07/09/2025
زمان .. كانت المرأة نادرة
لم تكن تحتاج لأي جهد لتجذب الرجل فهو من تلقاء نفسه كان يفتتن بها، يطارد ظلها من خلف النوافذ، يترقب يدها وهي تمتد إلى جرة ماء أو زهرة في الشرفة.
لم تكن المرأة متاحة .. كانت مستترة، غائبة عن الأعين، لا تُرى إلا في بيتها وبين جدرانه. وكان الطريق الوحيد إليها الزواج، بلا مقدمات ولا لقاءات طويلة. ولهذا كانت البيوت أكثر سكينة، وكانت الحياة أصفى، والطلاق نادراً.
لكن الدنيا تغيّرت ..
خرجت المرأة من بيتها إلى الشارع والعمل، تحت شعار الحرية والتحرر والنهضة النسائية. والحقيقة أننا نحن الرجال من دفعناها لذلك لنرى أكثر، ونستمتع أكثر .. بلا التزام، بلا زواج. صارت الصورة مكشوفة، واللقاء سهلاً، والزمالة والعمل ذريعة للهزار والضحك والرحلات والسهرات.
النتيجة؟
فقدت المرأة هيبتها. صارت قريبة، متاحة، سهلة. ومع هذه السهولة بدأ الشباب يعزفون عن الزواج أكثر فأكثر. الرجل وجد المتعة بلا مقابل، بينما المرأة وجدت نفسها في مأزق : تحب وتعطي، وتظن أنها تملك حرية جسدها، لكنها في النهاية تبكي وتنهار بعدما تكتشف أن الرجل لم يفكر لحظة في الزواج، بل اكتفى بالمتعة العابرة.
لقد انقلبت الآية :
صار الرجل هو الدلوع .. المتدلل.
وصارت المرأة هي من تجري خلفه، تغازله، وتترجاه.
وهكذا بدأ عصر خطير..
عصر الرجل، الذي جلس على عرش الدلال، بينما الفتاة تظن أنها حرة، وهي في الحقيقة عبدة لرغباته دون أن تدري.
د. مصطفى محمود رحمه الله