30/04/2024
و إنما تولد الكراهية للآخرين حينما تولد الكراهية للنفس!! ..
خصومتنا لأنفسنا هى القنبلة التي تنفجر حولنا في كل مكان ..منذ اللحظة التي نختصم فيها مع نفوسنا لا نعود نرى حولنا إلا القبح و الدمامة و مبررات القتل و الثأر ، و نحن في الحقيقة نحاول أن نثأر لأنفسنا من أنفسنا !! ..
و إنما تبدأ الهدنة بين كل منا و الحياة حينما ..
يرتضي نفسه و يقبلها ..
و يقبل قدره و مصيره ..
و يبني بذلك الجسور السليمة التي يعبر بها إلى جمال الحياة حوله و يراه ، وإلى طيبة الناس حوله و يحس بها ..
إنه يشعر أن الزهر يبتسم ..
لأنه يرى ابتسامته الداخلية منعكسةً عليه !!
و يقول إن الدنيا حلوة ، و الحقيقة أن نفسه هي الحلوة ، لأنه لا يرى الدنيا ، و إنما يرى صورة نفسه كما تعكسها له الدنيا !!
أما الإنسان الحقود ..
فهو إنسان معتقل من الداخل ..
سجين قفصه الصدري ، لا يستطيع أن يمد يديه إلى أحد ، لأن يديه مغلولتان ، و شرايينه مسدودة و قلبه يطفح بالغل !
كيف يمارس الحب بحرية و اختيار ، و هو ذاته معتقل !
كيف يدرك جمال الكون و انسجامه و هو ذاته منقسمٌ يفتقر إلى الوحدة و الانسجام ؟ !!
من كتاب " الشيطان يحكم"