02/11/2025
على مدار التاريخ البشري والحيواني شوفنا الأمهات بتنيم ولادها في حضنها
الكوالا، القرود، الفيلة والدببة حتى النمور والأسود والذئاب وغيرهم كتير، لأن التواصل هنا بيكون هو النجاة بالنسبة للحيوانات دي.
وطول عمرنا بنشوف الطفل بينام في حضن أمه أو جنبها، لحد ما ظهرلنا اتنين رجالة
مش أمهات، حتى مش آباء، قرروا ان الطفل لازم ينام لوحده!
واحد اسمه ايميت هولت قرر ان الطفل لازم يتدرب انه ينام لوحده ويتدرب انه يرضع في مواعيد محددة ومينفعش يتشال ولا يتحضن علشان ده اسمه دلع، وهو واطباء تانيين رجالة برضه اخترعوا طريقة ال cry it out واللي هو بتحطي الطفل وتسيبيه يعيط وينحر لحد ما ينام.
جه بقى واحد تاني اسمه فيربر وقال نظرية قال يعني فاكر انها أكثر لطفًا ولكن انا بالنسبالي هي عذاب تدريجي وهو انك تحطي الطفل ع السرير علشان ينام لوحده بدون أي وسيلة مساعدة زي الرضاعة او الهز، وتقعد جنبه على كرسي ومتستجيبش لبكاؤه بس بشكل تدريجي، يعني الأول تستجيب بعد ٣ دقايق بعدين ترجعه تاني ع السرير هيعيط، بعدها هتستجيب بعد ٦ دقايق تاخده تطبطب عليه وترجعه هيعيط تالت وقتها هتستجيب بعد ١٠ دقايق وهكذا وهكذا لحد ما ينام.
أمهات كتير كتبت شهادات عن تدريبات النوم، اللي اتفاجئت ان ابنها في وسط التدريب دخل في حالة ترجيع شديدة لأن طبيعي البكاء الشديد ده يقلبله معدته، واللي قالت ان ابنها جاله فتاق من كتر البكاء واللي قالت نصًا ان ابنها بقى عنده attachment insecurity يعني عدم الأمان العاطفي او نمط الارتباط عنده أصبح غير آمن، وفي امهات كتير قالوا ان التدريب بيُنتكس وبيضطروا يعيدوه تاني وتالت وده شيء قاسي جدًا نفسيًا وعصبيًا على الطفل.
واه ممكن الطريقة دي تنجح وابنك هينام وهيبطل عياط، بس مش علشان هو اتعلم ازاي ينام بشكل مستقل ويهدي نفسه بنفس، لأ هو اتعلم ان العالم مكان غير آمن ومحبط ومفيش حد هيستجيبلي.
والطرق دي الرأسمالية روجتلها أفضل ترويج علشان الأمهات تشتغل، ما احنا عايزين عمالة بقى، الأم تحط الطفل على جداول نوم ورضاعة وتفصله عنها فصل قسري علشان ترجع الشغل وتبقى قادرة تشتغل.
جه بعدها طبيب الأطفال ويليام سيرز وزوجته الممرضة بس الفرق ان الزوجين دول أب وأم ل٨ أطفال وقال انه ضد جميع تدريبات النوم، وانها بتضر الجهاز العصبي للطفل وبتضر ارتباطه بالأهل اللي المفترض يكون إرتباط آمن.
أسس الزوجين منهج التربية بالتعلق The attachment parenting
والمنهج ده له سبع مبادئ:
١. خلق رابطة عاطفية بين الطفل وأهله بعد الولادة فورًا.
٢. الرضاعة الطبيعية حسب الطلب.
٣.حمل الرضيع، اه والله بينصحوا ان الطفل في أول الشهور يكون في حضن مامته لأنه بيكون معتقد انه لسه داخل الرحم.
٤.النوم الآمن بجوار الطفل.
٥.الإيمان بأن بكاء الطفل له سبب ودايمًا يقول بكاء الطفل هو تواصل وليس تلاعب.
٦. احذري من مدربي النوم وتدريبات النوم، اه والله😂
٧.التوازن بين احتياجات الأم واحتياجات الطفل
سيرز بيقول البكاء بالنسباله وسيلة تواصل أساسية.
فلما الأم تتجاهل البكاء، كأنها بتكتم لغة التواصل الوحيدة اللي يقدر يعبر بيها عن احتياجاته.
بيؤمن إن ترك الطفل يبكي فترات طويلة بيرفع مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، وده ممكن يؤثر على نمو الجهاز العصبي والمخ خصوصًا في أول سنتين.
وبيقول ان مش المفروض ننتظر من طفل رضيع انه ينام متواصل طول الليل لأن دي مش طبيعتهم أصلًا.
وله جملة عظيمة بتقول "النوم مش مهارة تُدرَّب،
لكنه ثمرة أمان وارتباط صحي".
من الآخر منهج بيهدف اننا نرجع الفطرة الطبيعية للأم.
في دراسات كتييييير اتعملت عن الآثار السلبية لتدريبات النوم
شونكوف طبيب وباحث في طب الأطفال وعلم الأعصاب التنموي، وهو مدير مركز الطفل النامي بجامعة هارفارد، اتكلم عن الإهمال العاطفي اللي بيتعرضله الطفل زي انه يُترك يبكي وسماه بالتوتر السام.
لما الطفل يبكي ويتعرض للضيق مرارًا وتكرارًا بدون ما يلاقي احتواء أو استجابة من الأم أو الأب،
بيعيش حالة توتر مزمن مش مجرد بكاء لحظي
ومع الوقت ده ممكن يؤثر على تطور الدوائر العصبية المسؤولة عن الأمان والتنظيم العاطفي.
“Persistent activation of the stress response systems in the absence of the buffering protection of adult support can disrupt the architecture of the developing brain.”
(الاستثارة المستمرة لأنظمة التوتر في غياب الدعم العاطفي من الكبار ممكن تعطل بناء الدماغ النامي.)
والكلام ده مش معناه ان اي طفل يبكي شوية انه كده خلاص اتدمر نفسيًا وعصبيًا، احنا بنتكلم عن الإهمال، ان طفل يتساب يبكي وينحر في نفسه.
في النهاية أنا بشوف كل تدريبات النوم، حتى اللي بيرُوج لها انها تدريبات نوم لطيفة، ضد فطرة الطفل وضد فطرة الأم.
وبصراحة مس متخيلة ان قلب أم يجيبها تبقى سامعة صراخ ابنها وتسيبه، اسفة مفيش أي مبرر لده، انا ككبيرة لما بنام معيطة بصحى قلبي واجعني!
"وكان من عادةِ العربيَّة ألا تنوِّم ولدَها وهو يبكي ، خوفَ أن يسري الهمُّ في جسمه ، ويدبَّ في عروقه، ولكنها كانت تنازعُه وتضاحكُه حتى ينام وهو فرح مسرور، فينمو جسدُه ويصفو لونُه ودمُه، ويشفُ عقلُه "
#منقول