28/08/2025
الخروف الأسود في العائلة (Black Sheep):
يمكن أغلبنا سمع عن "كبش الفداء" اللي بيتحمل كل اللوم والمسؤولية عن أخطاء العيلة، وبيتحط عليه عبء غضبهم وخلافاتهم. لكن في مصطلح تاني مهم اسمه "الخروف الأسود" أو Black Sheep، وهو شخص مختلف تمامًا.
الخروف الأسود مش هو اللي بيتحمل اللوم، بل هو اللي شاف الحقيقة ورفض يتجاهلها. هو اللي انتبه للإساءات داخل أسرته، سواء كانت نفسية، عاطفية، أو حتى جسدية، وقرر يقول "لأ".
رفض يطبع مع الألم أو يبرر تصرفات جارحة. وجوده نفسه بيبقى تهديد للعيلة المؤذية، لأنه بيعكس ليهم مرآة صعبة: مرآة بتكشف قسوتهم وأخطائهم اللي طول عمرهم بيحاولوا يخبّوها تحت شعار "إحنا عيلة".
الخروف الأسود بيتعرض لصدام مستمر معاهم: اتهامات، محاولات عزلة، سخرية، أو حتى تهميش. ساعات بيلاقي نفسه مضطر يبعد عنهم حفاظًا على نفسه، وساعات بيعيش صراع داخلي كبير بين رغبته في الانتماء وخوفه من الاستمرار في علاقة مؤذية.
لكن رغم الألم، الشخص ده غالبًا هو أول حد بيختار طريق التعافي. هو اللي بيكسر دائرة الأذى المتوارثة من جيل لجيل، لأنه واعي إنه مش عاوز يكرر الإساءة دي مع نفسه ولا مع الناس اللي بيحبهم.
طيب، إزاي الخروف الأسود يقدر يساعد نفسه وسط الصراع ده؟
يسمّي الإساءة باسمها: يصدق مشاعره بدل ما يشكك في نفسه بسبب "الخداع او قلب الحقايق" اللي ممكن يتعرض له. الاعتراف إن اللي حصل مؤذي هو أول خطوة.
يبني حدود صحية: يتعلم يقول "لأ" من غير شعور بالذنب، ويحمي نفسه من الدخول في معارك استنزاف مع أهله.
يلجأ للدعم الخارجي: صديق آمن، مجموعة دعم، أو معالج نفسي، عشان يحس إنه مش لوحده.
يعتني بنفسه: يعوض النقص اللي اتحرم منه في طفولته من حب وأمان، سواء بأنشطة بسيطة أو ممارسات يومية بتغذّي روحه.
يحتفي بجرأته: يدرك إن خروجه من دائرة الصمت مش ضعف، بل شجاعة استثنائية، وإنه بيكتب لنفسه مستقبل مختلف.
في الآخر، الخروف الأسود هو مش مجرد شخص "مختلف" أو "متمرد" زي ما بيتقال له… هو الشخص اللي قرر يكون صادق مع نفسه. وده في حد ذاته فعل تعافي.