Emil Labib - إميل لبيب

Emil Labib - إميل لبيب صفحة تربوية نفسية نسعى فيها لنقل الخبرات العملية لتحقيق التوازن والصحة النفسية

ديناميات الصراعات الوالدية وانعكاسها على النمو النفسي للطفلأغلب شكاوى الوالدين من أبنائهم تدور حول العناد وعدم الطاعة. و...
27/10/2025

ديناميات الصراعات الوالدية وانعكاسها على النمو النفسي للطفل

أغلب شكاوى الوالدين من أبنائهم تدور حول العناد وعدم الطاعة. وعند فحص الحالات ومتابعة ديناميات الأسرة، يتضح أن المشكلة لا تتعلق بالطفل وحده، بل بالبيئة التي ينشأ فيها. نسبة كبيرة من الأسر تتعامل مع الخلافات الزوجية وكأنها لا تؤثر في الأطفال، بينما في الحقيقة، أبسط تعامل بين الوالدين ينعكس على الأبناء، فكيف تكون الحال عند وجود شجارات متكررة وصراخ دائم؟

أحد أهم مقومات النمو النفسي والعاطفي السليم للطفل هو شعوره بالاطمئنان. يتكوّن هذا الإحساس عندما ينشأ الطفل في بيئة آمنة تمنحه الحماية والقبول والحب غير المشروط، ويظهر ذلك بوضوح عندما يرى والديه متعاونين ومتفاهمين في تعاملاتهما اليومية.

أما الشجار المستمر، سواء بين والدين يعيشان معًا أو منفصلين، فيترك أثرًا عميقًا في نفسية الطفل. معظم النزاعات بين الكبار تتضمن اللوم، الاتهام، الصوت العالي، الإهانات، التقليل من شأن أحد الطرفين أو التقليل من دوره داخل الأسرة، وفي بعض الأحيان يتطور الأمر إلى العنف الجسدي، وقد يكون الاعتداء متبادلًا بينهما، مما يزيد من حدة الصراع ويضاعف الأثر النفسي السلبي على الأطفال فهذه المشاهد تترسخ في ذاكرة الطفل وتضعف شعوره بالأمان.

الأطفال يمكنهم تحمل الطلاق أكثر من تحملهم الشجار المزمن. الطلاق قد يكون مؤلمًا لكنه واضح ومستقر، أما الخلاف المستمر فهو استنزاف دائم لأعصاب الطفل ونظامه النفسي.

يسمع الصراخ في البيت كأنه صوت داخلي لا ينتهي، فيصاب بالقلق واضطرابات النوم والأكل، ويضعف إحساسه بالثقة بالنفس. حينها يصبح الطفل خائفًا، مترددًا، منسحبًا، ويشعر أنه بلا حماية.

تشمل جذور الصراعات الزوجية الأمور المادية، وترتيب الأولويات، واتخاذ القرار داخل الأسرة. فحين يختلف الزوجان حول كيفية الإنفاق أو ما يُقدَّم على غيره من احتياجات، تتصاعد التوترات تدريجيًا. ويزداد الأمر تعقيدًا عندما تكون هناك خلافات قديمة لم تُصفَّ بعد، أو ذكريات مؤلمة لم يحدث حولها تراضٍ أو غفران حقيقي. عندها يتحول كل خلاف جديد إلى إعادة إحياء لتاريخ من الجراح المتراكمة، لا مجرد نقاش حول موقف واحد.

ويُضاف إلى ذلك الاختلاف السيكولوجي بين الرجل والمرأة، وهو أحد الجوانب العميقة في فهم الصراع الأسري.

فالرجل غالبًا يميل إلى الحلول العملية المباشرة والتفكير المنطقي، بينما تميل المرأة إلى التعبير الانفعالي والحاجة إلى الإصغاء والتفهم. هذه الفروق ليست سلبية في حد ذاتها، لكنها تتحول إلى مصدر توتر دائم إذا لم تُفهم بوعي. فبدلًا من التكامل بين الأدوار، تتحول إلى مواجهة مستمرة يسودها سوء الفهم والانفعال العاطفي.

يعتقد كثير من الأطفال أنهم السبب وراء الشجار بين والديهم، خاصة عندما يتمحور الخلاف حولهم، مثل قضايا التربية أو الإنفاق على الدروس والمستلزمات اليومية أو تنظيم أوقات المبيت، فينشأ لديهم شعور بالذنب والمسؤولية عن ما يحدث داخل الأسرة.

هذا الشعور بالذنب يضاعف ألمهم النفسي. والأسوأ أن الطفل يتعلم من والديه أسلوب التواصل نفسه، فيعيد ما يراه في بيته داخل المدرسة أو مع أصدقائه.

فعندما يشعر بأن مصدر الأمان الأساسي في حياته مهدد أو أن بيئته غير مستقرة وهادئة، يتراكم بداخله غضب مكبوت لا يجد طريقًا للتعبير عنه.
حينها يبدأ في التصرف بعنف غير مبرر، فيفرّغ ما بداخله من توتر وألم من خلال الخروج عن المألوف أو كسر القواعد، وكأن كل تصرف اندفاعي منه هو صرخة ألم صامتة تعبّر عن مشاعر لم يُتح له أن يعبّر عنها بالكلمات.

عندما ينشغل الوالدان بخلافاتهما المستمرة، تتحول طاقتهما العاطفية والذهنية إلى إدارة الصراع بدلًا من الاهتمام بالطفل فلا يجد الابن أو الابنة من يسمعهم، أو يشاركهم تفاصيل يومهم، أو يتابع دراستهم وسلوكهم بشكل منتظم.

غياب هذا الحضور النفسي والتربوي يجعل الطفل يشعر بأنه غير مرئي أو غير مهم، فيفقد الحافز على الالتزام والتفوق. فيبدأ مستواه الدراسي في التراجع، وقد تظهر عليه سلوكيات لافتة للانتباه مثل العناد، التمرد، أو الانسحاب كوسيلة غير مباشرة لطلب الاهتمام.

كما أن غياب النموذج الهادئ والمتزن في البيت يجعل الطفل يفتقد مهارات التنظيم والانضباط، فيقل التزامه بالقواعد في المدرسة أو في التعامل مع الآخرين.

ومع مرور الوقت، يتحول هذا الإهمال غير المقصود إلى خلل في التوازن النفسي والسلوكي، لأن الطفل لا يجد بيئة تحتضنه أو توفر له شعور الاستقرار الذي يحتاجه لينمو بأمان.

عندما تتفاقم الخلافات داخل الأسرة ويصبح المنزل بيئة مشحونة بالصراع، يكون من الأفضل إبعاد الأطفال مؤقتًا إلى مكان أكثر استقرارًا مثل بيت الأجداد، مع التأكيد على ضرورة التزام الكبار بالحياد التام وعدم الانحياز لأي من الوالدين.

هذا الإجراء يهدف إلى حماية الأطفال من الآثار النفسية الناتجة عن مشاهدتهم المتكررة للنزاعات. وفي بعض الأحيان، قد يكون الانفصال خيارًا أكثر رحمة من الاستمرار في حياة يغلب عليها التوتر والصراخ والاتهامات المستمرة.

في كل الأحوال، يحتاج الطفل إلى من يساعده على التعبير عن مشاعره المكبوتة، وقد يكون المختص النفسي هو الملاذ الآمن لذلك. فالكبت
المستمر يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل التبول اللاإرادي، الخوف المزمن، أو نوبات الغضب. يجب على الوالدين ألا يحاولا كسب الطفل لطرف دون الآخر أو تشويه صورة أحدهما أمامه، لأن ذلك يدمر توازنه الداخلي.

من الضروري أيضًا ألا يُجبر الطفل على الانحياز لأحد والديه، لأن هذا يولّد شعورًا بالذنب والارتباك الداخلي. أو يقوم احد طرفي الصراع باستخدام الطفل كوسيلة ضغط على الطرف الآخر، فيتحول الطفل إلى أداة في الصراع بدلًا من أن يكون طرفًا محميًا منه، مما يترك أثرًا نفسيًا عميقًا فيه ويزيد شعوره بالارتباك والضياع، فالأفضل أن يبتعد عن الصراعات، ويُترك في مساحة يشعر فيها بالهدوء والاستقرار.

الموضوع واسع ومتفرع، والأخطاء في إدارة الخلافات الأسرية كثيرة
لكنها كلها تترك آثارًا نفسية عميقة في الأطفال.

ما يحتاجه الطفل ليس والدين بلا أخطاء
بل والدان قادران على الإصغاء، والاعتذار
وإعادة الطمأنينة كلما اختلت.

وللحديث بقية
أن كان في العمر بقية

🎓 إزاي تساعد ابنك يتعلّم بفاعلية؟لو نفسك تفهم ابنك أكتر وتدعمه في رحلة تعليمه… الورشة دي معمولة مخصوص علشانك 📘 محاور الو...
23/10/2025

🎓 إزاي تساعد ابنك يتعلّم بفاعلية؟

لو نفسك تفهم ابنك أكتر وتدعمه في رحلة تعليمه… الورشة دي معمولة مخصوص علشانك

📘 محاور الورشة:
1️⃣ فهم مفهوم الاستعداد المدرسي وليه مهم جدًا قبل بداية الدراسة.
2️⃣ التعرف على الذكاءات المتعددة عند الأطفال وإزاي تكتشفها عند ابنك.
3️⃣ فهم أنماط التعلم المختلفة ودور الأسرة في دعم كل نمط.
4️⃣ مؤشرات صعوبات التعلم وكيفية الاكتشاف المبكر لها.
5️⃣ التعرف على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) واستراتيجيات التعامل معه.

🗓️ موعد الورشة:
الخميس ٦ نوفمبر | من ٧ إلى ١٠ مساءً
الجمعة ٧ نوفمبر | من ٢ إلى ٥ مساءً

📍 المكان: مقر The Shack – مصر الجديدة

☕ الورشة تمتد على مدار يومين، كل يوم ٣ ساعات، مع فترة راحة وضيافة خفيفة.

👩‍🏫 الميسّرين:
إميل لبيب
دراسات دكتوراه في العلوم التربوية والصحة النفسية
أخصائي نفسي ومعالج سلوكيات إدمانية

داليا فايز
دبلومة خاصة في التربية
مشيرة أطفال وأسرة

📩 للحجز أو الاستفسار:
تقدر تتواصل معانا عبر واتساب على الرقم:
📞 https://wa.me/201556119766



الذاتمفهوم من أعمق المفاهيم التي شغلت علم النفس الإنساني، تناوله كارل روجرز في نظريته التي عُرفت بـ"نظرية الذات". يرى رو...
10/10/2025

الذات

مفهوم من أعمق المفاهيم التي شغلت علم النفس الإنساني، تناوله كارل روجرز في نظريته التي عُرفت بـ"نظرية الذات".
يرى روجرز أن الإنسان كائن يسعى بطبيعته إلى النمو وتحقيق ذاته، وأن سلامته النفسية تتوقف على مدى قربه من ذاته الحقيقية وتوافقها مع ذاته المثالية. كلما كان هناك انسجام بين ما يراه الإنسان عن نفسه وما يتمنى أن يكون عليه، كلما عاش في رضا واتزان، بينما يزداد القلق والاضطراب حين يتسع الفارق بينهما.

عند العودة إلى البدايات الأولى، نجد أن آدم حين خُلق كان يحمل ملامح "الذات الحقيقية":
أصيلة، صادقة، منفتحة، تنبض بالعفوية والحب غير المشروط.
كان في حالة انسجام داخلي وخارجي
يتمتع بالسيادة على الطبيعة والكائنات
لا يمرض
ولا يخاف
يعيش كخليفة لله على الأرض
سيد للخليقة.

لكن حين وقع في العصيان فقد هذا السلطان
بسقوطه في العصيان تشوهت هذه الصورة
وظهرت "الذات المزيفة" التي تتسم
بالخوف
الكبت
التصنع
العلاقات المشروطة
والنقد المفرط
فقد تواصله مع نفسه
كبت مشاعره
اسقط أخطاءه على الآخر مدينًا إياه بدل أن يتواصل معه بصدق.
هذا التشوه، جعل الإنسان يعيش صراعًا داخليًا بين أصالة ذاته وبين القناع الذي فرضته الخطايا والظروف.

ومع سعي البشر للتعافي، ووفقًا لاختلاف التجارب والفروق الفردية، لم يعد الناس يعيشون بذات حقيقية كاملة ولا بذات مزيفة خالصة.
ظهرت "الذات الفعلية"
وهي المزيج الواقعي الذي يوجد عليه كل فرد اليوم. هذه الذات تجمع بين جوانب من الأصالة والانسجام
وبين ملامح التشوه والخوف
وملامح وأخرى من التشوه والتصنع
لتشكّل بصمتها المكونه لشخصيته الخاصة وتجعله متفردًا عن غيره.

إذا نظرنا إلى السمات التي تميز بين الذات الحقيقية والمزيفة، سنجد أن:
الأولى تتسم بالصدق، الشجاعة، الرحمة، العطاء، الانفتاح على اللاوعي، والنمو بحرية.
أما الثانية فتظهر في صورة
الخوف
الانسحاب
الكبت
النقد
العلاقات المشروطة
البحث عن الأمان الزائف
والإدمانات.

وبينهما تتحرك الذات الفعلية التي يعيشها الفرد، متأرجحة بين الصدق والتصنع، بين الانفتاح والانغلاق، بين الحب المشروط والحب الأصيل.

بعد فقدان ذاته الحقيقية ، وجد الإنسان نفسه في رحلة بحث دائمة عن ما فقده:
سيطرته
سلامه
أصالته
وحضوره أمام الله،
حاول أن يملأ فراغه الداخلي بالملذات المادية:
الطعام
الشهوة
المال
السلطة.
لكنه يكتشف أنها لا تُشبع النفس ولا تروي الروح. الجسد يشبع لحظيًا، لكن الجوع النفسي والروحي يظل قائمًا. في المقابل، الشبع الحقيقي يتجسد في:
محبة غير مشروطة.
علاقات صادقة وآمنة.
معنى وهدف في الحياة.
انسجام مع الذات والآخر والخالق.

فيعيش الإنسان صراعًا داخليًا متواصلًا: صراع بين أصالته وزيفه، بين رغبته في العودة إلى ذاته الأولى بما تحمله من صدق وصفاء، وبين ما يثقل داخله من جراح ونقائص وتشوهات نشأت إما من تجاربه الخاصة أو مما تركه الآخرون فيه من أثر.

في كتاب "أنقذوا الطفل في داخلكم" لتشارلز ويتفيلد يقدم فهم أعمق لهذا الصراع الداخلي حيث يوضح أن الطفل الداخلي في كل إنسان ما زال يصرخ ليُسمع ويُحتضن.

الذات المزيفة غالبًا ما تتكون كآلية دفاعية لحماية هذا الطفل من الألم أو الرفض أو الخوف، لكنها تتحول مع الوقت إلى قيد يمنع الفرد من عيش حريته وأصالته. إعادة الاتصال بالطفل الداخلي تمثل خطوة أساسية للتعافي من القيود النفسية والعودة إلى الذات الحقيقية.

في عالم يتوارى كثيرون فيه وراء أقنعة التدين الظاهري لإخفاء ذواتهم المزيفة، تصبح الخطوات العملية أكثر ضرورة، لكنها يجب أن تكون واقعية ومتدرجة:
الخطوة الأولى في طريق التعافي تكمن في الوعي.
أن يدرك الإنسان مواضع القوة والأصالة في داخله، وفي الوقت نفسه يعترف بمناطق الزيف والتشوه دون إنكار أو تبرير.

الهدف ليس محو الذات المزيفة كليًا، فهي كانت وسيلة للبقاء والحماية في مراحل مبكرة، بل الهدف تقليل سيطرتها والعودة تدريجيًا إلى الأصالة والانسجام.

رحلة الإنسان إذن هي رحلة عودة:
من الذات المزيفة إلى الذات الحقيقية
مرورًا بالذات الفعلية التي تمثل واقعه الحالي.

وكل خطوة في هذا الطريق تقرّبه من ذاته الأصيلة
وتعيد إليه انسجامه الداخلي
وتفتح له باب النمو والحرية التي وُجد من أجلها.

وللحديث بقية
أن كان في العمر بقية

04/10/2025

عندما تفتخر أخصائية علاقات زوجية بأن ابنتها، التي تزوجت حديثاً، ستنجب بعد تسعة أشهر من الزواج، يمكن أن تستنتج أن ما كانت تنصح به لم يكن نابعاً من فهم حقيقي للعلاقات الزوجية.

تعديل:
وارد جداً أن يكون التعليق قد دُسّ عليها، خصوصاً أنها شخصية مثيرة للجدل في مجال ما زال يُعدّ من التابوهات لدى الأغلبية. ومع ذلك، أرى أن مثل هذا التصريح قد يصدر منها، استناداً إلى تصريحات سابقة لها.

الأمومة على حدود اليسار والرقصخلال الأسبوع الماضي تزامنت واقعتان قد تبدوان بعيدتين كل البعد، وسواء كنت متفقًا أو مختلفًا...
27/09/2025

الأمومة على حدود اليسار والرقص

خلال الأسبوع الماضي تزامنت واقعتان قد تبدوان بعيدتين كل البعد، وسواء كنت متفقًا أو مختلفًا مع أيٍّ من صاحبة كل واقعة، يبقى المشترك الأبرز بينهما هو ما تكشفه التجربتان عن جوهر ومعنى يستحق الدراسة والبحث

الأولى الإفراج عن أحد المعتقلين السياسيين بعد سنوات طويلة من الاحتجاز، رغم انتهاء فترة عقوبته منذ مدة، وفي سبيل الإفراج عنه، جاهدت الأم ليصل صوتها إلى العالم، فأضربت عن الطعام مدة قاربت العامين.

أمّا الواقعة الثانية فهي افتتاح أكاديمية لتعليم الرقص أسستها فنانة مشهورة في المجال، وقد شارك في الافتتاح ابنها الذي تحرص على أن يعيش ويتعلم خارج مجتمعنا حتى لا يتعرض للوصم أو التجريح بسبب عملها.

وبغض النظر عن اختلاف المواقف وتباين الآراء، فإن ما يلفت النظر هنا هو تأثير الأم ورغبتها العميقة في تأمين مستقبل أبنائها، كلٌ على طريقتها، وكلٌ بحسب وعيها وثقافتها وما تراه مناسبًا لحياة ابنها

ورغم اختلاف مسار حياتهما
وتباين أسلوب العيش
وتعرض كل منهما لمجتمعات وثقافات مختلفة
إلا أن هناك نقطة مشتركة بينهما
فقد ظل جوهر ومعنى الأمومة راسخًا عندهما
مرتبطًا بالتضحية والسعي لتأمين ما تراه كل واحدة مناسبة لحياة ابنها ومستقبله.

الأبنان بدورهم، كلٌ يرى في أمه صورة الأم المثالية
الأولى ضحّت بجسدها وصحتها عبر الإضراب الطويل
والثانية ضحّت بارتياحها الشخصي أمام المجتمع كي تحمي ابنها من نظراته القاسية.

في كتاب «تأثير أم» (The Mom Factor) يعبّر هنري كلود عن هذا المعنى قائلاً:
"طريقة تعامل الأم مع طفلها تُشكِّل كيف يرى هذا الطفل ذاته، وكيف يبني علاقاته، وكيف يفهم الأمومة عندما يكبر."

هذا الاقتباس يوضح أن الأم ليست فقط حاضرة في لحظة معينة، بل إن أفعالها الصغيرة والكبيرة تُرسم في وجدان الطفل كمرجع طويل الأمد.
وهنا نفهم كيف قد يرى الابنان أن التضحية أو الحماية هي العلامة الأهم التي ميّزت أمهما، بصرف النظر عن طبيعة مسارها الشخصي.

في كتاب «رعاية الحب» (Child Care and the Growth of Love) عالم النفس البريطاني جون بولبي – مؤسس نظرية التعلّق – يؤكد الفكرة نفسها. فيكتب:
"أي طفل لا يحصل على علاقة حميمة ودافئة ومستمرة مع أمه أو مربية بديلة دائمة، سيعاني من حرمان أمومي."

كما يشير لطبيعة علاقة الطفل بأمه:
"حب الأم ليس رفاهية، بل هو احتياج بيولوجي أساسي؛ غياب هذا الحب يترك آثارًا خطيرة على الصحة العاطفية للطفل."

هذا يعني أن حجر الأم ليس فقط مكانًا جسديًا يحمل الطفل في بداياته، بل هو البيئة الأولى التي تتشكل فيها ملامح شخصيته ونظرته للحياة والآخرين.
الأبحاث الحديثة تدعم هذا المنحى.

في دراسة بعنوان "دور أسلوب الأم في التربية على نمو سلوكيات الأطفال" منشورة في Frontiers in Psychology (2020) أن دفء الأم واستجابتها لاحتياجات الطفل يرتبطان إيجابياً بنمو قدراته السلوكية والتنظيمية، بينما يؤدي غياب هذا الدفء أو تحوله إلى ضبط مفرط إلى آثار سلبية على الطفل.

كما يؤكد تحليل شامل نُشر على PubMed Central (2024) أن الحساسية الأمومية في السنوات الأولى ترتبط بشكل مباشر بالنمو المعرفي والعاطفي للطفل، وأن الضغوط المادية والنفسية قد تحد من هذه الحساسية.

هذه الدراسات تكشف أن ما قامت به الأمّان، وإن اختلفت صورته، يندرج في جوهره تحت محاولات حماية الابن وتوفير بيئة أكثر أمانًا له، سواء عبر تحدي منظومة سياسية أو عبر تحدي منظومة اجتماعية.

الأم ليست مجرد شخص يشارك في تنشئة الطفل
بل هي المحدّد الأكثر رسوخًا لشكل وعيه بذاته وعلاقاته ومستقبله.
وبين أمٍّ تُهلك جسدها من أجل حرية ابنها
وأمٍّ تواجه الوصم من أجل كرامة ابنها
نجد تأثير الأم يتجاوز الحدود أياً كانت
ليصنع هوية الابن ويحدد ملامح مستقبله.

وللحديث بقية
إن كان في العمر بقية.

حكم الأغلبيةالناس عادةً بتشوف إن الأغلبية صوتها هو الحكم الفصل، وكأنها دايمًا بتمثل العدل والحكمة. لكن لو بصينا في التار...
19/09/2025

حكم الأغلبية

الناس عادةً بتشوف إن الأغلبية صوتها هو الحكم الفصل، وكأنها دايمًا بتمثل العدل والحكمة.
لكن لو بصينا في التاريخ هنلاقي إن الأغلبية ساعات بتتحول لقوة عمياء، تسكت على الظلم أو تمنح شرعية لقرارات كارثية.

في أثينا القديمة، المجتمع اللي كان بيدّعي الديمقراطية والحرية، صدر حكم بالإعدام على سقراط، واحد من أعظم العقول الفلسفية.
سقراط اتهموه إنه "بيفسد عقول الشباب" لأنه كان بيعلّمهم يفكروا بحرية.
الأغلبية ساعتها ما اعترضتش، بالعكس سكتت وسابت الفيلسوف العظيم يواجه الموت وحيد.
ده كان أول دليل إن الجموع ساعات بتفضل السلامة والصمت على إنها تدافع عن الحق.

بعدها بقرون، في أورشليم، الجموع وقفت قدام خيارين:
إما إطلاق المسيح اللي شفي أمراضهم وأقام موتاهم أو إطلاق بارباس، المجرم المعروف.
الناس اختارت بارباس، ودفعوا بالمسيح للصليب.
هنا برضه الأغلبية ما مشتش ورا الحق، لكن ورا الانفعال والتحريض.

في القرن العشرين، التاريخ أعاد نفس الدرس.
الأغلبية في ألمانيا انتخبت هتلر
رجل خطبته كانت نار وحماسه أسر قلوب الناس.
النتيجة كانت حرب عالمية دمرت بلاد وقتلت ملايين.
الأغلبية اللي صدقت كلامه ما حسبتش العواقب.
الأحداث دي بتأكد إن الشعوب مش دايمًا بتحركها الحكمة.
بالعكس، أوقات كتير بتحركها العاطفة والانفعال.

شكسبير في مسرحيته "يوليوس قيصر" وصف المشهد ده بوضوح وقال:
"روما هي الدهما"
شكسبير كان عايز يوضح إن مصاير الأمم ساعات بتبقى في إيد جموع وأغلبية غير واعية
تصفق وتبكي وتتحمس، لكنها ما تفكرش في العواقب.
الجموع دي اللي سماها "الدهماء" أو "العامة"
واللي بتتحول لقوة ضخمة لكن من غير بوصلة أخلاقية أو عقلية.
بمعنى تاني:
الجموع ممكن تنقلب من التأييد إلى التنديد لنفس الشخص في لحظة.
الرأي العام سريع التقلب، بيتأثر بالكلمة والخطبة والمشهد، مش بالتحليل العميق.
فهو بيحذر من خطورة إن القرارات المصيرية تسيطر عليها مشاعر الناس بدل التفكير الواعي.
يعني الجموع غير الواعية هي اللي بتحرك الأمور، مش العقل ولا التفكير.

الموضوع مش بس دروس من التاريخ أو الأدب، لكن كمان ليه تفسير علمي.
جوستاف لوبون، في كتابه الشهير سيكولوجية الجماهير، قال:
إن الفرد لما يبقى جزء من جماعة، بيتخلى عن وعيه النقدي ويمشي مع التيار.
الجماهير دايمًا بتفكر بعاطفتها مش بعقلها.
لوبون وصفها كده:
الجماهير سريعة التصديق
تنجذب للكلمة البسيطة والصورة المؤثرة
وتنتقل من الحماس للتدمير في لحظات.
وده بالضبط اللي بيخلي الأغلبية أحيانًا أخطر من أي طاغية، لأنها هي اللي بتدي له القوة.

وعلشان نفهم أكثر محتاجين نحلل سلوك وأنماط الجماهير أو الجموع أو الأغلبية سمياها زى ما تحب
فيه أنماط كتير من الجموع أو الأغلبية:
جموع وأغلبية عاطفية: تتأثر بسرعة بخطاب حماسي أو مشهد درامي.
جموع وأغلبية عنصرية: تختار بدافع الكراهية للآخر مش بحثًا عن العدل.
جموع وأغلبية جاهلة: تمشي ورا إشاعة أو خطبة نارية كأنها حقيقة.
جموع وأغلبية متعصبة: الدين عندها بيتحول لأداة للتحريض بدل ما يكون وسيلة للعدل والرحمة.

ولو بصينا النهارده في مجتمعنا أو المجتمعات اللى حوالينا
هنلاقي إن نفس الكلام ونفس السيناريو بيتكرر.
هنلاقي نفس الظاهرة.
في مجتمع، الأغلبية تتأثر بخطاب طائفي أو سياسي ينادي بالكراهية بدل العدالة.
وفي مجتمع تاني، الناس بتسكت على فساد أو ظلم لأنها مش عايزة صداع ، وتقول:
"خليها على الله"
أو "اللي نعرفه أحسن".
كل فئة بتشوف نفسها الممثل الوحيد للحقيقة، فتدي أصواتها بناءً على العصبية مش على المصلحة العامة.
والنتيجة: تضارب، انقسام، ومصاير بتتشكل بعيد عن العقل والعدل.

وده يخلينا نأكد أن الخطر مش في الطغاة لوحدهم
لكن في الأغلبية اللي تديهم الشرعية.
سواء بالتصويت أو بالصمت.
الأغلبية اللي تصفق أو تسكت بتبقى شريكة في صناعة المصير.

السؤال اللي لازم كل فرد يسأله لنفسه:
هل أنا مجرد جزء من "الدهما" زي ما وصف شكسبير، نتحرك بالعاطفة؟
اللي بتنساق من غير وعي؟
ولا أنا فرد واعي قادر يقول "لأ" حتى لو الأغلبية كلها بتقول "آه"؟
التغيير مش هيبدأ من شعارات كبيرة
لكنه يبدأ من وعي الفرد.
لما تختار بعقلك وتفكر قبل ما تندفع
ساعتها الأغلبية تتحول لقوة بناء مش قوة هدم
وتبقى ضمانة حقيقية للعدل
مش مجرد رقم في صفوف التاريخ.

وللحديث بقية
أن كان في العمر بقية

17/09/2025

لا تخلط بين التعليم والذكاء، فقد تحصل على درجة الدكتوراه وتبقى أحمق.
ريتشارد فاينمان
(1918 – 1988)
فيزيائي أمريكي وحائز على جائزة نوبل

11/09/2025

الإنجازات العظيمة مجموعة من الخطوات البسيطة

04/09/2025

إعادة تشكيل ردود أفعالنا

في بداية رحلة الحياة، ننطلق ببراءة لا تعرف الحسابات، نمنح ثقة عمياء لمن حولنا، وخاصة لأولئك الذين من المفترض أن يكونوا حصوننا الآمنة. إن جزءاً أساسياً من استقرارنا النفسي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهذه الثقة التي نمنحها لمن يفترض فيهم توفير الدعم والمساندة والتشجيع، تلك الركائز التي تبني فينا الإيمان بقدراتنا وتكشف عن إمكانياتنا الكامنة غير المكتشفة بعد. فالطفل يرى نفسه أولاً في مرآة عيون أبويه، يتشكل وعيه الذاتي من خلال انعكاسات نظراتهم وتعبيراتهم، وكأنهم المرآة الأولى التي تعكس له صورته عن ذاته وقيمته في هذا العالم.

لكن الحياة قد تضعنا في مواقف مؤلمة، خاصة حين يأتي الأذى ممن كنا نعتبرهم مصدر الأمان والحماية. هذه المفارقة القاسية لا تترك فينا جراحاً جسدية فحسب، بل تهز أساس ثقتنا في العالم من جذوره، وتزرع فينا شكوكاً عميقة تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين.

ومن أخطر نتائج هذه الصدمات المبكرة ما يسمى بـ"التثبيت النفسي"، حيث يتوقف النمو النفسي عند عمر زمني معين، فينمو الفرد جسدياً وعقلياً، لكنه يبقى حبيس طفولة وجدانية، ليصبح بالغاً في السن لكنه يحمل نفسية طفل مجروح، عاجزاً عن تجاوز تلك اللحظات المؤلمة التي شكلت نظرته لنفسه وللعالم من حوله.

إن التعامل مع آثار الصدمة يشبه فك شفرة معقدة، حيث:
كل جملة وراثية تحمل سراً
كل تجربة مبكرة تخلف أثراً
كل اختيار حاضر يبني مستقبلاً

عندما يواجه الفرد موقفاً صادماً أو مهدداً، تظهر لديه واحدة من أربع استجابات غريزية متأصلة في الطبيعة البشرية، تختلف باختلاف الشخصية والخبرات السابقة:

أولاً، استجابة التجمد: حيث يجد الشخص نفسه عاجزاً عن الحركة أو الكلام، كأنه تحول إلى تمثال من شدة الصدمة. هذه الآلية الدفاعية التي تشبه ما يحدث لبعض الحيوانات عند مواجهة الخطر، تعكس حالة من الشلل الوجداني المؤقت الذي يحمي النفس من وطأة الصدمة القاسية.

ثانياً، استجابة القتال: هنا يتحول الهدوء إلى عاصفة، فيندفع الفرد بشراسة لا يعرفها عن نفسه، مستخدماً كل ما لديه من قوة لمواجهة التهديد. هذه الاستجابة التي تنشط مع ارتفاع مفاجئ في هرمون الأدرينالين، تكشف عن طاقات كامنة في الإنسان لم يكن يعرف بوجودها.

ثالثاً، استجابة الهروب: حيث تتفجر طاقات غير متوقعة تمكن الشخص من الفرار بسرعة خارقة، وكأنه يمتلك أجنحة غير مرئية. هذه الآلية التي تهدف للحفاظ على الحياة بأي ثمن، تظهر براعة الجسد في حماية نفسه عند الحاجة.

رابعاً، استجابة المسايرة: وهي خضوع ظاهري يخفي وراءه حكمة البقاء، حيث يختار الشخص التنازل المؤقت لتجنب تفاقم الأذى، كشجرة تتهاوى أمام العاصفة لتنهض مرة أخرى. هذه الاستراتيجية تعكس ذكاءً اجتماعياً في التعامل مع المواقف الصعبة.

هذه الاستجابات تمثل حكمة الجسد والروح في الحفاظ على الذات، ليست علامات ضعف كما قد يظن البعض، بل هي أدوات بقاء متطورة عبر آلاف السنين من التطور البشري. فالحياة تضعنا أحياناً في مواقف لا نملك فيها رفاهية الاختيار، فقط نستجيب كما تمليه علينا غرائزنا العميقة التي تسعى لحمايتنا من الأذى.

الاختلافات في ردود الفعل ليست عشوائية أو اعتباطية، بل لها جذور عميقة في تكويننا البيولوجي والنفسي. جزء منها يعود إلى عوامل وراثية، حيث نرث عن آبائنا وأجدادنا بعض السمات التي تحدد عتبة تحملنا للضغوط وطريقة استجابتنا للتهديدات.

لكن الوراثة ليست قدراً محتوماً، فهناك عامل البيئة الذي يلعب دوراً لا يقل أهمية، بل قد يفوق تأثير العوامل الوراثية في بعض الأحيان. فالطفل الذي ينشأ في بيئة قاسية لكنها متسقة في معاييرها، يختلف نفسياً عن ذلك الذي يعيش في بيئة متقلبة تتراوح بين القسوة واللين دون نظام واضح، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار النفسي.

والأكثر إثارة للدراسة هو أن نفس الصدمة قد تنتج شخصيات مختلفة تماماً. فبينما قد يصبح أحدهم نسخة مكررة من أولئك الذين آذوه وأساؤوا إليه، نجد آخر يتحول إلى مصدر للعطاء والحنان، وكأنه يعوض عما فقده بأسلوبه الخاص، فيقدم للآخرين ما حرم منه هو.

هذا التنوع في الاستجابات يثبت أن النفس البشرية ليست آلة بسيطة تنتج ردود أفعال متوقعة، بل هي عالم معقد من المشاعر والاختيارات، نظام بيئي متكامل من الدوافع والضغوط والتأثيرات التي تتشابك لتشكل شخصية الفرد وطريقة تعامله مع الصدمات.

لكن السؤال الأهم يبقى:
كيف نتحرر من سطوة ردود الأفعال التلقائية هذه؟
كيف ننتقل من كوننا مجرد ضحايا لظروفنا، إلى أشخاص قادرين على الاختيار الواعي؟

الإجابة تكمن في اكتشاف تلك المساحة الضيقة بين المثير والاستجابة، تلك اللحظة الفاصلة التي ندرك فيها أننا لسنا مجبرين على تكرار نفس النمط الذي ورثناه أو تعلمناه، بل نمتلك القدرة على اختيار رد فعل مختلف.

الشفاء ليس محو الماضي، بل تحويله من سجن إلى مدرسة. فكما قال العالم النفسي فيكتور فرانكل:
"عندما لا نستطيع تغيير الموقف، نتحدى بأن نغير أنفسنا".
هذا هو جوهر المتانة النفسية التي تمكننا من كتابة فصل جديد في قصتنا، حتى عندما تكون الصفحات السابقة مليئة بالألم.

عندما نتعلم أن نوقف أنفسنا للحظة قبل أن نتفاعل، عندما نبدأ في ملاحظة أنماطنا القديمة بموضوعية، نكتشف فجأة أن لدينا خيارات لم نكن نراها من قبل. قد نجد أن الصمت أحياناً أقوى من الصراع، أو أن طلب المساعدة ليس ضعفاً بل شجاعة، أو أن المواجهة الهادئة أكثر فاعلية من الانفجار العاطفي.

هذه الاكتشافات التي تمثل اللبنات الأساسية لطريق التعافي، تفتح أمامنا آفاقاً جديدة من الحرية النفسية والقدرة على التكيف مع المواقف الصعبة.

في المحصلة النهائية، لسنا مسؤولين عما حدث لنا في الطفولة، لكننا مسؤولون تماماً عما نختار أن نفعله بهذه التجارب الآن. الجروح النفسية قد لا تزول تماماً، لكنها يمكن أن تتحول من مصادر للألم إلى ينابيع للحكمة والقوة. عندما نتعلم أن نقرأ ماضينا لا كحكم نهائي بالإعدام، بل كفصول من قصة أكبر وأغنى، نبدأ حقاً في كتابة الفصل التالي من حياتنا بأيدينا، متحررين من قيود الماضي، ومتطلعين إلى مستقبل أكثر إشراقاً.

في رحلتنا عبر هذه السلسلة عن التعافي النفسي، سلكنا مساراً متدرجاً يبدأ بإدراك قوة الفعل والإرادة في تشكيل واقعنا النفسي، ثم تعمقنا في فهم الأصول والجذور التي ينبت منها ألمنا النفسي. والآن، وقد وصلنا إلى هذه المحطة، نجد أنفسنا أمام اكتشاف بالغ الأهمية: تلك القدرة الكامنة في كل منا على استعادة زمام اختياراته، وإعادة صياغة الرواية الشخصية التي تحكي قصة حياته. إنها لحظة التنوير التي ندرك فيها أن الماضي - رغم ثقله - لا يحكم حاضرنا إلا بقدر ما نسمح له بذلك.

هذه الرحلة الثلاثية الأبعاد تمنحنا منظوراً شاملاً للتعافي من الفعل كبداية، إلى الفهم كمرحلة انتقالية، وصولاً إلى إعادة التشكيل كغاية. فكما يمر المعدن بمراحل متعددة ليصبح تحفة فنية، تمر النفس البشرية بهذه المراحل لتتحول من حالة الألم إلى حالة النمو. وفي كل مرحلة من هذه المراحل، نكتسب أدوات جديدة لفهم ذواتنا، ومواجهة تحدياتنا، وبناء مستقبل نفسي أكثر إشراقاً.

إن جوهر هذه المرحلة يكمن في ذلك التحول الجوهري من حالة التلقائية في الاستجابة، إلى حالة الوعي والاختيار. فلم نعد مجرد ضحايا لظروفنا، بل أصبحنا مؤلفين لقصة حياتنا، نمسك بالقلم بثقة لنكتب الفصول القادمة بوعي وحكمة. هذه القدرة على إعادة السرد ليست مجرد أسلوب علاجي، بل هي ثورة نفسية حقيقية تمنحنا الحرية من قيود الماضي، وتفتح أمامنا آفاقاً جديدة من النمو والتحول.

التعافي الحقيقي ليس في محو الماضي أو إنكاره
بل في تحويله إلى حكمة تمكننا من عيش الحاضر بسلام، والنظر إلى المستقبل بأمل وثقة
مدركين أن كل تجربة مررنا بها
مهما كانت مؤلمة
قد تكون الدرس الذي نحتاجه لننمو ونزهر
بنا علي ردود فعالنا تجاه التجربة

وللحديث بقية
أن كان في العمر بقية

03/09/2025

السمع بالأذن والحكم بالعقل والمنطق.
مش كل اللي قال حاجة نصدقها، ولا كل اللي حكى قصة نمشي وراه.
ربنا وهبنا العقل علشان نستدل به ونميز الصح من الغلط.

المع... اييرفي فيلم من أجل زيكو واللي قصته مبنيه علي خطأ حصل وبلغوا أهل طفل من منطقة عشوائية إنه كسب في مسابقة للذكاء وا...
29/08/2025

المع... ايير

في فيلم من أجل زيكو واللي قصته مبنيه علي خطأ حصل وبلغوا أهل طفل من منطقة عشوائية إنه كسب في مسابقة للذكاء والمفروض إن في تصفية نهائية بين الأطفال اللي وصلوا للمرحلة الأخيرة، كانت والدته تعتقد إن مجرد رده لسؤالها 3 × 3 بكام إنه كده في منتهى الذكاء.
هو ذكي فعلًا بس بالنسبة لها
بالنسبة لدرجة إدراكها
ومقدار معرفتها بالعلم والمعرفة.

خلينا نطبق النموذج ده على بعض الأمور في مجتمعنا الحالي.
المشكلة مش في الطفل ولا في الأم
المشكلة في المعايير اللي بيتم وضعها علشان نحكم بيها على
السلوك، التميز، التفوق، والإبداع.
السؤال: مين اللي بيحدد المعايير دي؟
ومين اللي بيستخدمها؟

لما المجتمع يحكم علي الضوضاء اللي بنسمعها في الشوارع والمواصلات ويطلق عليها اسم غناء اسم ويعتبرها نوع من الفن
هنا بيبان إن المعيار مش هو القيمة الفنية ولا الإبداع الحقيقي، لكن مدى الانتشار والضجة.

لما الطالب يجيب درجات عالية بالغش ويتعامل على إنه متفوق
يبقى المعيار مش الكفاءة ولا الجهد ولا المعرفة، لكن مجرد النتيجة على الورق.

لما يبقى في مسرح أو محتوى كوميدي قائم على التنمر والسخرية من الآخرين ومن الذات، والناس تعتبر ده كوميديا
يبقى المعيار مش الرسالة ولا الوعي ولا الذكاء، لكن مجرد إضحاك مؤقت.

وفي بعض الأحيان، بيكون الحكم على الأمور بالصيت والشهرة.
في ناس بتستخدم الدعاية والتسويق لنفسها أو للي حواليها، وبدافع المصالح المشتركة بيتبادلوا الأدوار.
النتيجة إن في أشخاص بياخدوا أماكن لا يستحقوها وصيت أكبر من قدراتهم، لمجرد إن فيه آلة ترويج بتلمعهم قدام الناس.

الموضوع مش بيقف هنا، لكن بيتحول لظاهرة اجتماعية.
الشهرة في الحالة دي مش دليل على التميز، لكنها نتيجة لصورة مصنوعة.
بعض الأشخاص بيعرفوا إزاي يستغلوا الإعلام والسوشيال ميديا والعلاقات، فيظهروا كأنهم ناجحين ومبدعين
رغم إن إنتاجهم الحقيقي محدود
وفي نفس الوقت
أصحاب الكفاءات اللي معندهمش دعم أو تسويق بيتراجعوا لورا.

الخطورة إن المجتمع نفسه بيصدق الصورة دي، ويبدأ يتعامل معاهم كنماذج يُحتذى بيها، بينما في الحقيقة هم مجرد نتاج دعاية مش أكتر
هنا المعايير بتتشوه
وتتحول من تقدير القيمة الحقيقية إلى تمجيد الضوضاء والشكل الخارجي.

المشكلة الأكبر إن المعايير دي بتتشكل من خلال وعي المجتمع نفسه
لو المجتمع ضعيف في معارفه وقيمه، هيعتبر أي شيء بسيط أو سطحي إنجاز.... راجع الترند الحالي
ولو المجتمع واعي وعنده قدرة على التمييز
هيقدر الإبداع الحقيقي ويحتفي بالمواهب الأصيلة بدل ما يرفع من قيمة الزيف.

إذن القضية مش في الظواهر بس، لكن في المعايير اللي بنبني بيها أحكامنا.

السؤال اللي محتاج كل واحد فينا يسأله لنفسه:
إحنا بنقيس النجاح والتميز بإيه؟
بالضجة
بالدرجات
ولا بالقيمة الحقيقية اللي بتضيف للمجتمع والإنسان؟

في العلوم الاجتماعية وعلم النفس التربوي
المعايير تعتبر أداة قياس أساسية لفهم السلوك وتقدير الكفاءة.

أي انحراف في المعايير يؤدي إلى انحراف في التقييم
وبالتالي تشويه صورة النجاح والتفوق.

المجتمعات التي تضع معاييرها بناءً على الضوضاء أو النتائج السطحية بتفقد قدرتها على إنتاج معرفة وإبداع حقيقي.

الحل يبدأ من إعادة ضبط المعايير
نميز بين القيمة والشكل
بين المجهود والنتيجة
بين الإبداع الأصيل والتقليد الفارغ.
لما نعمل كده، بنخلق بيئة صحية بتشجع على النمو
وبنربي أجيال بتعرف معنى النجاح الحقيقي مش صورته المزيفة.

وللحديث بقية
أن كان في العمر بقية

Address

31 شارع سبيل الخازندار من احمد سعيد بالعباسية خلف المستشفى الجوى محطة مترو عبدو باشا
Cairo

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when Emil Labib - إميل لبيب posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Practice

Send a message to Emil Labib - إميل لبيب:

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram