08/09/2024
( 1 )
العقمُ مجهولُ الأسباب
(التشخيص والعلاج )
تتأخرٌ بعض النساء في الحمل ، فيُسرعنَ إلى إجراء التحاليل والصُور والمناظير الرحمية لمعرفة أسباب تأخر الحمل ، فيفاجأنَ بأنهن طبيعيات ولا يعانين أي مشكلة هرمونية أو عضوية ، وكذلك أزواجهنَّ في الأغلب الأعم ،
فيبدأ الزوجان رحلةً طويلة مُضنية من عمليات أطفال الأنابيب والحقن المجهري المتكررة بلا نجاح ، وقد إستقبلتُ أزواجاً أجروا أكثر من عشرين عملية طفل إنبوبٍ فاشلة ، حتى سيطر اليأسُ بعدم إمكانية الحصول ولو على مولودٍ واحد ،
أين الخلل ؟
لنتفق على أمرين :
أولاً : يتوجب على الطبيب الذي أجرى عدة عمليات إنبوبية فاشلة ، أن يعيد النظر في منهج التشخيص والعلاج ، لأن السيرَ في دروبٍ سبق السير فيها لن يعطي نتائج جديدة .
ثانياً : إن تحفيز المبيضين بالأدوية لإجبارهما على تقديم بويضات كثيرة ، سيستنزف مخزون البويضات ، مما يجعل النساء عرضةً لشيخوخة مبكرة ،
كيف ذلك ؟
لقد أودعَ الله نصف مليون بويضة في كل أنثى ، لكن ، لا ينضجُ منها سوى أربعمئة بويضة ، التي تساوي أربعمئة دورة شهرية ، من سن البلوغ إلى سن إنقطاع الدورة ، ولأن المبيض مُبرمج على أن يعطي بويضة واحدة فقط في كل شهر ، فإن أدوية التحفيز تدفعهُ قًسراُ ليعطي عشرً بويضاتٍ أو ضِعف ذلك أحياناً ، ستجعل عمرهُ البيولوجي أكبر خمسة عشر شهراً على الأقل ، فإذا تكررت عمليات التحفيز لإجراء عمليات أطفال الأنابيب عشر مرات مثلاً ، فإن المبيضين سيشيخان بوتيرة أسرع في كل مرة عن المرة التي سبقتها ، مما سيجعل المبيضين عاجزين في المرة الخامسة أو السادسة عن تقديم نفس عدد البويضات في المرة الأولى ،
وستواجه النساء وضعاً إخصابياً حَرِجاً بعد سنوات قليلة ،،
ما العمل ؟
في الحلقات التالية ، سنفتح بوابات الأمل على مصراعيها للذين سيطر عليهم اليأس من إمكانية تحقيق حلم الذرية الصالحة بإذن الله تعالى ،،