09/10/2025
في ناس بقت تاخد المنومات اللي فيها مادة Eszopiclone كأنها حباية خفيفة تساعدهم يناموا بالليل،
بس الحقيقة إن النوع ده من الأدوية مش معمول لأي حد مش بينام كام يوم.
ده معمول لحالات معينة جدًا،
وحكايته مش بسيطة زي ما الناس فاكرة.
المادة دي بتشتغل على مستقبلات اسمها GABA-A receptors في المخ،
ودي المسؤولة عن تهدئة الإشارات العصبية.
اللي بيحصل إن الـ Eszopiclone بيرتبط بجزء معين من المستقبل ده اسمه allosteric site،
وده بيخلي المستقبل أكثر حساسية لمادة اسمها GABA —
ودي أصلًا المادة اللي جسمك بينتجها طبيعي علشان يهدّي الأعصاب ويريّح الجسم.
فلما الدوا يدخل، بيزود التأثير المهدّئ ده،
فتلاقي نفسك جسمك بدأ يسترخي، والمخ يهدأ، والنوم ييجي بسهولة أكتر.
بس المشكلة إن التأثير ده مش “علاج” للنوم،
هو مؤقت، يعني أول كام مرة هينفعك،
بس لو فضلت عليه فترة طويلة، جسمك هيتعود عليه.
وده اللي بيخلي الناس تزود الجرعة من نفسها…
ومن هنا تبدأ الكارثة.
---
لأن الاعتماد بيبدأ تدريجي،
تلاقي نفسك خلاص مبقتش تنام من غيره،
ولو حاولت تبطله فجأة،
تنام بالعافية، وتتوتر أكتر، وتحس بصداع ودوخة ومودك مش مظبوط.
وفيه نوع تاني من الاعتماد أخطر:
الاعتماد النفسي.
يعني دماغك نفسها تقتنع إنك “مش هتعرف تنام غير بيه”،
حتى لو جسمك فعليًا ممكن ينام من غيره.
---
وفي حالات كمان حصلت فيها حاجات أغرب من كده:
ناس بتقوم بالليل تعمل تصرفات وهي مش واعية،
زي إنها تاكل أو تكلم حد أو تمشي،
وتاني يوم تصحى مش فاكرة حاجة!
وده اسمه “Sleep behavior”، وبيحصل فعلًا مع الدوا ده.
غير كده، في أعراض جانبية بتحصل معاه زي:
طعم مرّ في البوق، جفاف في الفم، دوخة، صداع،
وساعات ممكن يعمل اكتئاب بسيط أو تقلبات مزاج لو اتاخد فترة طويلة.
---
الدواء ده مايتاخدش أبدًا من نفسك.
ولا بناءً على نصيحة صاحبك، ولا من بوست شوفت عليه ناس بتقول بينيم جامد.
ده بيتاخد بقرار دكتور،
والجرعة بتتظبط حسب الحالة،
والصيدلي دوره إنه يشرحلك ويوعّيك،
مش يصرفه كده وخلاص.
وعلشان تبقى عارف…
مفيش صيدلي محترم أو مؤتمن هيرشّحلك دوا زي ده أبدًا.
ولو لقيت حد واقف وبيبيعلك منوّم زي ده كأنه “منتج طبيعي بينيم حلو”،
اعرف إن ده مش صيدلي حقيقي،
ده دخيل على المهنة، ووجوده خطر على الناس اللي بتثق فيه.
المهني الحقيقي عمره ما يسهّللك طريق غلط،
حتى لو أنت اللي طالبها بنفسك.
---
كمان لازم تبقى عارف إن الدوا ده مش معمول للاستعمال الطويل،
يعني المفروض استخدامه يكون من أسبوعين لـ 3 أسابيع بالكثير،
ولو احتاجت أكتر من كده لازم تتابع مع دكتور متخصص.
وبرضه لو بتاخد أدوية مهدئة، أو مضادات اكتئاب،
بلغ الطبيب أو الصيدلي،
لأن التداخلات دي ممكن تزود تأثيره جدًا،
وساعتها الخطر بيبقى على التنفس أو التركيز.
---
في الحالات الخفيفة اللي الأرق فيها سببه توتر أو إرهاق مش مرضي،
ممكن الصيدلي يرشّح حاجات طبيعية زي الميلاتونين مثلاً.
بس حتى دي لازم تتاخد بعقل،
لأن مش أي حاجة “طبيعية” تبقى آمنة لكل الناس.
---
المنوّم مش علاج للأرق،
هو وسيلة مؤقتة تساعدك تنام لحد ما السبب الحقيقي يتعالج.
يعني لو المشكلة توتر أو ضغط نفسي أو نمط حياة غلط،
الحل مش قرص قبل النوم،
الحل في إنك تظبط نمط حياتك.
ثبّت ميعاد نومك وصحوتك،
ابعد عن الكافيين قبل النوم،
وقلل الموبايل والنور الأزرق،
كل ده بسيط جدًا بس بيفرق بشكل كبير.
---
الدراسات قالت إن حوالي 10٪ من الناس اللي استخدموا Eszopiclone لفترة طويلة
حصل عندهم أعراض انسحاب لما وقفوه فجأة،
وده معناه إن حتى لو النسبة قليلة، الخطر حقيقي.
علشان كده لازم التوقف يكون تدريجي وتحت إشراف طبي.
وبرضه مش كل المنومات اللي في نفس الفئة زي بعض،
فيه اختلاف في سرعة المفعول ومدة التأثير،
وعشان كده الطبيب هو اللي بيختار الأنسب لكل حالة.
---
وفي الآخر خليني أقولها بوضوح كصيدلي شغله الدوا مش البيع:
ما تبدأش من نفسك،
ما تزودش الجرعة،
وما تبطلش فجأة.
ولو لقيت نفسك بقيت معتمد عليها عشان تنام،
ده وقتك ترجع للدكتور وتتعامل صح.
واللي بيقولك “مانت برضه بتعمل دعايا للأدوية”
أحب أقولك:
أنا فعلاً جالي شغل بفيديو مدفوع عن نفس المادة دي،
وكان ممكن آخد فيه فلوس شهرين أو تلاتة من شغلي في فيديو واحد مايعديش الدقيقه،
بس لما شافوا المحتوى اللي هيتقال —
إنه توعوي وتحذيري ومش دعاية ولا تلميع —
متكلموش تاني.
وده كفاية بالنسبالي،
لأن اللي يهمني مش الإعلانات…
اللي يهمني إن الناس تفهم يعني إيه دواء وتأخده إزاي.
---
المنوّم ممكن ينقذك لو اتاخد صح،
بس ممكن يؤذيك لو استخدمته غلط.
ومافيش حد هيقولك الكلام ده ويحذّرك بالشكل ده
غير صيدلي فاهم، مؤتمن،
بيكلمك بضمير مش بمصلحة.
النوم الطبيعي عمره ما هييجي من قرص،
هييجي لما تهدي بالك وتفهم جسمك محتاج إيه.