22/07/2025
المكتوب هو دائماً شيء نربطه بالماديات أو الأشخاص.
إن لم تحصل على شيء، فإنه "غير مكتوب" لك،
وإن حصلت عليه، فهو "لك"،
وإن أردت شيئاً وألححت عليه وجاءك، فـ"هو نصيبك"،
وإن لم يأتِ، فـ"ليس لك أصلاً"...
شخص تحبه، ولم يتوج حبكما بالزواج؟
يعني "لم يكن مكتوباً"، أو "سيبدلك الله خيراً منه".
لم تأتك الوظيفة التي تحلم بها؟
فـ"هي لم تكن من نصيبك"...
كلها حكايات وبرمجات تم تلقيننا إياها،
لكن... هذا ليس وعي الله، ولا منطقه.
"المكتوب" من عند الله هو أن تجد روحك،
التي هي من نَفَسِه،
حين تتوقف عن التعلّق بأشياء متغيّرة ومتجددة...
لأنك إن علّقت نفسك بها،
ستظل تركض خلفها إلى ما لا نهاية،
وتقول النفس: "هل من مزيد؟"
وجهنم ليست مكاناً نؤول إليه بعد الموت،
بل وعي مادي نعيشه كل يوم،
حين نقنع أنفسنا أن الله كتب لنا الألم فقط لأننا لم نحصل على شيء!
وعي الله هو الارتقاء.
كل الأمور المادية التي صنعها الإنسان ما هي إلا اختبارات لجوهره.
وماذا لو وصلت لأقصى درجات الثراء، ثم أُخذ منك كل شيء؟
فمن تكون؟
هذا هو السؤال الوجودي الحقيقي.
ما أقوله لا يعني الزهد،
بل أن تعيش النعمة بوعي...
لأن هذه الحياة طريق إلى معرفة النفس.
اسعَ، واطمح، وحقق أهدافك،
لكن لا تجعلها أنت.
فالعبادة الحقيقية هي أن تنعم بما وهبه الله،
وأنت تسير نحو معرفتك بنفسك من خلال وعي الله،
ووعي الله هو: الخلق، الجمال، الرحمة، الحب، والعطف.
وهو لا ينظر إلى ما تملكه،
بل إلى ما في قلبك ونواياك...
لأنها الجزء الحقيقي فيك.