16/09/2025
سألت نفسك السؤال ده: "هو ليه دايمًا الناس بتقول إن بعد ستة شهور من الإصابة خلاص، التحسن بيقف؟"
الجملة دي بتتكرر لدرجة إنها بقت شبه قانون غير مكتوب. مريض جلطة، مريض إصابة نخاع شوكي، حتى أهله واللي حواليه، كلهم بيتعاملوا مع فكرة الستة شهور كأنها خط نهاية. كأنك في سباق، وأول ما تعدي النقطة دي لازم توقف، مهما كان عندك طاقة تكمل. بس السؤال الحقيقي: مين اللي رسم الخط ده أصلاً؟ وليه بنسلم بيه كأنه حقيقة؟
لما نفكر فيها، بنلاقي إن الجسم والدماغ عمرهم ما كانوا ماشيين بالقوانين اللي الناس بتحطها. الدماغ تحديدًا، عنده قدرة مدهشة على التغيير والتجديد، القدرة اللي العلماء سموها "النيورال بلاستيستي او المرونة العصبية". بس خليني أبسطها لك: النيورال بلاستيستي معناها إن دماغك مش مبني من أسمنت، لأ، هو أشبه بالبحر. البحر بيتغير كل يوم. موجه بيكسر، موجه بيرجع، تيار بيتحوّل، بس في النهاية البحر ما بيقفش. نفس الشيء مع الدماغ: بيتغير طول الوقت، بيرتب نفسه من جديد، بيخلق مسارات جديدة علشان يتكيف.
تخيل لو إن كل فكرة "التحسن وقف" مجرد موجة عدّت وسابت أثر مؤقت. هل معقول إحنا اللي بنقف؟ مش جسمنا اللي بيقف؟ الحقيقة أقرب كده. لأن العلم والأبحاث كلها بتقول إن التحسن ممكن يستمر سنين، مش بس شهور. التحسن مش سباق قصير، ده رحلة طويلة.
خليني أخدك لمشهد بسيط: حد بيبني بيت. في أول ستة شهور من البناء، بيطلع الهيكل بسرعة، بيبان الشكل. بعد كده، التفاصيل الصغيرة بتاخد وقت أطول: الأسلاك، الدهان، التشطيبات. هل ده معناه إن البيت خلاص "وقف"؟ بالعكس، البيت في اللحظة دي هو في أكتر مراحله حيوية. ده اللي بيحصل في جسمك. أول ستة شهور التحسن بيبان سريع، بعد كده يدخل في مرحلة التفاصيل، العمق، الاستمرارية.
يمكن تسأل: طب ليه ناس كتير بتحس إنهم ما بيتحسّنشوا بعد ستة شهور؟ هنا ييجي السؤال اللي أصعب: هل فعلاً وقفوا عن المحاولة؟ هل فعلاً استمروا بنفس الإصرار؟ ولا كانوا متوقعين إن التحسن هييجي لوحده؟ لأن النيورال بلاستيستي مش بيشتغل من غير وقود. والوقود هنا هو الحركة، التكرار، المحاولة المستمرة.
النيورال بلاستيستي زي البحر زي ما قلتلك. الموج مش بيقف، لكن لو ما دخلتش البحر عمرك ما هتحس بقوته. كل تمرين بتعمله هو زي إنك بترمي حجر صغير في المية. الحجر ده بيخلق دوائر صغيرة على السطح، لكن لو فضلت تكرر، الدوائر دي تكبر، تلاقيها بتغيّر شكل الموج نفسه. كل حركة—even لو صغيرة جدًا—هي رسالة للمخ: "لسه في أمل. لسه في طريق."
خليني أشاركك منظور مختلف: أوقات التحسن مش بيبان بسرعة. زي زرعة صغيرة، بتفضل شهور في الأرض من غير ما تبان، لكن تحت التربة بيحصل شغل هائل: جذور بتتكون، بتقوى، بتحمي نفسها. وفجأة يوم تلاقيها طلعت فوق السطح. ده بالظبط اللي بيحصل في رحلة إعادة التأهيل.
والسؤال اللي أحب دايمًا أطرحه: مين اللي حط الستة شهور كحاجز؟ العلماء؟ ولا خبرات قديمة؟ في الحقيقة، الأبحاث الحديثة بقت تكسر الفكرة دي واحدة ورا التانية. فيه مرضى بيظهر عليهم تحسن بعد سنتين، بعد خمس سنين. ومش تحسن بسيط، تحسن يغيّر حياتهم. إيه اللي فرّق؟ الاستمرارية.
طيب، إيه اللي يحدد إن النيورال بلاستيستي يشتغل لصالحك؟ عوامل كتير: التغذية الجيدة، النوم الكافي، الحالة النفسية، المحيط اللي بتعيش فيه. لكن فوق كل ده، فيه العامل الأساسي: إصرارك. لو كنت شايف نفسك وصلت للنهاية بعد ستة شهور، دماغك هيتصرف على أساس إن الرحلة خلصت. لكن لو قررت تكمل، دماغك هيفضل يبني ويغير ويخلق مسارات جديدة.
يمكن دلوقتي بتفكر: "طب وأنا بعد سنتين، ينفع؟" الإجابة: ينفع. "طب بعد خمس سنين؟" برضه ينفع. مفيش وقت متأخر إنك تبدأ. النيورال بلاستيستي عملية مستمرة طول العمر. الفرق الوحيد هو إن الطريق بعد وقت طويل بيحتاج صبر أكتر ومجهود أكبر. لكن النتيجة تفضل موجودة.
خليني أديك صورة تانية: تخيل إنك بتتعلم لغة جديدة. في أول شهور الموضوع بيكون ممتع وسهل، الكلمات بتدخل بسرعة. بعد فترة، الموضوع بيحتاج تكرار وقراءة وكتابة عشان يثبت. لكن عمرك شفت حد قال: "عدى ستة شهور من بداية تعلم اللغة، يبقى خلاص مش هعرف أتعلم تاني"؟! غريب جدًا، صح؟ هو نفس الشيء مع الدماغ بعد الإصابة. كل يوم تقدر تدي له فرصة يتعلم من جديد.
وهنا ييجي السؤال الأخير: إنت هتختار تصدق إن الرحلة خلصت؟ ولا تختار تكمل؟
إحنا في Nervology مؤمنين بحاجة مهمة: التحسن ما بيتوقفش. علشان كده، عملنا الفيديو ده مخصوص عشان نكسر الأسطورة دي. مش عشان نديك معلومة علمية وبس، لكن عشان نديك سبب تكمل بيه. السبب هو إن جسمك وعقلك أقوى بكتير مما تتخيل.
والرسالة اللي بنختم بيها ا: إوعى تسيب أي حد يقنعك إن وقتك انتهى. إوعى تفتكر إن الستة شهور هي خط النهاية. يمكن تكون مجرد البداية. كل يوم جديد هو فرصة. كل محاولة—even لو صغيرة—ممكن تكون الشرارة اللي تغيّر مصيرك.
الفيديو ده موجود علشان يفتحلك باب جديد في تفكيرك. اتفرج عليه، شاركه مع اللي محتاج يسمع الكلام ده، خليه يوصل لحد ممكن يكون فقد الأمل. وإنت شخصيًا، جرّب إنك تعتبر الفيديو مش بس معلومة، لكن تحدي شخصي ليك: هل هتستمر؟ هل هتكسر الأسطورة؟
لينك الفيديو
https://youtu.be/yDPN0THuwE0
Neural Plasticity مش فكرة في كتاب، ده قوة حقيقية جواك. وكل مرة تختار تكمل، إنت فعليًا بتعيد كتابة القواعد.