27/11/2025
أوقات كتير بنبقى ماشيين في طريق بنحسب إنه طريقنا، وإنه أحسن حاجة لينا , وإحنا ماشيين فيه بنلاقي حاجات معروضة علينا ، بناخدها في شنطة ونكمّل بيها سكتنا . إحنا ما أخدنهاش عشان عجبانا، ولا عشان هي أحسن حاجة لينا ، إحنا أخدنها لإنها كانت الحاجه الوحيدة اللي موجودة في طريقنا ، اللي كان ممكن ناخدها ونكمل بيها الطريق .
وطول ما احنا ماشيين في طريقنا وسكتنا ، كل ما الشنطة بتتملي حاجات أكتر، لحد مافي محطة من المحطات بنكون تعبنا , نلاقي الطريق مش عايز يخلص وطويل قوي وفوق ده كله شايلين شنطة تقيلة ومعظم اللي فيها مش عاجبنا.
ومن صعوبة الشيلة، وغضبنا إن اللي فيها مش اختيارنا ولا مريحنا ولا على قدّنا ولا مناسبنا، مجرد ما حد يسألنا عن السكة أو اللي باقي في الطريق، أو حتى لو حد عايز يتونس بينا، بنلاقي نفسنا بنتعصب ونتنرفز ونصرّخ ، ونرمي حملنا كله على حدّ مالوش أي دعوة لا بطريقنا ولا بحمولنا.
والحقيقة إن ده اللي بيحصل مع الإنسان ، ومعانا كلنا ، كتير بنمشي في طريق اتفرض علينا؛ عشان دي ظروفنا وحياتنا اللي كبرنا عليها. كان ممكن في بداية الطريق وطفولتنا ناخد الشنطة ، بس لما نملك الإرادة ، محتاجين نقف ونقول: “الشنطة تقيلة… واللي فيها مش بتاعي.” لأن ساعتها بس هنبدأ ناخد اللي على قدّنا، ونسيب اللي مش مناسب لينا، ونعدل وجهتنا، ونرحم نفسنا، ونشيل شنطة على قدّ طاقتنا ونملاها باللي نقدر عليه.
لإننا لما هنكمّل زي ما إحنا، ونقول: “خلاص، ده اللي اتعودنا عليه " قبل ما الطريق يخلص هنكون تعبنا، وباقينا بالغضب مشحونين .
في بالنا دايما لما واحد من الصحابة سأل الرسول ﷺ وقال له: “أوصني”، قال: “لا تغضب” ، لكننا كتير بنبقى عاجزين إزاي نتحكم في نفسنا ولا نغضب . ومهما حاولنا، بنلاقي حاجات بتعفّرتنا وبتعصبنا، وننفجر على حاجات ما تستاهلش أو مش بتاعتنا أصلاً.
وقتها بنزعل من نفسنا… نحس إننا مقصرين، أو وحشين، أو نحاول نلاقي مبررات إننا مضغوطين. فنعيش محرومين من راحة البال والهدوء حتى لو الألم موجود.
مع إننا لو وقفنا في الطريق وبصّينا لسبب الغضب، هنلاقي إننا ماشيين في سكة مش مريحانا، وشايلين شنطة تقيلة فيها كل حاجة إلا اللي يريحنا أو يشبع احتياجاتنا.
يمكن كل اللي كنا محتاجينه عشان نهدى ، إننا نقف ونسأل:
هل السكة دي مريحة ولا لأ؟
مناسبة ليا ولا لأ؟
الشنطة اللي شايلها ، فيها حاجات مناسبة ليا؟ ولا كلها حاجات مش بتاعتي؟
مناسبة لفطرتي؟
مناسبة لاحتياجات مغروسة جوايا؟
مناسبة لإمكانياتي اللي بتميزني حتى لو اختلفت عن اللي حواليا؟
ساعتها بس هنرتاح وهيقل الغضب حتى لو الألم فضل موجود، و حتى لو الشنطة مافيهاش اللي يريحني، أو السكة ماقدرش أغيّرها.
بس وأنا ماشي باقيت عارف إنها مش مريحة، وعارف إنها مش أحسن حاجة وعارف إن ده ألم … مش غضب.
د.آيات أبوالفضل
أخصائي الطب والعلاج النفسي، كلية الطب ، جامعه عين شمس
#فأبواه
#فطرة