22/11/2025
😱 هل تكاثر الكلاب الضالة في مصر هو نفس السيناريو التاريخي لغزو الأرانب في أستراليا؟!
تعالوا أحكيلكم قصة قد تبدو بعيدة، لكنها تحمل تحذيراً بالغ الخطورة لمستقبلنا!..
🇦🇺 الفصل الأول: أستراليا.. عندما تحول "الأرنب" إلى كابوس!.
في عام 1859، حدث ما ظنه البعض "مزحة بريئة" في أستراليا. رجل إنجليزي يُدعى توماس أوستن أطلق 24 أرنباً فقط في مزرعته بولاية فيكتوريا، بهدف متواضع: الاستمتاع ببعض الصيد. من كان يظن أن هذا القرار سيُشعل شرارة كارثة بيئية واقتصادية تلتهم قارة بأكملها؟
أستراليا لم تكن مستعدة لهذا الضيف الصغير. فقد وجدت الأرانب جنة على الأرض: مراعي خضراء لا نهاية لها، مناخ مثالي، والأهم من ذلك، غياب شبه كامل للمفترسات الطبيعية التي تحافظ على توازن أعدادها. كانت بيئة خصبة للانفجار السكاني.
ما بدأ كـ 24 أرنباً، تحول في غضون عقود قليلة إلى مليارات الأرانب التي اجتاحت ثلثي القارة! لقد كانت حرباً بيئية غير متوقعة. الخسائر المادية كانت فادحة، وتُقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً، بسبب التهام المحاصيل وتآكل التربة وتصحر مساحات شاسعة.
⚔️ حرب المكافحة.. هل انتهى الكابوس؟
لجأت الحكومة الأسترالية إلى جهود مكافحة ضخمة ومكلفة:
* الحواجز الجسدية: كان أبرزها بناء "سياج الأرانب" الشهير، وهو سياج ضخم امتد لآلاف الكيلومترات في محاولة يائسة لتقسيم القارة ومنع زحفها، لكن الأرانب تمكنت من التسلل عبره أو الحفر من أسفله.
* الحرب البيولوجية: كانت هذه هي الضربة الأكثر فعالية. ففي الخمسينيات، أطلقت السلطات فيروس "مايكسوما"، الذي تسبب في انخفاض أعداد الأرانب بنسبة وصلت إلى 90%، ثم استخدموا فيروسات أخرى لاحقاً.
لكن لسوء الحظ، المشكلة لم تنتهِ أبداً! فسرعان ما بدأت الأرانب في تطوير مقاومة وراثية ضد الفيروسات. ورغم أن أعدادها انخفضت عن الذروة، إلا أنها لا تزال تشكل تهديداً بيئياً مستمراً وتكلف الدولة مبالغ طائلة للمراقبة والمكافحة.
لقد كان درساً قاسياً للعالم: حين يخرج التكاثر عن السيطرة في بيئة غير مهيأة، يصبح الكائن الأبرياء قوة مدمرة لا ترحم الاقتصاد ولا البيئة، وتطور مقاومة ضد الحلول! الأرانب لم تكتفِ بالتهام المحاصيل وتنافس الماشية على الرعي، بل تسببت في تآكل التربة وتصحر مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة، مما أدى إلى انهيار بيئي غير مسبوق وانقراض العديد من الأنواع الحيوانية المحلية التي نافستها على مصادر الغذاء والمأوى. لقد كان درساً قاسياً للعالم: حين يخرج التكاثر عن السيطرة في بيئة غير مهيأة، تصبح الكائنات الأبرياء قوة مدمرة لا ترحم الاقتصاد ولا البيئة..
🇪🇬 الفصل الثاني: عبرة الغزو.. والخطر اللاحم في شوارعنا!.
وبينما ننظر إلى مأساة الأرنب الأسترالي، يجب أن نتوقف ونأخذ العبرة من قصة الإدارة البشرية الفاشلة لضبط أعداد الحيوانات. فاليوم، نشهد تحدياً لا يقل خطورة، ولكنه أكثر عنفاً ودموية، وهو الانتشار الهائل وغير المنضبط للكلاب الضالة في شوارعنا ومدننا.
تتشابه آفة الكلاب الضالة مع غزو الأرانب في آلية التكاثر السريعة والمستمرة التي تخرج عن نطاق السيطرة. الكلاب تجد في بيئتنا الحضرية ما وجدته الأرانب في أستراليا: مصدر غذاء سهل ودائم (الأكل الغير منظم من قبل الأشخاص، النفايات والمخلفات المنتشرة)، بالإضافة إلى غياب الإدارة الفعالة لبرامج التعقيم والتحكم في المواليد.
💔 عندما يكون الغزو من المفترس!
لكن الفارق هنا مروع، ويجعل الخطر مضاعفاً: الأرنب كان كائناً آكلاً للعشب، وخسائره اقتصادية وبيئية بحتة. أما الكلاب الضالة فهي حيوانات لاحمة ومفترسة بطبيعتها، وتهديدها يتركز أولاً في الأمن البشري والصحة العامة.
* الخطر الصحي الأكبر: هذه الكلاب هي الناقل الرئيسي والأكثر فتكاً لمرض السُعار (داء الكَلَب)، الذي لا يوجد علاج فعال له بعد ظهور الأعراض، وهو مرض قاتل بنسبة 100%. هذا الوباء الصامت يكلف دولتنا ملايين الجنيهات سنوياً لتوفير الأمصال واللقاحات الوقائية في آلاف حالات العقر المسجلة كل عام.
* خطر اجتماعي ونفسي: تشكل تجمعات الكلاب قطيعاً يروع الآمنين، وتتسبب اعتداءاتها في إصابات جسدية خطيرة للأطفال وكبار السن، وتزرع الخوف والفزع (فوبيا الكلاب) في نفوس السكان.
إذا كانت الأرانب المسالمة، التي غذائها الأعشاب، قد كبدت أستراليا خسائر بعشرات ومئات الملايين، ودمرت تربتها وساهمت في انقراض أنواعها، فماذا يمكن أن تفعله الكلاب اللاحمة والمفترسة التي تشاركنا السكن والشارع وتملك القدرة على نقل الأمراض القاتلة؟!
🛑 الإدارة المستدامة هي طوق النجاة
إن كارثة أستراليا كانت جرس إنذار بيئي واقتصادي. لكن انتشار الكلاب الضالة هو جرس إنذار صحي واجتماعي لا يمكن إهماله. علينا أن نتعلم من الدرس التاريخي ونتبنى إدارة مستدامة وإنسانية للحيوانات، تقوم على:
* التعقيم المكثف والمنظم (برامج CNR).
* التبني المسؤول.
يجب اتخاذ هذه الخطوات قبل أن يتحول التحدي إلى كارثة يصعب احتواؤها، ونصبح نحن ضحايا للغزو الثاني.
ً
#مصر
#سعار