
27/05/2025
تنمو في المجتمعات الحديثة طبقة من الأطباء والاختصاصيين الذين لا يتسع وقتهم لحل المشاكل النفسية للمريض أو شفائه من غير إجراء جراحي سريع، وهذا يدخلهم في الطب الميكانيكي، حيث يتحول المستشفى في كثير من الأحيان إلى ورشة لإجراء الإصلاحات الجسمية السريعة أو تركيب قطع الغيار، ولا يتسع الوقت لمعرفة المريض أو بناء علاقة إنسانية بين الطرفين.
ويجب أن يكتفي المريض في هذه الحالة بسمعة الطبيب، أو بتصرفاته البسيطة ومظهره، ليعطي ثقته ويسلم نفسه للطبيب.
ولكن حتى هذه الحالة لا تعفي الطبي من أهم واجباته وهي:
أن يشرح للمريض جميع تفاصيل المرض والمضاعفات الناتجة عن العلاج، وطريقة العلاج، ومخاطرها، ونسبة نجاحها، والآثار الجانبية، مراعياً أنه يعالج المريض بجسمه، وعقله، وعاطفته، وهذه العملية تزيد من ثقة المريض بطبيبه وتجعله يقبل على العلاج بروح معنوية عالية وتحسن بالتالي من فرص الشفاء وفاعلية العلاج.
أن يحاول الطبيب تجنب البحث في تفاصيل المقابل المادي، حيث أن هذا الجانب يفضل أن لا يظهر إطلاقاً حتى لا يعكر صفو العلاقة الإنسانية التي هي في طور التكوين بينه وبين المريض، ويفضل أن تكون هذه الأمور مفهومة ضمنياً. ومن نافلة القول أن يراعي الطبيب حالة المريض المادية، ويعود إلى أخلاقيات الطب في قانون حمورابي في مقاضاة المريض حسب وضعه الاجتماعي و المادي.
للطبيب مكانة مميزة وخاصة بين الناس، نتحدث هنا عن علاقة الطبيب بالمريض، وما هي النظرة الحديثة للطب، بالإضافة إلى دور المريض في العلاج، ودور الطبيب في المجتمعات الحد....