01/12/2025
لما بيتك يبقي سجنك..
في ناس كتير بتحلم بالبيت، بتتخيل البيت مكان دافي فيه ريحه اكل الام وصوت ضحك وناس بتحب بعضها، بس في ناس تانيه لما تسمع كلمه "بيت" اول حاجه بتيجي في دماغها هي القلق.. الخوف.. الاختناق..
بيصحوا الصبح ومش عارفين النهارده هيعدي ازاي، مين هيزعق، مين هيستفز، ايه الحاجه اللي هتتقال وتفضل جواهم لحد ما يناموا وهما بيعيطوا، بيعيشوا في حاله تأهب دايمه، دماغهم شغاله علي مود محاولة البقاء مش مود الحياة العادية..
ودي مش مبالغه.. دي حياه ناس حقيقيه بتعيش جوا بيوت بتبان من بره عاديه، بس جواها حرب نفسيه مستمره، اهل سامين مش بيعرفوا يحبوا من غير ما يسيطروا، مش بيعرفوا يربوا من غير ما يحطموا، مش بيعرفوا يتكلموا من غير ما يجرحوا.
والمشكله الحقيقيه مش بس في الاذي اللي بيحصل، المشكله في الالتباس.. في عدم القدره علي تسميه الحاجات بمسمياتها، لان جوا دماغك صوت بيقولك "بس هما اهلي، اكيد بيحبوني، اكيد انا اللي مش فاهم"، فتفضل سنين وانت مش عارف ده abuse ولا تربيه، ده حب قاسي ولا اذي ممنهج..
النهارده هنتكلم عن الموضوع ده بالتفصيل الممل.. هنتكلم عن الاهل السامين، ازاي بيبقوا كدا، ازاي بيأثروا فينا، وازاي نقدر نعيش ونحمي نفسنا لو مضطرين نفضل معاهم.
الاول.. ايه يعني اهل سامين اصلا؟
مش كل اهل غلطوا في التربيه يبقوا سامين، كلنا بشر وكلنا بنغلط، بس في فرق كبير بين الغلط العادي وبين السميه.
الاهل السامين هما الاهل اللي:
بيستخدموا الاذي كأداه سيطره مش مجرد كخطا عابر يعني مش غلطه حصلت مره وبعدين اعتذروا او حاولوا يصلحوها لا.. ده نمط متكرر ومستمر..
مش بيعترفوا بالغلط ابدا دايما هما الضحيه، دايما انت اللي غلطان دايما "احنا عملنا كل حاجه عشانك وانت ناكر للجميل"
بيستخدموا الحب المشروط يعني بيحبوك لما تعمل اللي هما عايزينه، ولما تعترض او يكون ليك رأي مختلف بتحس انك مرفوض ومش مرغوب فيك..
بيخترقوا حدودك باستمرار خصوصيتك، قراراتك، مشاعرك.. كل حاجه ليهم فيها رأي وسيطره..
بيستخدموا التلاعب العاطفي زي الشعور بالذنب، التهديد بقطع العلاقه، البكاء، الصمت العقابي، المقارنه بالاخرين..
بيقللوا من مشاعرك واحتياجاتك "انت بتحسس نفسك" "ده عادي" "كل الناس كدا" "انت حساس زياده"
لو لقيت اغلب النقط دي موجوده.. غالبا انت عايش مع اهل سامين...
انواع السميه اللي بتحصل في البيوت
السميه مش شكل واحد، في انواع كتير وكل نوع ليه تأثير مختلف:
١. الاهل النرجسيين:
ودول تقريبا من اصعب الانواع، لان النرجسي شايف نفسه مركز الكون، وانت كابن او بنت مش موجود كشخص مستقل ليه هويه، انت موجود كامتداد ليهم، كمرايه بتعكس صورته الحلوه.
الاب او الام النرجسي بيحب يسمع انه احسن اب او احسن ام، بيحب الصوره الخارجيه، بس جوا البيت بيبقي شخص تاني خالص.. بارد عاطفيا، متطلب، مستحيل ترضيه، دايما في حاجه ناقصه...
وابن النرجسي بيكبر وهو حاسس انه مش كفايه، مهما عمل مش هيوصل للمستوي المطلوب، وبيفضل يجري ورا رضا مستحيل يحصل عليه.
٢. الاهل المسيطرين (Controlling):
ودول اللي عايزين يتحكموا في كل تفصيله في حياتك، ايه اللي تلبسه، مين اصحابك، ايه اللي تدرسه، مين اللي تتجوزه، حتي ايه اللي تحس بيه.
بيقولولك "احنا اعرف منك" "احنا عايزين مصلحتك" وفعلا ممكن يكونوا مقتنعين بكدا، بس الحقيقه انهم خايفين يفقدوا السيطره، خايفين تكبر وتبقي شخص مستقل مش محتاجهم..
وابن الاهل المسيطرين بيكبر مش عارف ياخد قرار لوحده، مش واثق في نفسه، دايما محتاج موافقه حد قبل ما يعمل اي حاجه.
٣. الاهل المهملين عاطفيا:
ودول عكس النوع اللي فات، مش بيتدخلوا اوي لكن بالمعني السلبي.. يعني موجودين بالجسم بس مش موجودين عاطفيا، مش بيسالوا عليك، مش بيهتموا بمشاعرك، مش بيشوفوك اصلا.
ممكن يكونوا بيوفروا الاكل والشرب والتعليم، بس مفيش حضن، مفيش "انا فخور بيك" مفيش "عامل ايه النهارده" مفيش اهتمام حقيقي.
وابن الاهل المهملين بيكبر جوعان عاطفيا، بيدور علي الحب في اي حته، وغالبا بيقع في علاقات سامه هو كمان لانه مش عارف شكل الحب الصحي اصلا.
٤. الاهل اللي بيستخدموا العنف (جسدي او لفظي):
ودي واضحه.. ضرب، شتيمه، اهانه، تحقير، سب، تهديد.
وللاسف في مجتمعاتنا العنف ده متطبع عليه، "العصا لمن عصا" "العيل لازم يتربي بالعصايا" "الكلمه القاسيه بتقوم الولد" كله كلام فاضي وعلميا ثبت انه بيدمر الطفل نفسيا.
الطفل اللي بيتعنف بيكبر وجواه خوف مزمن، بيبقي عنده قلق دايم، مش بيعرف يعبر عن نفسه، وغالبا بيبقي عدواني هو كمان او علي العكس بيبقي خانع ومش قادر يدافع عن نفسه.
٥. الاهل اللي بيفضلوا ابن علي التاني:
وده بيحصل كتير.. الاب اللي بيحب الابن اكتر من البنت، او الام اللي بيحب الابن الاكبر اكتر من الصغير، او العكس.
والطفل اللي مش مفضل بيكبر حاسس انه مش مرغوب فيه، بيفضل يحاول يثبت نفسه، يكسب حب مش هيحصل عليه بنفس الدرجه، وده بيسيب جرح عميق جدا.
ليه الاهل بيبقوا كدا؟
سؤال مهم.. ليه اهلنا اللي المفروض يحبونا بيعملوا كدا؟
الحقيقه ان اغلب الاهل السامين هما نفسهم ضحايا، يعني اتربوا في بيئه سامه وورثوا نفس الانماط، محدش علمهم يحبوا بشكل صحي، محدش قالهم ان الطفل محتاج احترام مش بس طاعه.
في كمان اهل عندهم مشاكل نفسيه مش معالجه، زي الاكتئاب، القلق، اضطرابات الشخصيه، والمشاكل دي بتنعكس علي طريقه تعاملهم مع عيالهم.
وفي اهل بيكونوا تحت ضغوط اقتصاديه او اجتماعيه كبيره وبيطلعوا الضغط ده علي اولادهم...
بس ده كله مش مبرر.. فهم السبب مش معناه التبرير، ممكن نتعاطف مع ظروفهم بس ده مينفيش حقنا اننا نحمي نفسنا من الاذي.
ايه تأثير الاهل السامين علينا؟
التأثير مش بسيط ابدا.. الاهل السامين بيسيبوا اثار عميقه جدا في الشخصيه بتفضل معانا لسنين حتي بعد ما نكبر ونبعد.
علي المستوي النفسي
-اضطرابات القلق والاكتئاب
-انعدام الثقه بالنفس
-الشعور الدايم بالذنب وانك مش كفايه
-صعوبه في تكوين علاقات صحيه
-الخوف من الرفض والهجر
-صعوبه في اتخاذ القرارات
-الميل لارضاء الناس علي حساب نفسك (People pleasing)
علي مستوي العلاقات:
-بنختار شركاء يشبهوا اهلنا (بنكرر نفس الدايره السامه)
-صعوبه في وضع حدود
-الخوف من التعبير عن الاحتياجات
-تقبل معامله سيئه لاننا متعودين عليها
او علي العكس.. بنبقي حساسين اوي ومش بنثق في حد..
علي المستوي الجسدي:
اه.. الاذي النفسي بيأثر علي الجسم كمان:
-مشاكل في النوم
-امراض مناعيه
-مشاكل في الجهاز الهضمي
-صداع مزمن
-توتر عضلي
-الجسم بيحتفظ بالصدمه، وده اسمه علميا Somatic symptoms.
ازاي نعرف اننا عايشين في بيئه سامه؟
في علامات واضحه لو موجوده يبقي انت فعلا في بيئه سامه:
بتحس انك مش امان في بيتك: مش عارف تسترخي، دايما في حاله تأهب
بتمشي علي قشر بيض: بتحسب كل كلمه قبل ما تقولها عشان متزعلش حد
مفيش خصوصيه: بيفتشوا تليفونك، يدخلوا اوضتك من غير استئذان، يسالوا اسئله تطفليه
مشاعرك متقبله: لما تزعل يقولولك "انت بتحسس نفسك" لما تفرح يقللوا منها
ملكش راي قراراتك كلها بتتاخد من غيرك
بيستخدموا الشعور بالذنب كسلاح: "احنا ضحينا بكل حاجه عشانك" "لولانا كنت في الشارع"
المقارنه المستمره "شوف ابن خالتك عمل ايه" "اختك احسن منك"
الصمت العقابي لما يزعلوا بيقاطعوك لايام
التهديد "لو عملت كدا هتشوف"، "مش هتاخد فلوس" "هطردك"
لو اغلب النقط دي موجوده.. انت في بيئه سامه...
طب نعمل ايه؟ ازاي نحمي نفسنا؟
دي الجزئيه اللي الكل عايز يعرفها.. ازاي اعيش في بيت سام وانا مضطر ومش قادر امشي؟
اولا: اعترف بالمشكله
اصعب خطوه هي انك تعترف ان اهلك سامين، لان جوانا صوت بيقول "بس هما اهلي، ازاي اقول عليهم كدا؟"
بس لازم تفهم ان الاعتراف بالمشكله مش معناه انك بتكرههم او بتنكر فضلهم، معناه انك بتشوف الواقع زي ما هو، وده اول خطوه للتعافي...
ثانيا افهم ان المشكله مش فيك
الاهل السامين شاطرين انهم يخلوك تحس ان انت المشكله، انت اللي مش كويس، انت اللي لازم تتغير...
بس الحقيقه ان في مشكله في النظام كله مش فيك بس، انت طفل او شاب اتربي في بيئه مش صحيه، ده مش ذنبك.
ثالثا احمي عقلك بالمعرفه
اقرا عن الموضوع، اتفرج علي فيديوهات، اسمع بودكاست، افهم ايه اللي بيحصلك، لان المعرفه بتديك قوه...
لما تعرف ان اللي بيحصلك اسمه Gaslighting مثلا (وهو انهم يخلوك تشك في ادراكك للواقع)، هتبقي اقدر تتعامل معاه.
لما تعرف ان اللي بتحسه اسمه Parentification (وهو انهم يحملوك مسؤوليات مش من سنك)، هتفهم ليه انت حاسس بارهاق.
رابعا حدد حدودك حتي لو محدش هيحترمها
زي ما قولنا قبل كدا، الحدود مش محتاجه موافقه، انت بتحددها عشان تحمي نفسك.
ابدا بحاجات صغيره:
حدود مكانيه: "انا محتاج وقت لوحدي في اوضتي"
حدود كلاميه: "مش هقبل حد يشتمني او يتكلم معايا بصوت عالي"
حدود معلوماتيه: "حياتي الشخصيه خاصه، مش هشارك كل تفصيله"
حدود قراريه: "ده قراري وانا هاخده بنفسي"
ومتستناش انهم يفهموا او يحترموا الحدود دي بسهوله، غالبا ، هيزعلوا، هيقولولك انك متمرد او قليل ادب.
بس انت استمر.. كل مره هتبقي اسهل شويه.
خامسا استخدم تكنيك الـ Grey Rock
اتكلمنا عنه قبل كدا بس هنفصل اكتر..
الفكره انك تبقي ممل ومحايد في تعاملك مع الشخص السام، متديش معلومات كتير، متتفاعلش عاطفيا، متدخلش في جدالات.
مثلا:
الام: "ليه مروحتش مع اختك امبارح؟"
انت: "كان عندي حاجه تانيه"
الام: "ايه الحاجه دي؟ ليه دايما بتختلق اعذار؟"
انت: "ممكن"
الام: "ممكن ايه؟ انت بترد عليا كدا ليه؟"
انت: "معلش مشغول دلوقتي، نتكلم بعدين"
متدخلش في دفاع او تبرير لان ده بيدي وقود للشخص السام يكمل.
سادسا احمي طاقتك العاطفيه
عايش في بيت سام معناه ان طاقتك بتتسحب منك كل يوم، فلازم يكون عندك مصادر تشحن منها:
مساحه خاصه: حتي لو ركن في اوضتك، مكان تحس فيه انه ليك
هوايه او نشاط: حاجه تعملها وتحس فيها بنفسك، قرايه، كتابه، رسم، رياضه، اي حاجه
علاقات صحيه بره البيت: صحاب يفهموك، ناس تقدر تتكلم معاهم وتاخد منهم دعم
روتين يومي: حاجات ثابته تديك احساس بالسيطره، زي انك تصحي بدري تشرب قهوتك بهدوء، او تنام بدري تقرا شويه
ومتستهونش بالموضوع ده.. في ايام هتحس انك مش قادر تستحمل، الحاجات دي هي اللي هتمسكك.
سابعا متحاولش تغيرهم
ده من اصعب الدروس.. انك تقبل ان اهلك غالبا مش هيتغيروا.
مش لانهم وحشين، لان التغيير محتاج وعي واعتراف بالمشكله ورغبه حقيقيه في التغيير، ومعظم الاهل السامين مش عندهم الحاجات دي.
فمتضيعش طاقتك في محاولات يائسه، ركز علي نفسك انت وعلي ازاي تحمي روحك.
ثامنا اتعلم تتعامل مع الشعور بالذنب
اكتر حاجه هتواجهك هي الشعور بالذنب.. "ازاي احط حدود مع اهلي؟"، "ازاي ارفضلهم طلب؟"، "ازاي افكر اني امشي واسيبهم؟"
والاهل السامين شاطرين جدا في زرع الذنب، "احنا اللي ربيناك" "احنا اتعبنا عشانك" "ده جزا التعب؟"
بس لازم تفهم ان الشعور بالذنب ده مزروع فيك، مش حقيقي.
الوالدين من واجبهم يربوا عيالهم، ده مش فضل يتمن بيه، ده مسؤوليه اختاروها لما قرروا يخلفوا.
وتربيتك مش معناها انهم يمتلكوك، انت انسان مستقل ليك حياتك وقراراتك.
تاسعا لو تقدر تشتغل وتستقل ماديا.. ابدا من دلوقتي
الاستقلال المادي هو بوابه الحريه الحقيقيه، لما يكون عندك فلوس خاصه بيك هتقدر تاخد قرارات اكتر، هتقدر تبعد لو احتجت، هتبقي اقل عرضه للابتزاز المادي.
ابدا بخطوات صغيره، شغل اونلاين، فريلانس، اي حاجه تجيبلك دخل حتي لو بسيط.
عاشرا خطط للمستقبل
لو انت لسه صغير او مش قادر تمشي دلوقتي، خطط، حط هدف قدامك.
"هكمل دراستي واشتغل واستقل بعد 3 سنين"
"هوفر فلوس لحد ما اقدر استاجر شقه"
الامل في انك مش هتفضل هنا للابد هو اللي هيخليك تستحمل.
حداشر: اطلب مساعده لو احتجت
مفيش عيب انك تروح لمعالج نفسي او اخصائي، بالعكس.. ده دليل قوه مش ضعف.
المعالج هيساعدك تفهم نفسك اكتر، تتعامل مع المشاعر المعقده، تبني استراتيجيات افضل للتعامل مع الموقف.
ولو مش قادر ماديا، في مجموعات دعم اونلاين، في كتب ومقالات ومصادر كتير متاحه مجانا.
ايه اللي ميتعملش؟
في حاجات لازم نتجنبها عشان منزودش الموضوع سوء
متعزلش نفسك تماما
اه محتاج تحمي نفسك بس العزله التامه مش حل صحي، حاول تحافظ علي علاقاتك الاجتماعيه بره البيت.
متردش بنفس الاسلوب
لما يزعقوا متزعقش، لما يشتموا متشتمش، لان ده هيخليك زيهم وهتبقى عاق يسطا وهتندم بعدين.
متكبتش مشاعرك
لازم تلاقي طريقه صحيه تطلع بيها اللي جواك، اكتب، اتكلم مع حد، اعيط، بس متكبتش لان الكبت بيدمر.
متستخدمش مواد مخدره او كحول
اعرف ان الهروب ممكن يبان حل وقتي بس الادمان هيدمرك اكتر.
متفكرش في ايذاء نفسك
لو وصلت للمرحله دي، لازم فورا تطلب مساعده متخصصه، اتصل بخط مساعده، روح لطبيب، اتكلم مع حد.
حياتك غاليه، ومهما كان الوضع صعب في حلول تانيه.
لما نكبر.. بنعمل ايه مع الماضي؟
حتي لو كبرنا ومشينا من البيت، الجروح بتفضل موجوده، بنلاقي نفسنا بنكرر نفس الانماط، بنختار علاقات سامه، بنتعامل مع نفسنا بقسوه.
وهنا بييجي دور الشغل علي نفسنا
اعترف بالجرح
مش عيب انك تعترف انك متأذي من طفولتك، ده اول خطوه للتعافي.
سامح نفسك
انت عملت اللي تقدر عليه بالامكانيات اللي كانت متاحه، متلومش نفسك علي حاجات كنت طفل او مضطر فيها.
اكسر الدايره
لو عندك عيال، متورثهمش نفس الانماط، اتعلم واقرا واشتغل علي نفسك عشان تديهم حياه احسن.
اعمل re-parenting لنفسك:
يعني تربي نفسك من جديد، تدي لنفسك الحب والاحترام والتقدير اللي محصلتوش زمان.
كلم نفسك بحنيه، احتفل بانجازاتك الصغيره، اغفرلك اخطاءك، كن الاب او الام اللي كنت محتاجها.
في النهايه.. انت اهم من اي حد
اعرف ان الكلام ده صعب، اعرف انك ممكن تكون قاعد دلوقتي بتقرا وجواك صراع رهيب بين "بس هما اهلي" وبين "بس انا تعبان".
وعايزك تعرف ان الاتنين صح.. اه هما اهلك واه ممكن يكونوا عملوا حاجات كويسه، بس ده مينفيش انهم عملوا حاجات غلط كمان، وده مينفيش حقك انك تتألم وتغضب وتحمي نفسك.
البر بالوالدين مش معناه انك تضحي بصحتك النفسيه، مش معناه انك تقبل الاذي وتسكت.
البر الحقيقي هو الاحترام المتبادل، هو المعامله الكريمه، هو الحب الصحي، مش الطاعه العمياء.
وفي النهايه.. حياتك ملكك، ومن حقك تعيشها بكرامه حتي لو ده معناه انك تبعد عن اللي بيأذوك حتي لو كانوا اهلك.
ومتخليش حد يقنعك ان انت قاسي او عاق او ناكر للجميل، لان الناس اللي بتقول الكلام ده غالبا مش عايشه اللي انت عايشه، مش حاسه بالالم اللي انت حاسس بيه.
انت الوحيد اللي عارف ايه اللي بيحصلك جوا البيت، انت الوحيد اللي عارف قد ايه المعاناه، فمتسمحش لحد يحكم عليك او يملي عليك تعمل ايه.
كلمه اخيره.. لشبابنا وبناتنا الصغيرين
لو أنتي أو انت لسه صغير في السن وقاعد بتقرا الكلام ده، عايزك تعرف حاجه مهمه جدا
اللي بيحصلك مش ذنبك.
مش ذنبك ان اهلك مش عارفين يحبوا بشكل صحي، مش ذنبك انك اتولدت في بيت مش امان، مش ذنبك انك بتتألم.
وعايزك تعرف كمان ان ده مش هيفضل للابد.
انت هتكبر، هتبقي اقوي، هتبقي مستقل، هتقدر تختار حياتك...
بس دلوقتي.. ركز علي انك تحمي نفسك، تتعلم، تبني علاقات كويسه بره البيت، تحلم وتخطط لمستقبلك.
ومتيأسش.. لان في ناس كتير قبلك عاشت نفس الظروف ونجحت انها تطلع وتبني حياه حلوه.
انت مش لوحدك.
للي كبر ولسه عايش في نفس البيت
ولو انت كبرت وبقيت شاب او بنت في العشرينات او التلاتينات ولسه عايش مع اهلك، سواء لاسباب ماديه او اجتماعيه او اي سبب تاني، عايزك تعرف ان ده مش فشل.
احنا عايشين في مجتمع بيضغط علينا، بيقولنا "لازم تستقل"، "لازم تبقي عندك شقتك"، بس الواقع ان مش كل الناس ظروفها تسمح بكده.
وعايزك تعرف ان البقاء في البيت مش معناه انك ضعيف.
ممكن تكون بتحاول توفر فلوس، ممكن تكون بتاخد بالك من حد مريض، ممكن تكون الظروف الاقتصاديه صعبه، ممكن تكون خايف من نظره المجتمع لو مشيت.
كل ده مفهوم ومقبول، بس المهم انك متستسلمش نفسيا.
حط هدف قدامك، اشتغل عليه، ولو ببطء، المهم تحس انك ماشي لقدام مش واقف في مكانك.
ولو فعلا مفيش امل في الاستقلال قريب، ركز علي انك تبني حياه موازيه، حياه خارج البيت، اصحاب، شغل، اهتمامات، علاقات، اي حاجه تخليك تحس ان حياتك اوسع من الاربع حيطان دول.
للبنات بالذات.. كلام خاص
اعرف ان البنات في مجتمعنا بيواجهوا ضغط مضاعف، لان في توقعات اكتر، قيود اكتر، خوف اكتر.
البنت مش بس بتعاني من الاهل السامين، بتعاني كمان من المجتمع اللي بيحاسبها علي كل حاجه، بيراقبها، بيحكم عليها.
والبنت لو حاولت تستقل او تمشي من البيت، (لو مضطره طبعا لضروره) بيتقال عليها كلام، بيتشكك في سمعتها، بيتعاملوا معاها كأنها عملت جريمه عظمي ده اها مخالف للدين والعرف بس الضرورات تبيح المحظورات.
وده ظلم كبير..
لان استقلال البنت مش معناه انها سايبه اهلها او قليله ادب، معناه انها عايزه تعيش حياه كريمه وامنه، وده من حقها.
فلو انتي بنت وقاعده بتقري الكلام ده وحاسه انك محاصره، عايزك تعرفي ان
من حقك يكون ليكي حياه خاصه
من حقك ترفضي جواز مش عايزاه
من حقك تختاري مستقبلك
استقلالك مش عيب ومش حرام ومش قله ادب
ولو حسيتي ان حياتك في خطر، او ان في ضغط لجواز قسري، او ان في عنف جسدي، اطلبي مساعده فورا.
في جمعيات ومؤسسات بتساعد البنات في الظروف دي، متخافيش تتواصلي معاهم.
هل ممكن العلاقه تتصلح؟
سؤال مشروع.. هل في امل ان العلاقه مع الاهل السامين تبقي احسن؟
الاجابه: ممكن، بس مش دايما.
العلاقه ممكن تتحسن لو:
الاهل عندهم وعي ورغبه حقيقيه في التغيير
الاهل بيعترفوا بالغلط وبيحاولوا يصلحوه
في تواصل صحي ومحاولات من الطرفين
في احترام متبادل للحدود
بس للاسف.. ده نادر.
اغلب الاهل السامين مش بيعترفوا بالمشكله اصلا، وبالتالي مش بيشتغلوا علي نفسهم، وبالتالي مش بيتغيروا.
وساعتها الحل الوحيد هو انك تقبل الواقع وتحمي نفسك.
ممكن تحافظ علي علاقه سطحيه معاهم (علشان السلام الاجتماعي او علشان ضميرك)، بس متديش اكتر من طاقتك، ومتتوقعش حاجه مختلفه.
او ممكن في حالات تانيه تحتاج قطع العلاقه تماما (No Contact)، وده قرار صعب جدا بس احيانا بيكون ضروري للبقاء.
ومفيش حد يقدر يحكم علي قرارك غيرك، لان انت الوحيد اللي عارف ايه اللي بيحصلك.
ازاي نتعامل مع المناسبات والاعياد؟
المناسبات بتبقي صعبه جدا علي اللي عايش في بيئه سامه، لان المفروض تكون ايام فرح وتجمع، بس بالنسبه لينا بتبقي ايام قلق وتوتر.
نصايح للمناسبات:
١. حدد وقت وجودك: متفضلش في التجمع العائلي اكتر من اللي تقدر تستحمله، حدد وقت معين وبعدها امشي.
٢. خد break لما تحتاج: لو حسيت انك مش قادر، اطلع برا شويه، خد نفس، اتصل بصاحب، اعمل اي حاجه تهديك.
٣. متدخلش في مواضيع حساسه: لو عارف ان موضوع معين بيعمل مشاكل، تجنبه خالص.
٤. خلي معاك حد يسندك: لو عندك اخ او اخت او قريب بتثق فيه، اتفقوا انكم تسندوا بعض.
٥. متحسسش بالذنب لو مروحتش: لو قررت انك مش هتروح، ده حقك، ومتسمحش لحد يحسسك انك غلطان.
قبل ما أنسى
مش بس الاب والام ممكن يكونوا سامين، الاخوات كمان ممكن يكونوا جزء من المشكله.
في اخوات بيتنمروا علي بعض، بيغيروا من بعض، بيتنافسوا بشكل مرضي، بيستخدموا بعض كوسيله ضغط من الاهل.
وده بيخلي البيت اصعب، لان حتي لو الاهل مش موجودين، الاخوات بيكملوا نفس الدور.
ازاي نتعامل مع اخوات سامين؟
حط حدود معاهم زي ما بتحط مع اي حد تاني: مش لازم تقبل اسائه منهم لمجرد انهم اخواتك.
متتوقعش انهم يفهموك: كل واحد عايش تجربته الخاصه، وممكن اخوك او اختك ميكونوش شايفين المشكله زيك.
لو في اخ او اخت كويسين، تمسك بيهم: العلاقه الكويسه بين الاخوات ممكن تكون سند كبير جدا.
لو مفيش امل في علاقه صحيه، ابعد: زي ما بتبعد عن اي شخص سام، حتي لو اخوك.
ماذا عن الدين؟ هل البعد عن الاهل السامين حرام؟
ده سؤال بيشغل ناس كتير، خصوصا اللي متدينين ومهتمين بالجانب الشرعي.
الحقيقه ان الاسلام مبيأمرناش بالطاعه العمياء ولا بقبول الظلم.
البر بالوالدين واجب، بس البر ده ليه حدود:
مفيش بر في معصيه: لو الاهل بيأمروك بحاجه حرام، مش من حقك تطيعهم.
البر مش معناه قبول الاذي: احسان للوالدين مش معناه انك تقبل انهم يهينوك او يضربوك او يدمروك نفسيا.
من حقك تحمي نفسك: الاسلام بيحافظ علي النفس البشريه، ومن حقك تحمي صحتك النفسيه والجسديه.
في حديث نبوي بيقول "لا ضرر ولا ضرار"، يعني مينفعش حد يضر نفسه ولا يضر غيره.
فلو وجودك مع اهلك بيضرك نفسيا وجسديا، من حقك تبعد، وده مش عقوق.
العقوق هو الاسائه والقطيعه بدون سبب، اما البعد للحمايه فده حق شرعي.
وممكن تحافظ علي البر بطرق تانيه، زي الاطمئنان عليهم من بعيد، المساعده الماديه لو محتاجين ومقدر، الدعاء ليهم، بس من غير ما تعرض نفسك للاذي.
وفي النهايه.. ربنا عارف نيتك وعارف ظروفك، والدين يسر مش عسر.
رساله للي بيلوم نفسه
اعرف ان في ناس كتير بتقرا الكلام ده دلوقتي وجواها صوت بيقول:
"ماهو انا كمان غلطان، انا اللي مستفزهم، انا اللي مش بعرف اتعامل معاهم صح."
ولو انت منهم، عايزك تعرف حاجه:
انت مش المشكله.
اه ممكن تكون غلطت في حاجات، اه ممكن تكون ردك كان مش مظبوط احيانا، بس ده ميبررش الاذي اللي بيحصلك.
الطفل او الشاب او حتي الانسان البالغ مش مسؤول عن انه يتحمل اسائه عشان يرضي حد.
مفيش حد يستاهل الاهانه او الضرب او التحقير مهما كان عمل، ده مش تربيه، ده اذي.
فمتلومش نفسك، ومتحملش نفسك مسؤوليه انك تغير اهلك او ترضيهم، لان ده مش دورك ومش في قدرتك.
دورك الوحيد هو انك تحمي نفسك وتشتغل علي تعافيك.
في ناس هتفهم، وفي ناس مش هتفهم
لما تبدا تحكي عن معاناتك مع اهلك، هتلاقي ردود فعل مختلفه.
في ناس هتفهمك وهتسندك، ودول تمسك بيهم.
وفي ناس هتقولك
"بس هما اهلك، اصبر عليهم"
"كل الاهل كدا"
"ده عادي، احنا كلنا اتربينا بالطريقه دي"
"بكره لما يموتوا هتندم"
"انت مش شايف التضحيات اللي عملوها عشانك"
ودول.. متسمعش كلامهم.
مش لانهم وحشين، لان هما مش عايشين اللي انت عايشه، مش حاسين بالالم اللي انت حاسس بيه.
وغالبا هما نفسهم عايشين في نفس الدايره ومش واعيين بيها، فبيدافعوا عن النظام اللي اتربوا فيه.
فمتتأثرش بكلامهم، ومتخليش حد يشككك في مشاعرك او في حقك انك تحمي نفسك.
في النهايه.. الامل موجود
اعرف ان الكلام كله ده ممكن يبان محبط، بس عايزك تعرف ان في امل.
في ناس كتير جدا عاشت في بيوت سامه وقدرت تطلع وتبني حياه حلوه.
في ناس اتعالجت من جروحها، اتعلمت تحب نفسها، كونت علاقات صحيه، بقت اهل كويسين لعيالهم.
في ناس كسرت الدايره، ومورثتش الالم لجيل تاني.
وانت كمان تقدر.
مش هيبقي سهل، هيبقي في ايام صعبه، هتحس انك تعبان، هترجع لورا احيانا، بس المهم انك متستسلمش.
كل يوم بتحمي فيه نفسك، كل مره بتقول فيها لا، كل لحظه بتختار فيها انك تبعد عن الاذي، دي خطوه في طريق التعافي.
والتعافي مش معناه انك تنسي او تسامح بالعافيه، التعافي معناه انك تعيش حياتك من غير ما الماضي يسيطر عليك.
معناه انك تبقي قادر تفرح، تحب، تثق، تحلم، من غير ما الجروح القديمه تمنعك.
ودي رحله طويله، بس تستاهل.
لان انت تستاهل حياه حلوه.
تستاهل تصحي الصبح وانت مش خايف.
تستاهل تنام بالليل وانت مرتاح.
تستاهل حب حقيقي مش مشروط.
تستاهل احترام وتقدير.
تستاهل سلام.
وكل ده ممكن، بس هياخد وقت وشغل ومساعده، ومفيش عيب في اي حاجه من دول.
فلو انت قاعد دلوقتي وحاسس انك تعبان، عايزك تعرف ان في ناس كتير زيك، وان في امل، وان الوضع مش هيفضل كدا للابد.
وان من حقك تطلب مساعده، سواء من صاحب او قريب او متخصص، مفيش عيب انك تقول "انا مش قادر لوحدي."
لان فعلا.. محدش المفروض يعدي بالتجربه دي لوحده.
ربنا يقويك ويصبرك ويفرجها عليك قريب.
وتفتكر دايما.. انت اقوي مما تتخيل.
#مستقيم