18/05/2025
بكل فخر وامتنان، شاركتُ في هذه المائدة المستديرة كمستشارة في الصحة الإنجابية ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي في مجال التنمية والإغاثة، ومؤسسة لمنصة *Light Psychotherapy*، التي تهدف إلى كسر وصمة العار المرتبطة بطلب الدعم النفسي، ونشر الوعي، وبناء المتانة النفسية للأطفال والمراهقين والبالغين.
نُظّمت هذه المائدة من قِبل مؤسسة كيان للتنمية المجتمعية، وناقشت موضوعًا شديد الأهمية: الصحة النفسية للعاملين في العمل السياسي والعام، لا سيما في السياق الإغاثي. وقد جمعت نخبة متميزة من السياسيين والبرلمانيين وممثلي منظمات المجتمع المدني وهيئات الأمم المتحدة، إضافة إلى خبراء نفسيين واجتماعيين.
أعبر عن شكري وامتناني لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء وإدارته، ولكل من حضر وشارك بخبرته ورؤيته.
واستعرضت السفيرة نبيلة مكرم تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أن العمل العام والسياسي بطبيعته محفوف بالضغوط النفسية الناتجة عن سرعة الأحداث، تداخل المسؤوليات، ووقع القرارات المتخذة على حياة المواطنين.
و أشارت إلى أن المسؤول السياسي يعيش دومًا تحت نظر الرأي العام ووسائل الإعلام، وهو ما يضاعف من الخوف من الخطأ، القلق من الفشل، والتعرض للنقد أو حتى الاستهداف الشخصي، مما يخلق صراعًا داخليًا بين المبادئ والقيم من جهة، ومتطلبات الواقع العملي من جهة أخرى
وأكدت أن هذه التحديات ليست حكرًا على الرجال، بل تواجهها أيضًا المرأة السياسية، التي تتحمل عبئًا مزدوجًا يتمثل في الحفاظ على استقرار الأسرة من جهة، والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة من جهة أخرى، وهو ما ينتج عنه صراع نفسي مستمر وخلال كلمتها، تناولت السفيرة جهودها من خلال مؤسسة “فاهم” لدعم الصحة النفسية، التي أطلقتها بهدف تغيير الثقافة المجتمعية حول المرض النفسي، وكسر الوصمة المرتبطة به وشددت على أهمية الاستماع، والفهم، والتحدث كأدوات رئيسية لكسر حاجز الصمت، مؤكدة أن شعار المؤسسة “اسمع، افهم، اتكلم” يعكس جوهر التعامل الإنساني مع قضايا الصحة النفسية .
واختتمت كلمتها بالتأكيد على أن الصحة النفسية للسياسيين ومتخذي القرار ليست ترفًا، بل ركيزة أساسية لتأدية العمل العام بكفاءة، واتخاذ قرارات متزنة في ظل ضغوط متزايدة.