول عن أي لحظة خوف هتحس بيها لما تعرف إن أشرف الخلق مات، وتتأكد إن محدش فيها خالد، وكلنا هنموت.
كدا كدا هتبكي، لأنك هتقشعر وجسمك هيترعش غصب عنك، فحاول تنقي نفسك وقلبك، وتيجي نشوف إيه حصل في اليوم دا.
جاهز؟
يلا بينا.
قبل وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمل حاجة أخيرة، وهي إنه حج حجة الوداع، وهو هناك نزلت الآية، (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) سورة المائدة.
فبكى (أبو بكر) الصديق -رضي الله عنه- فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- ما يبكيك في الآية!
فقال:
- هذا نعي رسول الله عليه الصلاة والسلام.
رجع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من حجة الوداع للمدينة المنورة، وقبل الوفاة بـ9 أيام نزلت آخر آية في القرآن (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ) سورة البقرة.
وبدأ الوجع يظهر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال:
- أريد أن أزور شهداء أحد.
فراح لشهداء أحد، ووقف على قبور الشهداء وقال:
- السلام عليكم يا شهداء أحد، أنتم السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون، وإني بكم إن شاء الله لاحق.
وهو راجع بكى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فسألوه:
- ما يبكيك يا رسول الله؟
قال:
- اشتقت لإخواني!
قالوا:
- أولسنا إخوانك يا رسول الله؟
قال:
- لا أنتم أصحابي، أما إخواني فقوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولا يروني.
وقبل الوفاة بـ3 أيام بدأ الوجع يشتد عليه، وكان في بيت السيدة (ميمونة) فقال:
- أجمعوا زوجاتي.
فجُمعت له الزوجات فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- أتأذنون لي أن أمرض ببيت عائشة؟
فقلن:
- آذنا لك يا رسول الله.
حاول يقوم مقدرش، فجيه (علي بن أبي طالب) و(الفضل بن العباس) شالوا النبي -صلى الله عليه وسلم- وطلعوا بيه من حجرة السيدة (ميمونة) لحجرة السيدة (عائشة)..
وكانت أول مرة الصحابة يشوفوا النبي متشال على الأيادي، فاتجمع الصحابة وقالوا:
- مالِ رسول الله، مالِ رسول الله.
وبدأت الناس في التجمع في المسجد لحد ما امتلأ المسجد بالصحابة، حُملَ النبي لبيت السيدة (عائشة) -رضي الله عنها-.
فبدأ الرسول يعرق بكثرة، وبتقول السيدة (عائشة) في الموقف ده:
- أنا بعمري لم أرى أي إنسان يعرق بهذه الكثافة.
وكانت بتمسك إيده وتمسح عرقه بيها..
ليه بتمسح بإيده هو ومش بإيدها؟؟
تقول عائشة:
- إن يد رسول الله أطيب وأكرم من يدي فلذلك أمسح عرقه بيده هو وليس بيدي أنا.
وده كان تقدير للنبي، تقول (عائشة):
- فأسمعه يقول: لا إله الا الله إن للموت لسكرات، لا إله إلا الله إن للموت لسكرات.
فكثر اللفظ، (يعني بدأ الصوت داخل المسجد يزيد)، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- ما هذا؟
فقالت (عائشة):
- إن الناس يخافون عليك يا رسول الله!
فقال:
- احملوني إليهم.
جيه يقوم تاني مقدرش.
فصبوا عليه 7 قرب ميَّه علشان يفوق..
شالوا النبي وطلعوا بيه للمنبر فكانت آخر خطبة للرسول -صلى الله عليه وسلم- وآخر كلمات له وآخر دعاء له.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- أيها الناس كأنكم تخافون علي!
قالوا:
- نعم يا رسول الله.
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- أيها الناس موعدكم معي ليس الدنيا، موعدكم معي عند الحوض، والله وكأني أنظر إليه من مقامي هذا، أيها الناس والله ما من الفقر أخشى عليكم، ولكني أخشى عليكم الدنيا، أن تتنافسوها كما تنافسها اللذين من قبلكم فتهلككم كما أهلكتهم.
سكت لحظات وبعدين كمل:
- أيها الناس، الله الله بالصلاة، الله الله بالصلاة، يعني (حلفتكم بالله حافظوا على الصلاة).
فضل يرددها وبعدين قال:
- أيها الناس اتقوا الله في النساء، أوصيكم بالنساء خيرًا.
سكت شوية وبعدين قال:
- أيها الناس إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عند الله فاختار ما عند الله.
محدش فهم مين العبد اللي كان يقصده، ولكنه في الوقت ده كان يقصد نفسه، إن ربنا خيره بين الدنيا والجنة، ومفهمش قصده غير (أبو بكر الصديق)، وكان الصحابة متعودين لما يتكلم الرسول -صلى الله عليه وسلم- يبقوا ساكتين كأن على رؤوسهم الطير، فلما سمع (أبو بكر) كلام الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدرش يتمالك نفسه وصوت بكاءه علي، وفي وسط المسجد قاطع الرسول وبدأ يقول له:
- فديناك بآبائنا يا رسول الله، فديناك بأمهاتنا يا رسول الله، فديناك بأولادنا يا رسول الله، فديناك بأزواجنا يا رسول الله، فديناك بأموالنا يا رسول الله.
وفضل يردد ويردد، فبدأت الناس تبص له، (ازاي يقاطع الرسول في خطبته)!
فقال الرسول:
- أيها الناس فما منكم من أحدٍ كان له عندنا من فضل إلا كافأناه به إلا أبو بكر فلم أستطع مكافأته فتركت مكافأته إلى الله تعالى عز وجل، كل الأبواب إلى المسجد تُسد إلا باب أبو بكر لا يُسد أبدًا.
ثم بدأ يدعي لهم ويقول آخر دعواته قبل الوفاة:
- أراكم الله، حفظكم الله، نصركم الله، ثبتكم الله، أيدكم الله، حفظكم الله.
وآخر كلمة قبل ما ينزل من على المنبر وجهها للأمه:
- أيها الناس إقرأوا مني السلام على من تبعني من أمتي إلى يوم القيامة.
شالوه مرة تانية ودخلوه بيته، ودخل عليه (عبد الرحمن) بن (أبو بكر) وكان في إيده سواك، ففضل النبي -صلى الله عليه وسلم- يبص للسواك ومقدرش يقول إنه عاوز السواك، فقالت (عائشة) في الموقف:
- فهمت من نظرات عينيه أنه يريد السواك فأخذت السواك من يد الرجل فأستكت به -يعني حطته في فمها- لكي الينه للنبي واعطيته إياه فكان آخر شيء دخل إلى جوف النبي -صلى الله عليه وسلم- هو ريقي -ريق عائشة-.
فتقول (عائشة):
- كان من فضل ربي عليَّ أنه جمع بين ريقي وريق النبي قبل أن يموت.
بعدين دخلت بنته (فاطمة) مقدرتش تمسك نفسها، بكت لأنها كانت متعودة كل ما تدخل على الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقف ويبوسها بين عينيها، ولكنه مقدرش يقف لها.
فقال لها الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- أدني مني يا فاطمة.
ولما قربت همس في ودنها فبكت.
بعدين قال لها مرة تانية:
- أدني مني يا فاطمة.
همس لها مرة تانية في ودنها فضحكت.
فبعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سألوا (فاطمة):
- ماذا همس لكِ فبكيتِ وماذا همس لكِ فضحكتِ!
قالت (فاطمة):
- في المرة الأولى قال لي يا فاطمة إني ميتٌ الليلة، فبكيت! ولما وجد بكائي عاد وقال لي: أنتِ يا فاطمة أول أهلي لحاقًا بي.. فضحكت!
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:
- أخرجوا من عندي بالبيت!
وبعد ما خرجوا كلهم قال:
- أدني مني يا عائشة.
ونام على صدر زوجته السيدة عائشة -رضي الله عنها-.
فقالت (عائشة):
- كان يرفع يده للسماء ويقول: بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى.
فعرفت من كلامه إن ربنا بيخيره بين حياة الدنيا ولا الرفيق الأعلى.. يعني كان ممكن يختار الدنيا ويفضل خالد لا يموت، ولكنه اختار الموت لأنه مشتاق لرؤية ربنا، وعلشان نعرف إن مفيش حد فيها خالد.
فدخل الملَك (جبريل) على النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال له:
- يا محمد، ملك الموت بالباب ويستأذن أن يدخل عليك وما استأذن من أحدٍ قبلك.
فقال له:
- إإذن له يا جبريل.
دخل ملك الموت وقال:
- السلام عليك يا رسول الله، أرسلني الله أخيرك بين البقاء في الدنيا وبين أن تلحق بالله.
فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
- بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى.
فوقف ملك الموت عند راس النبي -زي ما هيقف عند راس كل واحد منا- وقال:
- أيتها الروح الطيبة، روح محمد ابن عبد الله، أخرجي إلى رضى من الله ورضوان ورب راضي غير غضبان.
تقول السيدة (عائشة):
- فسقطت يد النبي وثقل رأسه على صدري، فعلمت أنه قد مات.
وتقول:
- ما أدري ما أفعل فما كان مني إلا أن خرجت من حجرتي إلى المسجد حيث الصحابة وقلت: مات رسول الله، مات رسول الله، مات رسول الله.
فانفجر المسجد بالبكاء، (علي) وقع لما سمع الخبر، و(عثمان بن عفان) زي الطفل بيمسك إيديه مش قادر يمشي.
أما (عمر بن الخطاب) صرخ وقال:
- إن قال أحدكم إن محمدًا قد مات سأقطع رأسه بسيفي، إنما ذهب للقاء ربه كما ذهب موسى للقاء ربه.
أما الشخص الوحيد اللي كان ثابت هو (أبو بكر )، اتحرك ودخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وحضنه وقال:
- واخليلاه، واحبيباه، واأبتاه.
وباس النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال:
- طبت حيًا وطبت ميتًا.
وبعدين خرج (أبو بكر) -رضى الله عنه- للناس وقال:
- يا أيها الناس، من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌّ لا يموت!
وبعدين مشي يدور على مكان يكون فيه لوحده علشان يبكي لوحده!
هنا عرف (عمر بن الخطاب) إن سيدنا (محمد) -صلى الله عليه وسلم- مات، فنزل في الأرض على ركبه وبدأ يبكي.
توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن عمر يناهز 63 سنة.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا (محمد).
-
في النهاية، دا مجهود اتبذل علشانك، علشان يوصل لك معلومة وتعرفها، فيا ريت إنتَ كمان متبخلش على المعلومة إنها توصل لغيرك.
شير ولايك وكومنت، دي حاجات ممكن تساعد بيها في انتشار المعلومة، علشان تكون جزء منها.
ولو جديد اعمل لايك للبيدج وحطني في المفضلة وادخل خد لفة هتتبسط.
المصادر:
القرآن الكريم.
الميسر.
البداية والنهاية لابن كثير.
تفسير الطبري.
ابن عباس.
ابن عثيمين.
- إعادة نشر من الأكونت القديم.
!¡