05/11/2025
ما هي الأضرار الناجمة عن ترك الإكتئاب بدون علاج ؟
ترك الاكتئاب دون علاج يؤدي إلى نتائج بيولوجية ونفسية واجتماعية خطيرة تم توثيقها في الأبحاث الطبية والنفسية الحديثة.
أولاً: النتائج البيولوجية (العصبية والدماغية)
1. تغيرات في بنية الدماغ ووظيفته:
دراسات التصوير العصبي (MRI وfMRI) أظهرت أن الاكتئاب غير المعالج يسبب انكماشاً في مناطق مثل الحُصين (Hippocampus) المسؤولة عن الذاكرة وتنظيم العواطف، بسبب ارتفاع هرمون التوتر الكورتيزول لفترات طويلة.
كذلك تتأثر الناقلات العصبية مثل السيروتونين، الدوبامين، والنورأدرينالين، مما يفاقم اضطراب المزاج والانتباه.
2. زيادة الالتهاب الجهازي (Systemic Inflammation):
الاكتئاب المزمن يرتبط بارتفاع مؤشرات الالتهاب مثل CRP وIL-6، ما يرفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النمط الثاني.
3. تأثيرات على الجهاز المناعي والغدد الصماء:
اضطراب محور HPA (Hypothalamic–Pituitary–Adrenal axis) يؤدي إلى خلل في تنظيم النوم والوزن والطاقة.
ثانياً: النتائج الجسدية العامة
زيادة خطر أمراض القلب والشرايين: بسبب التوتر المزمن واضطراب النوم والالتهاب.
ضعف المناعة: ما يزيد من القابلية للعدوى والأمراض المزمنة،و الإصابة بالسرطان.
اضطرابات النوم والشهية: تؤدي إلى فقدان أو زيادة وزن غير صحية.
تراجع النشاط البدني والوظيفي: مما يقلل من جودة الحياة والإنتاجية.
ثالثاً: النتائج النفسية والسلوكية
1. تفاقم الأعراض النفسية:
دون علاج، يتحول الاكتئاب البسيط إلى اكتئاب شديد مزمن أو اضطراب اكتئاب مقاوم للعلاج.
تزداد احتمالية الإصابة باضطرابات القلق أو الإدمان كوسيلة للهروب من الألم النفسي.
2. ضعف الوظائف المعرفية:
تراجع في التركيز، الذاكرة، واتخاذ القرار بسبب ضعف النشاط في القشرة الجبهية الأمامية (Prefrontal Cortex).
3. زيادة خطر الانتح*ار:
الاكتئاب غير المعالج هو أحد أقوى العوامل المرتبطة بمحاولات الانتح*ار أو إتمامه.
رابعاً: النتائج الاجتماعية والمهنية
تدهور العلاقات الاجتماعية والعائلية نتيجة الانسحاب والعزلة.
انخفاض الأداء المهني أو الدراسي بسبب ضعف الطاقة والدافعية.
عبء اقتصادي كبير على الفرد والمجتمع نتيجة الإنتاجية المنخفضة وزيادة استخدام الخدمات الصحية.
إذن ثبت علميا أن:
ترك الاكتئاب دون علاج يؤدي إلى تغيرات عصبية دائمة، وارتفاع خطر الأمراض المزمنة والانتح*ار، وتدهور جودة الحياة.
العلاج المبكر — سواء دوائي (مثل مضادات الاكتئاب SSRIs) أو نفسي (مثل العلاج المعرفي السلوكي CBT) يمنع معظم هذه المضاعفات ويعيد التوازن العصبي والكيميائي في الدماغ.
و فيما يلي أهم المراجع العلمية لمن يحب التوسع:
الدكتور همام عرفه
1. World Health Organization (WHO). Depression and Other Common Mental Disorders: Global Health Estimates. 2017.
2. National Institute of Mental Health (NIMH). Depression: What You Need to Know. Updated 2023.
3. Kupfer, D. J. (1991). Long-term treatment of depression. New England Journal of Medicine, 325(9), 613–620.
4. Sheline, Y. I., et al. (1999). Hippocampal atrophy in recurrent major depression. Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS), 96(14), 8069–8074.
5. Dantzer, R., et al. (2008). From inflammation to sickness and depression: when the immune system subjugates the brain. Nature Reviews Neuroscience, 9(1), 46–56.
6. Malhi, G. S., & Mann, J. J. (2018). Depression. The Lancet, 392(10161), 2299–2312.
7. Kendler, K. S., et al. (2006). A developmental model for major depression in women. American Journal of Psychiatry, 163(1), 115–124.
8. Bremner, J. D. (2006). Stress and brain atrophy. CNS & Neurological Disorders – Drug Targets, 5(5), 503–512.
9. WHO. Mental Health Action Plan 2013–2030.