
23/10/2021
نفسية طفلك مسؤليتك
اللي عمل اليوم المدرسي.. لم يضع في اعتباره أكيد تفاوت القدرات والإدراكات بين الأطفال..
فالطفل ممكن يستقبل نفس التجربة بشكل مختلف عن الطفل اللي جنبه..
ياما عشنا تجارب حلوة أو تجارب وحشة في المدرسة..
والتجارب الوحشة بتأثر جدا في الطفل خاصة لو مكنش بيعرف يحكي عن نفسه لأهله..
أذكر إن واحدة صاحبتي تعرضت لموقف وهي في سنة أولى ابتدائي..
فضل مؤثر فيها.. لسنين طويلة بعدها..
لحد ما قدرت تربط بينه وبين مشاكل في حياتها للآن بتحصل بسبب شعورها ده..
وهحكيه لتتفقدوا أحوال أولادكم وتحسوا قد إيه الأمر مش هيّن..
البنت دي بتقول لي.. كنت في أولى ابتدائي..
وكانت الفسحة قصيرة جدا..
وكنت محتاجة الحمام.. ومش لاحقة أعمل أي حاجة..
راحت للحمام وطلبت من واحدة صاحبتها تمسك لها الباب..
وكان الحمام زحمة جدا..
وعلى بال ما صاحبتنا دخلت الحمام كان نص الفسحة راح..
ولما دخلت.. وخلت صاحبتها تحرس لها الباب من الجيش اللي بره..
الظاهر صاحبتها زهقت من الزحمة.. فسابت الباب ومشيت..!
صاحبتي فجأة لقت الباب بيتفتح عليها وكان حمام بلدي...
وما يقرب من ٧ بنات شافوها بالوضع ده..!
وبسرعة قامت رزعت الباب في وشهم وقامت لبست من غير ما تتشطف..
وخرجت ووشها في الأرض..
خرجت وكانت متأخرة عالطابور..
فالمعلمة المشرفة على الحوش ذنبتها وزعقتلها..
يعني لا كلت..
ولا دخلت الحمام وقضت حاجتها باحترام..
ولا صاحبتها صانت وعدها..
وحست بالانتهاك..
وكمان بعد التجربة المريرة دي اتعاقبت..!
طفلة في الصف الأول الابتدائي تتحط في كل التجارب الصعبة دي ليه؟!
ما كان من صاحبتي إلا إن فضل عندها فوبيا من دخول الحمام في المدرسة..
مما أثر على تركيزها واستيعابها نظرا لحبس الأذى في معدتها..
بقت تخاف تاكل في المدرسة أو تشرب عشان متحتجش الحمام.. فضعفت..!
بقت ترمي السندوتشات عشان متتعاقبش على عدم الأكل من مامتها..!
في البيت بقت مش عارفة تحكي لمامتها.. متعودتش تحكي أصلا..!
بدإت كل تجربة معاناة ليها تتكتم جواها.. حتى تهزيئ المدرسين ليها..
بأه كابوس مفزع ليها بيطاردها في النوم..
كل شوية في الحلم،، تلاقي لقطة الباب وهو بيتفتح عليها فجأة..!
فضل الموضوع ده معاها للآن.. لو اتفتح الباب عليها فجأة حتى من ولادها.. أو زوجها تتعصب وتزعق وتتخانق.. ومش عارفة توجّه بهدوء..
تخيلوا
كوووول ده..
بسبب عدم قدرة البنت على التعامل مع المصاعب دي..وعي صغيرة..
طبعا في بنات بتسلك في الحديد..
وفي بنات عندهم من البجاحة إنهم يعملوا ده لعبة في الحمام.. ويفضلوا يضحكوا لو معليهمش رقابة..
لكن أنا بتكلم عن نوعية البنت دي..
النوع اللي معظم أطفال ابتدائي وكي جي زيه..
فقبل ما تحطي ولادك في بيئة كبيرة وواسعة بكل تجاربها زي المدرسة.. اتأكدي إن طفلك يقدر فعلا يواجه مصاعب تلبية حاجاته الشخصية..
ويتقبل الخذلان..
والألم..
وساعات التنمر..
في ناس مبدأهم..
أنا أحطه في البيئة دي وهو هيتعامل..
وهينشف..
ماشي..!
ولو منشفش؟
ولو اتكسر؟
ولو اتقهر؟
ولو اتعقّد؟
فكري كويس طفلك محتاج إيه؟
ولو هنودي المدرسة.. يبقى لازم تسلّحيه نفسيا كويس + تفتحي قلبك وودانك وعينك ليه كويس أوي .. عشان تعوضيه.. وتحميه..
#مُعلمةصفاء 🌻
🌻