22/04/2025
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم وبعد:
فإن من أهم الاسس التي يجب أن يتبعها الوالدان للوصول لتربية أبنائهم بصورة سليمة ما يلي:
1-أن يفرق الوالدان بين السبب والمسبب: فإن الأسباب هي كل الوسائل التي نتخذها في رحلة التربية بينما مسبب الأسباب ومن يملك أن يضع فيها الفاعلية من العدم هو الله تعالى ولذا فعلى الوالدان الإكثار من الدعاء لأبنائهم بالصلاح والاقتداء في ذلك بالأنبياء والصالحين وقد ذكر الله لنا في القرآن دعاء إبراهيم عليه السلام حين قال: (رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء).
2- الحذر كل الحذر من الدعاء على الأبناء فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تدْعوا على أنفسِكم ، ولا تدْعوا على أولادِكم ، ولا تدْعوا على خَدَمِكم ، ولا تدْعوا على أموالِكم ، لا تُوافقوا من اللهِ ساعةَ نيْلٍ فيها عطاءٌ فيُستجابَ لكم)، مهما حصل لا تدع عليه فإنك أول النادمين.
3- بذال الأسباب والصبر عليها مهما حدث: إن رحلة التربية طويلة ومستمرة وما قد تيأس منه اليوم قد يكون فيه كل الأمل غدا ولنا في نبي الله نوح عليه السلام أسوة وهو يدعوا ابنه حتى في لحظة الطوفان قائلا: ( يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) فلم ييأس بل صبر عليه واستمر في دعوته حتى قال الله له ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ).
4- اغرس فيه مراقبة الله: وهو خير ما تفعله معه فإن مراقبته لله تعالى خير من مراقبتك أنت فقد يلتزم بالصواب والقواعد التي تريد في حضورك بينما هو في الخارج يفعل ما يشاء لكن مراقبة الله تعصمه من الزلل وإن وقع فإنه سيعود، وهنا ألفت النظر لأمر مهم وهو أن تكون حذرا وأنت تغرس مراقبة الله من تشويه صورة الخالق الجليل عند ابنك بمعنى احذر من قول ربنا هيدخلك النار، أنت مش نافع وربنا مش هيرضى عنك ... لا تتكلم وكأنك نائبا عن الله في أرضه فتوزع الأحكام على الأبناء والناس بل حبب الله إليه حتى يحبه فقل يا بني إن الله يحب كذا وكذا ويعظم شأن كذا وكذا... وكن على يقين أنك إن أسأت في إيصال صورة الخالق الجليل لابنك اليوم فإنك بذلك ربما تقربه من الإلحاد غدا فقد كبر على أن الله قيد وكل ما يأتي منه قيود فلماذا الله؟
5- لا تقارن زمانك الذي تربيت فيه بالزمان الحالي الذي يواجه فيه أبناؤنا مغريات لا حصر لها ولا عدد وكن حكيما في اتخاذه صاحبا حتى يحكي لك ما لديه وتخفف من الأوامر والنواهي ما لم يكن لها حاجة.
6- تفقد صحبة ابنك دون أن يشعر بمراقبة تسبب له إزعاجا وكأنه في سجن وتناقش معه حول معايير اختيار الصاحب واسمع منه ولا تبدِ أي امتعاض مهما خالفك في الرأي حتى يحكي ثم قوِّم بهدوء وأنت مستعين بالله.
7-شارك مع ابنك تجاربك وأنت في مرحلته السنية طبعا -التي يمكن الكلام عنها- وعرفه أنك تتفهم احتياجاته المرحلية وأن ما يمر به طبيعي حتى تفتح قنوات حوار آمنة بينك وبينه.
8-ساعده أن يضع أهدافه وأن يخطط لها بصورة صحيحة دون مثالية وتعقيد ولو نجح في تحقيق بعضها اثن عليه ولا تكن مبالغا ومثاليا في وضع الطموحات...
وأخيرا تذكر أن الشجرة التي نراه على وجه الأرض أمامنا له جذور تضرب في عمق الأرض هي أكبر من الشجرة نفسها ومن هذه الجذور تستمد الشجرة غذاءها وأن الشجرة قد تميلها الرياح لكنها لا تقتلعها
والحمد لله رب العالمين
011 11948789
Call now to connect with business.