24/03/2024
كثرت الأسئلة الموجهة لي عن الطنين ،وأسبابه، وطرق علاجه. في هذه المقالة الصغيرة سأحاول إعطاء لمحة عن الكيفية التي يتعامل بها طبيب الأنف والأذن مع من يشكو من هذه الحالة. لعل البعض سيجد الجواب الشافي لبعض تساؤلاته.
في البداية على القارئ أن يدرك مدى المعاناة –إن صح التعبير- التي يشعر بها مريض طنين الأذن, وتختلف هذه المعاناة على حسب حدة ودرجة الطنين. فقد يستغرب البعض أن هذا الطنين قد يصبح شغل المريض الشاغل. فلك أن تتخيل, أيها القارئ الكريم, وجود صوت صفارة أو ماكينة في الأذن في معظم الأوقات, وقد تكون درجة ذلك الصوت أحيانا أعلى من صوت المتحدث إليك, وتزداد الحالة سوءا عند خلودك إلى النوم. فعندها لا تستغرب, أخي العزيز, أن هذا الطنين قد يولد حالة من الاكتئاب والقلق الحقيقيين. ومما قد يفاقم تلك المعاناة لديه هو عدم وجود دواء ناجع لمعالجة الطنين في بعض الحالات. فلو وجد, لبذل الغالي والنفيس للتخلص من ذلك الصوت.
أسباب طنين الأذن متنوعة و متعددة, ويصعب حصرها في هذه الأسطر المعدودة. فقد تكون نتيجة لتراكم المادة الصمغية في القناة السمعية, أو وجود التهابات في الأذن, ولكن من أهم هذه الأسباب وأكثرها شيوعا هو ضعف السمع والذي قد ينتج في معظم الأحيان من تقدم العمر.
عندما يبدأ طبيب الأنف والأذن بمعاينة مريض الطنين, سيضع عدة أمور نصب عينيه, ومن أهمها أمرين إثنين ,هما: هل هذا الطنين يوجد فقط في أذن واحدة دون الأخرى وخاصة إذا ما كان مصحوبا مع ضعف في السمع في تلك الأذن؟ وهل صوت هذا الطنين يشبه دقات القلب أو يتوافق مع دقاته؟ ففي تلك الحالتين يفضل عمل صور إشعاعية كرنين مغناطيسي للرأس أو صورة طبقية محورية. ففي الحالة الأولى لإستبعاد وجود ورم على العصب السمعي, والثانية حتى يستبعد وجود مشاكل في بعض الأوردة والشرايين المغذية للأذن والتي قد تحتاج إلى بعض التدخلات الجراحية.
أما العلاج- فكما يقال- إن عرف السبب بطل العجب, فيعتمد على الفحص السريري, فمعالجة إلتهابات الأذن أو بعض أمراض الأذن التي قد تتجلى بالفحص السريري, قد يكون كفيلا لمعالجة هذا الطنين. كما أن وضع سماعة الأذن لمن يشكو من ضعف السمع قد تقلل من شعوره بالطنين. ولكن تبقى هناك بعض الحالات التي يكون الفحص فيها طبيعيا, ولا نجد- نحن الأطباء- جوابا لسؤال هذا المريض الحائر: ما سبب هذا الطنين وما علاجه؟ فعندها قد نستخدم بعض الأدوية والمكملات الغذائية والتي قد تساهم في معالجة هذا الطنين عند البعض.
هناك بعض الوسائل النفسية التي قد يلجأ لها، مثل ما يسمى العلاج السلوكي المعرفي أو الانضمام إلى بعض المجموعات التي تعاني من نفس المشكلة. فأحيانا مجرد حديث المريض عن تلك المشكلة قد يكون كفيلا في التقليل من حالة الإحباط والقلق المرافقين للطنين. فعندها لن يجد نفسه حبيسا لهذا الطنين. فلا يوجد أفضل من التكلم مع شخص يشعر بما تشعر.
أرجو بذلك أجبت عن بعض التساؤلات عند البعض.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا.
الزمالة الأمريكية في طب أطفال الأنف والأذن والحنجرة، الزمالة القطرية في الأذنية