التربية السيكولوجية

  • Home
  • التربية السيكولوجية

التربية السيكولوجية التربية السيكولوجية - دعوة لحياة أفضل

 #مفتاح إدارة الكراهيةبقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهر...
19/08/2025

#مفتاح إدارة الكراهية
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرة
يشير العلم إلى أن الكراهية نوعا من المشاعر واسعة الانتشار وتعمل داخل المجموعات وتتجه خارجها من أمة لأمة، وكذا تعمل بين بعض المجموعات والبعض الآخر، وهى موجودة أيضا داخل العائلات وبين الأزواج. وأنها تحدث بشكل اندفاعى ، وتبدو فى أحيان حادة فى شدتها وفى أحيان أخرى تكون مقصورة على الشيئ غير المألوف كما يحدث بين الجيران فى بعض الأحيان.
وهنا أنوه إلى؛ أنه فى بعض الأحيان يمكن صقل الكراهية ورعايتها من قبل الشخص نفسه أو من قبل قوى خارجية مثل النخب السياسية ليجعلوا هؤلاء الأشخاص يقوموا بأعمال قذرة بدلا عنهم. وأنها تتجه فى بعض الأحيان لجنس بعينه.
وعلى أية حال فالكراهية قد تكون أو لا تكون كامنة فى البشر، وقد تكون أو لا تكون نتيجة الفشل أو الإصلاح. وهى موجودة لأى سبب من الأسباب، وقد تكون أحيانا شعورا صادقا، ولكن هذا لا يعنى أن يسمح لها أن تبقى بلا منازع.
وهذا يتفق مع ما أشارت إليه لـــــــــــ Judith Butler, 2004 فى كتابها المعنون بـــــــــــــ precarious life) ) :"إن حقيقة المعاناة الهائلة لا تبرر الانتقام أو تجيز العنف، ولكن يجب أن يتم تعبئتها فى خدمة سياسية تسعى لتقليص المعاناة بشكل شامل، وهذا يتطلب أن نعرف حرمة الحياة وقداستها لكل أشكال الحياة"
فمهما كان محدث الكراهية (فهى تنشأ غالبا من الجرح والأذى الذى يكون عاناه الشخص، وأحيانا تكون استجابة منطقية وشرعية مجازة لموقف مفعم بالكراهية أو مجموعة من الأفعال ارتكبها الآخرون)، فنحن بحاجة لأن نفحصها لنرى إلى أين تصل بنا وما الذى يمكن أن يحدث معها أو بدونها.
وهذا يتطلب معرفة أسباب الكراهية.
وبمراجعة الأدبيات النفسية للكراهية اتضح أن هناك إطاريين يتم فى ضوءهما تفسير الكراهية، أولهما: يرى أنها تكوينية المنشأ حقيقة جوهرية فى الطبيعة البشرية ويمكن تفسيرها من الناحية البيولوجية. وثانيهما: أنها استجابة لما يسمى بـــــــــ " الفشل البيئى".
وخلافا للإطارين السابقين أرى أن الله سبحانه وتعالى خلقنا على الفطرة الطيبة التى تحمل الثقة نحو الآخر، إلا أن المعاملة الفعلية التى يتلقاها الشخص فى بيئته هى التى تقف وراء الكراهية لديه. فهى نوع من الاستجابة للصدمات مثل التعرض للجرح والأذى والذى يحاول الشخص فيما بعد إلحاق ما وقع عليه من ضرر بالآخرين، وهلما جرا وهذا ما يفسر انتشار العنف فى مناطق كثيرة من العالم.
وانطلاقا من؛
1.الآثار الضارة للكراهية على الأفراد والمجتمعات ( فكبت الكراهية لأنها متعبة على المستويين النفسى والاجتماعى تكون نتيجته أنها تأكل الشخص والنظام الذى تسكنه فتنفجر من وقت لآخر بشكل خبيث وسام، وذلك بسبب عدم تقبلها أو حتى التعامل معها وتخطيها).
2. من أن صدق المشاعر طريقة جيدة لتوليد علاقات متينة وذات معنى.
لذا؛ فكما وأن جميع المشاعر تحتاج للإعتراف بها وإدارتها والتعامل معها، فكذا الكراهية تحتاج إلى الاعتراف بها وإدارتها والتعامل معها، بل والتعبير عنها بشكل ملائم.
ولا يعنى الاعتراف بمشاعر الكراهية وإدارتها والتعامل معها، بل والتعبير عنها بشكل ملائم أنها تكون مقبولة دائما، وليست شيئا نفخر به ، إلا أنه فى الأوقات التى يتم فيها اعتبار الكراهية موضوعية (بمعنى أنها استجابة لشيئ حقيقى فى العالم الخارجى. فلنقل أن حادث ما قد حدث، هذا الحادث قد يجعل من الدافع الملح للانتقام والأخذ بالثأر شيئا مفهوما، فهذا الحادث قد أيقظ الكراهية. هذه الكراهية وقفت فى طريق العدالة لأنها سممت قدرة الناس على التفكير بوضوح وأمانة، مما أدى إلى اختلال التوازن فى عملية تتطلب تفكيرا نزيها منصفا عقلانيا) فإنها لا تكون مجازة فقط وإنما تكون ضرورية.
ولكن كيف لنا أن ندير مشاعر الكراهية؟
وأولى خطوات إدارة الكراهية هى: مراقبة مشاعرنا الخاصة، التى تمكننا من المعرفة بذواتنا فتسهل التحكم بها، ومقاومة أن نكون مغمورين بتلك الكراهية وكذا إتاحة المجال لتلقى الخدمة العلاجية.
يليها عدم الخوف من الكراهية فهى ليست بحاجة لإضافة شرعية عليها أو أن يتم استخدامها لإجازة العنف الذى يتم التعبير عنه غالبا تحت اسمها. فكما أشار Winnicott إلى أن الفرد يستطيع أن يكره ويظل إنسانا دون أن يعامل الكراهية على أنها سمة غالبة مسيطرة على الحالة الإنسانية.
يضاف لما سبق، ووفقا للإطار التفسيرى الثانى أنه يمكننا إدارة الكراهية عن طريق تقديم خبرات أفضل، أو نوع من العلاج الإصلاحى لتعويض الصدمة التى عايشها الشخص أو الإجباط الذى شعر به.

 #مفتاح إدارة العلاقة الزوجية بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامع...
17/08/2025

#مفتاح إدارة العلاقة الزوجية
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرة
لا أحد ينكر الأهمية البالغة للعلاقة الزوجية، ذلك أنها تقود إما إلى الإخلاص فى العلاقة، أو (لا قدر الله) إلى الطلاق، بما له من تأثير قوى ليس على الزوجين فقط - لما قد يسببه من قابلية تعرضهما للأمراض الجسمية والنفسية وكذا حوادث السيارات وآثار سلبية أخرى - ولكن لأنه عندما يشتد الخلاف بين الزوجين ولا يستطيعان تسوية ما بينهما، يتجهان إلى الطرف الثالث (الإبن أو أحد الأبناء) بمشاعر كل منهما، فكل طرف يتوجه نحو الابن بكل ما كان يريد أن يتوجه به نحو الطرف الآخر.
والخطوة الأولى لمعرفة مفتاح إدارة العلاقة الزوجية هى التعرف على المراحل الأربعة التى تمر بها العلاقة الزوجية لتصل إما إلى الإخلاص فى العلاقة أو (لا قدر الله) إلى الطلاق، وهى:
1. مرحلة الانجذاب؛ ففى البداية ينجذب كل من الزوجين للآخر رغم كونمها مختلفان فى نمطهما الاجتماعى، وقوة الانجذاب تتراوح فى هذه المرحلة بين متوسطة لشديدية فى حدتها.
2. مرحلة الاحباط؛ فى هذه المرحلة يتشارك الزوجان الحياة معا وكل منهما يمتلك مجموعة من العادات السلوكية المفضلة له مع وجود علاقة واحدة. فتصبح الصفات التى جذبت الزوجان لبعضهما البعض فى الغالب مصدرا للصراع بينهما وتصبح الشيئ السئ والصعب عن الآخر. ولأن العيش مع شريك الحياة بصفاته السلبية طوال العمر يبدو غير محتمل، لذلك يسعى كل منهما لتغيير هذه الصفات السيئة فى الآخر، والتى يرتبط الكثير منها بنمط الشخصية. ولأن الشخص غالبا ما يقاوم إعادة تشكيله، كما أن هذه السلوكيات والعادات مترسخة، فتكون النهاية غالبا لمحاولة إعادة تشكيل شريك الحياة هى الفشل فيها، مما يؤدى إلى الإحباط والصراع. ولأن نمط شخصية كل منهما مختلف لذا فهو يتعامل مع الصراع بطريقة مختلفة.
3. مرحلة التعديل؛ فى هذه المرحلة ينشغل الزوجان بأمور كثيرة كالتقدم الوظيفى أو تربية الأبناء أو الانشغال مع والديهم كبار السن، فلا يعطوا للعلاقة الزوجية الوقت والاهتمام المطلوب. لذا فإنهما يواجهان تحديات التعامل مع الضغوط الحياتية المختلفة بالتزامن مع تحويل أسلوب التعامل من محاولة إعادة تشكيل الآخر أو تغييره إلى محاولة التكيف معه أو معها. ولأن هذا الأمر ليس بالسهل فقد يدفع البعض إلى الشعور بأن الأمر لا يستحق كل هذا المجهود، مما يدفع البعض لطلب الطلاق والانفصال والبعض الآخر ينجح فى مرحلة التعديل.
4. مرحلة الإخلاص؛ وفيها يثق الزوجان فى العلاقة بينهما بطريقة واقعية ويستمتعان معا ويستمران معا رغم وجود صعوبات واختلاف مقبول فى المشاعر والدعم على مر السنين.
هذا عن المراحل
أما عن مفتاح إدارة العلاقة الزوجية فيمكن إجمالها فيما يلى:
1. التحول من مرحلة محاولة التغيير إلى عقلية تقبل الآخر؛ ففى مرحلة الإحباط يركز كلا منهما على الحكم على الآخر ونقده وهذا يضر بالعلاقة، فمثلا لو أن الزوج لا يتخذ قرارات سريعة ويحتاج لمزيد من الوقت لاتخاذ القرار نتيجة لنمط شخصيته، والزوجة تتعجب من ذلك وتصرخ له أن الأمر واضح ولا يحتاج لكل هذا الوقت فيبادر بنقدها أنها هى المتسرعة ولا تتأنى فى اتخاذ القرارات وكثيرا ما تتخذ قرارا ثم تندم عليه، ويتبع ذلك مزيدا من النقد لبعضهما البعض، وقد يتطور الأمر لترك الموضوع الأساسى (وهو اتخاذ القرار بشأن أمرا معينا) ويحدث شجار بسبب أسلوب الحوار.
ولتنمو المودة بين الزوجين فكل منهما يحتاج لتقبل الآخر، فهذا يساعد الزوجان على ادراك مدى مبالغتهم فى الحكم على الأمور وفى رد الفعل فى مرحلة الإحباط وأن الأمور لم تكن سيئة بهذا السوء الذى يعتقدانه. واستبصار كل منهما بالنمط الخاص بشريك حياته يساعدهما على تقبل كل منهما لشريكه فى القيام بالأمور المختلفة.
2. إدراك الزوجان أن شركاء العلاقة الطويلة لابد وأن يواجهون عدد من المشاكل غير القابلة للحل.
3. تغيير كل منهما لنفسه وليس محاولة تغيير الآخر؛ فكل منهما يمكنه تغيير نفسه فقط وعليه بها، ولا أحد يمكنه تغيير الآخر لما تقابل المحاولة من مقاومة من شريك العلاقة. فمثلا لو حاولت الزوجة تغيير الوضع من خلال السعى إلى تغيير سلوك زوجها فستقابل بالرفض، لذا فعليها بالمبادرة بالتغيير من جانبها فهذا سيؤثر تباعا فى سلوك الشريك ويدفعه للتغيير هو الآخر.
4. أن يقدر الزوجان الاختلاف ويحتفلان به؛ فكل منهما يمتلك نقاط قوة تعوض نقاط الضعف عند الآخر. فكل من الزوجين يمكنه استخدام نقاط القوة الخاصة بكل طرف وكذلك التعامل مع نقاط الضعف، لذا فعلى كل منهما تحديد نقاط القوة الخاصة بكل منهما والتى يمكن أن يكون لها أثرا طيبا فى العلاقة الزوجية.
5. على الزوجين النظر للعلاقة كأولوية وبذل الجهد والتركيز والصبر للحفظ عليها. فكل حركة لصالح العلاقة ستجد أثرا طيبا من الشريك.

 #مفتاح الرضا عن الحياة بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى بكلية الدراسات العليا للتربية- جامعة القاهر...
16/08/2025

#مفتاح الرضا عن الحياة
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى بكلية الدراسات العليا للتربية- جامعة القاهرة
يوجد نوع قليل من البشر يتمتعون بالقدرة على الجلوس والاسترخاء ولديهم مكان مفضل أو برنامج تلفزيونى، أو هواية، أو مكان فى المنزل يمكنهم قضاء بعض الوقت فيه حتى لو كان بضع دقائق فقط كل يوم، فهو بمثابة حصن العزلة الخاص بهم الذى يمكنهم الاسترخاء فيه، هؤلاء هم الأشخاص الراضون عن حياتهم.
والرضا عن الحياة رغم أنه يعرف أحياناً أنه هو الرضا عن الأشياء كما هى. إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة فما يشكل الرضا لشخص ما قد لا يكون كذلك لشخص آخر.
وفى بعض الأحيان قد يظن البعض أن كون الشخص راضياً عن حياته أنه يفتقر إلى الطموح وهذا يجافى الحقيقة، فلا تعارض بين الرضا والطموح فكلاهما يسير جنباً إلى جنب، إلا أنهما يمكن أن يسببا صراعا عندما يتم تحديد أهداف عالية بشكل غير واقعى، أما عندما يتم تحديد الأهداف بشكل منخفض جداً فهذا يعنى عدم وجود الطموح.
وعلى أية حال فإن الشخص هو من يحدد إذا كان راضياً أو على طريق الرضا بالاسترشاد بمشاعره الداخلية التى إما أن تكون إيجابية أو سلبية والمشاعر الإيجابية تظهر عندما يكون الشخص على الطريق الصحيح لأسلوب حياة راض أم لا.
والسؤال الذى قد يتبادر إلى الذهن:
ما الأسباب التى تجعل البعض غير راضين عن حياتهم؟ وما الذى ينبغى عليهم فعله ؟
وهنا يمكننى القول أنه ربما يكون ذلك نتيجة الشعور بعدم تحقيق طموحاتهم أو تحقيق إمكاناتهم الكاملة. أو حتى لأن الحياة قصيرة جداً وأنه ليس لديهم الوقت للقيام بكل الأشياء التى يريدون القيام بها.
وفى مثل هذه الأوقات قد يكون من المستحسن التراجع والتقييم والتركيز أكثر على الجوانب الإيجابية لحياتهم، بغص النظر عما قد يبدو تافها أو غير مهم، سواء كانت حياة عائلية مستقرة، أو وظيفة ثابتة، أو صحة جيدة، أو استيعاب الفائدة حتى من البلاء.
وختاماً:
فإن الرضا يعنى الاستمتاع بما تفعله الآن، فنحن لا يمكننا أن نكون سعداء إلا فى هذه اللحظة أو بسبب ذكريات الماضى.
وأنه يمكننا خلق مستقبل أفضل من خلال الاستمتاع بالحاضر والتخطيط للمستقبل.

 #جمعة مباركة مليئة بالخيرات والبركات والمسرات اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
15/08/2025

#جمعة مباركة مليئة بالخيرات والبركات والمسرات
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم

 #مصادر قوتنا فى عدم التطابق بين أى شخص والآخر فاختلافنا هذا هو ما يجعلنا نتعاون لنكمل بعضنا بعضاً فسبحان الله عز وجل
14/08/2025

#مصادر قوتنا فى عدم التطابق بين أى شخص والآخر
فاختلافنا هذا هو ما يجعلنا نتعاون لنكمل بعضنا بعضاً
فسبحان الله عز وجل

 #هل لديك موهبة التوفير ؟بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى بكلية الدراسات العليا للتربية- جامعة القاه...
13/08/2025

#هل لديك موهبة التوفير ؟
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى بكلية الدراسات العليا للتربية- جامعة القاهرة
لا أحد ينكر أننا أصبحنا مجتمعا أكثر مادية بكثير عن ذى قبل، فالأشياء التى كانت تعتبر كماليات أصبحت الآن من الضروريات.
ورغم أننا نمتلك العديد من الأدوات المزعومة إلا أن هناك إغراء هائل لامتلاك أحدث التقنيات باستمرار.
وفى نفس الوقت نتعرض لوابل من العروض من قبيل (اشترى واحدة واحصل على الأخرى مجاناً أو اشترى واحدة واحصل على الأخرى بمبلغ عشرة جنيهات فقط وما إلى ذلك) وعروض القروض الشخصية التى بطبيعة الحال ستمكننا من الشراء بما يتجاوز امكانياتنا.
لكل ما سبق، ولأنه سيكون هناك دائما من يحاول اقناعنا بالتخلى عن أموالنا، كان لزاماً علينا أن ننبه إلى أهمية التوفير. ذلك أن البعض منا ليس لديه القدرة على الحكم على ما إذا كان ما يقدم لنا من عروض هو شيء مفيد لنا حقا أم أن تلك العروض فقط تزيد أرباح المؤسسات التى تعرضها من خلال منحنا سلعا أو خدمات ذات قيمة سيئة أو سلعا أو خدمات غير أساسية.
وصدق الله العظيم حين نبهنا إلى موهبة التوفير فى قوله تعالى"والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما "(الفرقان:٦٧).
وقوله تعالى"ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا "(الإسراء:٢٩).
وقوله تعالى"وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا*إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا "(الإسراء ٢٦-٢٧).
ولكن لماذا التوفير ؟
وأقول لأن التوفير مفتاح من مفاتيح السعادة أما الاسراف فمفتاح للبؤس وليعوذ بالله. فلو أن الإنفاق الشهرى لشخص ما أقل بقليل عن الدخل الشهرى ولو بنسبة بسيطة تكون السعادة. وإذا زاد الإنفاق الشهرى على الدخل الشهرى ولو برقم قليل يكون البؤس.
فالتوفير بشكل عام يعنى تطوير الشخص نظام الاحتفاظ بأمواله الخاصة فى جيبه الخاص بدلاً من أموال الآخرين. فالشخص المقتصد يستطيع أن يوازن بين الحاجة إلى انفاق أمواله وما هو ضرورى وما هو ذو قيمة مقابل المال، بعبارة أخرى، ما الذى سيتم إنفاق أمواله عليه بشكل جيد.
وفى هذا الصدد يتم تصنيف الأشخاص إما إلى مقتصد للغاية، أو مقتصد جدا، أو فوق المتوسط أو متوسط، أو أقل من المتوسط، أو يفتقر تماماً إلى الادخار، أو يفتقر جداً إلى التوفير، أو يفتقر للغاية إلى الادخار.
والأشخاص المقتصدين يتم وصفهم ظلما فى بعض الأحيان على أنهم بخيلون، وهذا يجافى الحقيقة، فقد يكون الأشخاص المقتصدين كرماء للغاية فى نفس الوقت.
ولكن ما الذى يميز الأشخاص المقتصدين عن غيرهم ؟
وفى هذا يمكننى القول بأنهم يمتلكون القوة الداخلية لمقاومة العروض والعيش بشكل مريح قدر الإمكان فى حدود إمكانياتهم، ويعنى هذا أنه يكون لديهم القدرة على ادخار جزء من دخلهم كل أسبوع أو شهر لشراء سلع فاخرة دون الوقوع فى الديون أو ليكونوا قادرين على الدفع مقدما مقابل الخدمة، وأن يكون لديهم القدرة على ادخار شيء احتياطى لأى حدث عارض، وكذا توفير شيء للتقاعد بحيث تكون الأمور المالية أقل إثارة للقلق فى وقت لاحق من الحياة.
وختاماً:
#التوفير لا يعنى حرمان الشخص مما يجعل أسلوب حياته أكثر سعادة فيمكنه امتلاك بعض الكماليات عندما يمكنه تحمل تكاليفها.
#التوفير يمكن أن يجعل حياة الشخص أكثر راحة وأقل ارهاقا وبالتالى أكثر سعادة.

 #مفتاح إدارة الغضب بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرةا...
11/08/2025

#مفتاح إدارة الغضب
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرة
الغضب من الانفعالات الرئيسية والتى تحدث من جانب الإنسان ردا على كل تغير يحدث فى البيئة من حوله. فالإنسان يشعر بالغضب نتيجة ما يواجهه من منغصات ومشكلات يومية صعبة تشكل له عقبة فى تحقيق أهدافه، ويرتبط الغضب عنده بتبنى أفكارا لاعقلانية عامة تؤدى إلى الاضطرابات الانفعالية ومنها سلوكيات الغضب، أو أفكار خاصة مرتبطة بالغضب أو أساليب من التفكير الخاطئ مثل؛ يجب، ينبغى، لابد، لماذا أنا، ...إلخ. ونتيجة لذلك يصبح الشخص أكثر إضطرابا إنفعاليا وأكثر شعورا بالقصور والنقص.
والغضب يولد الغضب، ويحتدم المخ الانفعالى، وبعدها يتحول الغضب الذى لا يحكمه منطق إلى عنف. وفى هذه المرحلة يصبح الشخص غير قادر على الغفران أو النقاش وتدور كل أفكاره حول الانتقام والثأر متجاهلا أى عواقب، وكما يقول "زيلمان"؛ أن المستوى العالى من الاثارة يعطى إحساسا وهميا بالقدرة والسيطرة ويوحى بالعدوان ويغرى به، وعندها يرتد الشخص الغاضب – الذى لا يستجيب لصوت العقل– إلى أكثر الاستجابات بدائية. فيسود الإلحاح الحافى وتوجه أكثر دروس الحياة وحشية أفعال الشخص.
وقد يمتد انفعال الغضب إلى مجالات أخرى غير المجال الذى حدث فيه الغضب، وإذا حدث ذلك فإن الفرد يشعر بالقلق، والاكتئاب، والوحدة النفسية، والتوتر وغيرها، ونتيجة لذلك تحدث تأثيرات سلبية على جوانب الحياة الأخرى للشخصية. ويبدأ الفرد بالشعور بالنقص، ويزداد النقض لديه وفى النهاية يشعر بتحقير الذات، وتكرار الغضب على هذا النحو يؤدى بالإنسان إلى سوء التوافق مع نفسه ومع الآخرين.
والغضب منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم ولذلك يمكن توزيع انفعال الغضب على خط متصل ، يمثل الجانب الأيمن؛ اللاغضب، وفى الوسط الغضب المعتدل، وفى الجانب الأيسر الغضب الشديد، وهناك إتفاق بين علماء النفس على أن الغضب المعتدل له وظائف نفسية متعددة مثل؛ تحقيق الاتزان النفسى بعد تفريغ طاقة الغضب سيما بطرق إيجابية، والتعويض عن نقص اعتبار النفس عندما يسترد الشخص ثقته بنفسه، ويتخلص من الرواسب المكبوتة. وله أيضا وظائف اجتماعية عندما يكون وسيلة للدفاع عن القيم، وتحقيق الانضباط، والتعبير عن الآراء أو رفضها بشرط أن يكون موظفا للموقف بفاعلية ومتوافقا معه.
وفى مقابل الغضب المعتدل نجد اللاغضب والغضب الشديد ، وكلاهما يعوق النمو الطبيعى للشخص فى كل من المعرفة، والوجدان، والخبرة، باعتبارها أبعادا لنمو الشخصية، كما أن الغضب الشديد له آثارا سلبية على التوافق النفسى والاجتماعى للشخص، كما يؤدى إلى تفكك الروابط الاجتماعية، والعلاقات الشخصية المتبادلة، ويؤدى إلى الشعور بعدم احترام الشخص لنفسه وعدم احترام الآخرين له، وقد يؤدى فى النهاية إلى صراعات نفسية، وشخصية تصعب إزالتها ومنها على سبيل المثال؛ الاضطرابات السيكوسوماتية.
كما أن انفعال الغضب له عواقب إجتماعية عديدة متمثلة فى ضعف ونقص المهارات الاجتماعية، وانطباعات سلبية قد يكون منها ما يكونه الفرد من عداء وعداوة نحو الشخص دائم التعبير عن غضبه. وقد أشارت الدراسات إلى خطورة كل من الغضب والتوتر على صحة الإنسان الجسمية من حيث خفضها لنظام مناعة الجسم وجعله أكثر عرضة للأمراض وزيادة مستويات الدهون فى الجسم، وزيادة احتمالات الخطر من الوفاة بسبب أمراض القلب.
وأن الصورة السلبية للغضب تؤدى إلى تعقيدات إجتماعية ونفسية أكبر، وتؤدى إلى مشكلات صحية كإضطرابات ضغط الدم والتنفس وعدم إنتظام ضربات القلب، كما تؤدى إلى صعوبات ذهنية كضعف التذكر، وحالة عقلية تسهم فى تشتيت الانتباه للتفاصيل اللازمة لحل الموقف وتحريف الادراك. وأن المواقف المثيرة للغضب تزيد من إحتمال اللجوء لجرائم العنف والعدوانية، وتزيد إحتمالات الموت المبكر والأمراض الجسمية.
وقد وجد "زيلمان" أن المفجر العام للغضب هو الاحساس بالخطر. والخطر لا يعنى التهديدات المادية الصريحة، لكن يشتمل أيضا _ كما هو الحال غالبا _ على التهديدات الرمزية لتقدير الذات والكرامة (كأن يعامل الشخص بظلم أو جفاء أو يهان أو يحقر من شأنه، أو يتعرض للاحباط أثناء سعيه لتحقيق هدف يهمه).
والتسلسل التالى لتطور إستجابة الغضب وصفت بواسطة "جولمان"؛ عندما تدرك الاشارة بواسطة الحواس، فإنها تذهب أولا إلى المهاد حيث يتم ترجمتها إلى لغة يفهمها المخ، ثم تذهب الاشارة إلى القشرة (البصرية ، السمعية ،000000 الخ معتمدة على أصل الاشارة). فى القشرة يأخذ فى الاعتبار المعنى والخيارات المتاحة. وهنا يفكر الشخص فى الوضع الذى أدى إلى استجابة الغضب. للاستجابة العاطفية تذهب الاشارة إلى اللوزة التى تنشط الانفعال والفعل. بعض من الاشارة الأصلية، على أى حال يتجاوز القشرة الخارجية ويذهب فورا من المهاد إلى اللوزة. لذلك قد يستطيع الشخص أن يتفاعل بسرعة فى الحالات البالغة الخطورة والتهديد، وتكون القشرة غير متورطة، ويستجيب الفرد للاشارة دون "التفكير". وقد وصف "جولمان" هذه الاستجابة "بالاختطاف العاطفى" لأن المخ يكون مغمورا بالانفعال والاستجابة لا تتم بواسطة الفكر. ووفقا لـــ "زيلمان" فمثل هذا المستوى العالى من الاثارة وانعدام التوجيه المعرفى يعطى الشخص شعورا زائفا بالسلطة أو القوة، مما يدفعه إلى التصرف بطريقة بدائية جدا.
إن إستجابة "الاختطاف العاطفى" يمكن أن تتناقص مع الاستجابة التى تستخدم الوساطة المعرفية لنزع فتيل الشعور بالغضب. على سبيل المثال؛ يصبح الاحساس بالغضب أكثر تسامحا مع السائق الذى قطع عليك الطريق إذا كانت الوساطة المعرفية هى؛ ربما كان السائق فى حالة طارئة، مثل أخذ زوجته الحامل إلى المستشفى، مما استوجب القيادة المتهورة. على الرغم من أن إطالة التفكير فى هذا الحدث يمكن أن يسبب الغضب، إلا أن عقل مفتوح واستجابة معقولة يمكن أن تقلل أو تزيل الغضب.
إن إعادة الصياغة الايجابية لسبب الغضب قد يساعد فى تخفيض أو إزالة هذا الشعور. ويؤيد ذلك ما توصل إليه "زيلمان" فى دراسته لردود الفعل، حيث كان مساعده يقوم بإهانة واستفزاز متطوعين يركبون دراجة تدريب وعندما أتيحت الفرصة للمتطوعين بالانتقام من المساعد (مرة أخرى بإعطاء تقييمات يظنون أنها تساعد فى تحديد صلاحية المساعد للوظيفة) وكانوا يفعلون ذلك بغضب شديد لكن فى إحدى تعديلات التجربة كانت مساعدة أخرى تدخل بعد استفزاز المتطوعين، وقبل إعطائهم الفرصة للانتقام مباشرة وتخبر المساعد الفظ بأن لديه مخابرة تليفونية فى البهو، وقبل مغادرته يقول المساعد تعليقا فظا لها أيضا، لكنها تأخذ ذلك بروح طيبة، وتعلق بعد مغادرته أنه يتعرض لضغوط رهيبة، وينزعج من امتحان الشفهى للتخرج الذى سيدخله قريبا. وحين أعطيت الفرصة للمتطوعين الغاضبين أن ينتقموا من هذا الشخص الفظ إختاروا ألا يفعلوا ذلك بل عبروا عن تعاطفهم مع محنته.
وختاماً:
#الوساطة المعرفية هى مفتاح إدارة الغضب ونزع فتيل الشعور به كى تكون المشكلة أقل وطأة علينا نحن وعلى الآخرين.

 #ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جام...
09/08/2025

#ما الفرق بين الحزن والاكتئاب؟
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرة
تكمن أهمية الإجابة على هذا السؤال فى أن الكثير منا قد يخلط بين الحزن والإكتئاب.
وتطلبت الإجابة على هذا السؤال البدء بتوضيح مفهوم الحزن المعقد. والذى يشبه الوقوع فى حالة حداد شديدة. فقد يجد الشخص صعوبة فى قبول الموت بعد فترة طويلة من حدوثه أو قد يكون منشغلا جدا بالشخص الذى مات مما يعطل روتين الشخص اليومى ويقوض علاقاته الأخرى.
صحيح أن الحزن الناتج عن فقدان شخص تحبه لا يختفى تماما، لكن لا ينبغى أن يظل فى مركز الاهتمام. فإذا كان ألم الخسارة ثابتا وشديدا لدرجة أنه يمنعك من استئناف حياتك، فمن المحتمل أنك تعانى من حالة تعرف بالحزن المعقد.
والسؤال الآن وكيف أعرف أننى أعانى من الحزن المعقد؟ وتتجلى الإجابة على هذا السؤال بمعرفة ما تشتمله
أعراض الحزن المعقد والتى يمكن إجمالها فيما يلى:
1. شدة الشوق والحنين إلى الميت.
2. أفكار أو صور متطفلة لشخص عزيز عليك.
3. إنكار الموت أو الشعور بالكفر.
4. تخيل أن من تحب على قيد الحياة.
5. البحث عن الشخص فى الأماكن المألوفة.
6. تجنب الأشياء التى تذكرك بمن تحب.
7. الغضب الشديد أو المرارة بسبب الخسارة.
8. الشعور بأن الحياة فارغة لا معنى لها.
أما عن الفرق بين الحزن والاكتئاب
فإن التمييز بين الحزن والاكتئاب السريرى ليس بالأمر السهل دائما، حيث أنهما يشتركان فى العديد من الأعراض. ومع ذلك، هناك طرق لمعرفة الفرق تذكر أن الحزن يمكن أن يكون بمثابة قطار الملاهى. إنه ينطوى على مجموعة واسعة من المشاعر ومزيج من الأيام الجيدة والسيئة. حتى عندما تكون فى منتصف عملية الحزن، سيكون لديك لحظات من المتعة أو السعادة. أما فى حالة الاكتئاب، فإن مشاعر الفراغ واليأس تكون ثابتة.
أعراض أخرى تشير إلى الاكتئاب وليس الحزن:
1. شعور شديد ومنتشر بالذنب.
2. أفكار الانتحار أو الانشغال بالموت.
3. مشاعر اليأس أو عدم القيمة.
4. بطء الكلام وحركات الجسم.
5. عدم القدرة على الأداء فى العمل والمنزل و/أو المدرسة.
6. رؤية أو سماع أشياء غير موجودة.
وكقاعدة عامة، الحزن الطبيعى لا يستدعى استخدام مضادات الاكتئاب. فى حين أن الدواء قد يخفف بعض أعراض الحزن، إلا أنه لا يستطيع علاج السبب وهو الخسارة نفسها. علاوة على ذلك، من خلال تخدير الألم الذى يجب التغلب عليه فى النهاية، تعمل مضادات الاكتئاب على تأخير عملية الحداد.
وختاما:
#إذا لاحظت أيا من الأعراض المذكورة أعلاه للحزن المعقد أو الاكتئاب السريرى، فتحدث إلى أخصائى الصحة العقلية على الفور.
#يمكن أن يؤدى الحزن المعقد أو الاكتئاب، إذا تركا دون علاج، إلى أضرار عاطفية كبيرة ومشاكل تهدد الحياة وحتى الانتحار.
#لكن العلاج يمكن أن يساعدك على التحسن.

 #ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا ذلك أن الرحمة حنانا عاقلا وعاطفة ترعى العدل والنظام فيكون العقاب فى مك...
07/08/2025

#ربنا هب لنا من لدنك رحمة وهيء لنا من أمرنا رشدا
ذلك أن الرحمة حنانا عاقلا وعاطفة ترعى العدل والنظام فيكون العقاب فى مكانه ومطلوب عند الحاجة كى تستقيم الأمور ويستتب الأمن والنظام.
إنها أثر من الجمال الالهى فى طبع الإنسان يدفعهم إلى البر وعندما تحيط بهم الأزمات تهب عليهم بريح طيبة تنعش الصدور وترطب الحياة.

 #التسامح:لماذا؟بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرةالتسا...
06/08/2025

#التسامح:لماذا؟
بقلم دكتورة سميرة أبو غزالة
أستاذ علم النفس الإرشادى – كلية الدراسات العليا للتربية - جامعة القاهرة
التسامح أحد أهم القوى الشخصية ويؤدى دورا مهما فى توطيد العلاقات الإنسانية، ويعد قيمة مجتمعية هامة. وينصب بصورة مباشرة على نبذ المشاعر والأفكار والسلوكيات السلبية تجاه من أساؤوا إلينا، واستبدالها بمشاعر وأفكار وسلوكيات أكثر إيجابية - وذلك بغض النظر عن ردود أفعال المسئ، كاعتذاره عن سلوكه السابق - فيتيح لنا أن نعايش مشاعر التعاطف والرحمة والحنان تجاههم. كما أنه الطريق إلى الشعور بالسلام الداخلى والسعادة، وهو سبيلنا إلى الطمأنينة رغم الشعور بالألم، والاستمرار فى الحياة بعد تعرضنا للإيذاء من الآخرين، ويساعدنا على تحمل مسؤولية ما نشعر به، وعدم التوقف عن الأمل لمجرد أننا تعرضنا لألم ما.
والتساؤل؛ هل يمكن أن نتسامح فى زمن يتساوى فيه التسامح مع التخاذل؟
والإجابة أنه ينبغى أن نتسامح ونُعلم أطفالنا التسامح لأن كل الأديان تدعو إلى التسامح وتحث عليه.
وهذا يثير تساؤلا تالياً: ولماذا تحثنا الأديان على التسامح؟
والإجابة أن التسامح يساعد على التجاوز عن الصراعات والأحقاد، فهو يخمد معاركنا الداخلية مع أنفسنا، ويتيح لنا فرصة التوقف عن استحضار الغضب واللوم، وقد قدم _ رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أكثر اللحظات حسما- بعد فتح مكة وإعلانه العفو العام عن أولئك الذين لم يشهروا السلاح فى وجهه أثناء دخوله مكة – لكل البشرية، ولكل الأجيال المتعاقبة مثلا كاملا فى الطيبة والثقة بالآخرين عندما اختار أن يتسامح.
فالتسامح يمارس دورا هاما لإقامة علاقات أسرية وزواجية هادفة، كما يلعب دورا هاما فى العلاقات الحميمة، وعلاقات العمل وتيسير حدوث التقة والتعاون والانتماء، والصحة النفسية والجسمية والروحية.
فللتسامح قدرة فائقة على إصلاح حياتنا الداخلية والخارجية، ويساعد على إنهاء الصراعات الداخلية التى عانى منها الكثيرون منا، وكانت بداخلنا فى كل لحظة وكل يوم، وبهذا نتصالح بسهولة ويُسر مع أنفسنا ومع الآخرين، ويمكننا فى النهاية من ممارسة الإحساس الحقيقى بالحب، ويساعدنا على إنجاز أهداف أكثر قيمة وأهمية، فالوقت والطاقة السلبية التى نفقدها فى معاركنا مع من أساء إلينا تتحول إلى طاقة إيجابية، نستثمرها فى تحقيق أهدافنا وتنمية ذواتنا.
وقد أسفرت نتائج دراسات عن أن التحلى بالتسامح يحمى الفرد من الإصابة بالاكتئاب، كما تبين أن هناك ارتباط إيجابى بين التسامح مع الذات، وخفض نوبات الغضب، وتوكيد الذات وزيادة كفاءة المهارات الاجتماعية والانفعالات الإيجابية، والرضا عن الحياة وتقدير الذات والتفاؤل والسعادة وانخفاض الإحساس بالخزى.
وكشفت نتائج دراسات أخرى عن وجود ارتباط إيجابى قوى بين كل من الامتنان إلى الآخرين والتسامح والعافية، ووجود ارتباط سلبى دال بين التسامح والمشاعر الاكتئابية وقلق الموت والأعراض السيكوسوماتية وهى الأعراض الجسمية التى لا ترجع لأى سبب عضوى كالصداع وآلام الظهر والرقبة وآلام المعدة.
كما يؤدى التسامح إلى مزيد من التوافق الزواجى ويكون له تأثير إيجابى على الرضا عن العلاقة الزوجية بشكل عام. وقد تكون له تأثيرات مفيدة على الجسم، مثل انخفاض مستويات هرمونات المشقة، وحدوث تحسن فى أنماط النوم، وبعبارات أخرى، قد يسير التسامح والشفاء جنبا إلى جنب، ومن الصعب إجراء أحدهما دون الآخر.
وللتسامح ست مراحل:
الأولى: يسامح الفرد إذا أمكنه إيذاء من أخطأ فى حقه إيذاء مماثلا للأذى الذى ألحقه به.
الثانية: يسامح إذا استعاد كل ماسلب منه.
الثالثة: يسامح إذا مارس الآخرون ضغطا عليه.
الرابعة: يسامح لأن فلسفته فى الحياة وتعاليم دينه تحثه على ذلك.
الخامسة: يسامح لكى يستعيد التناغم أو العلاقات الطيبة مع الآخرين فى المجتمع، فالتسامح هو السبيل للحفاظ على العلاقات الآمنة.
السادسة: يسامح لأن التسامح يعزز الإحساس الحقيقى بالحب، ونظرا لأنه ينبغى عليه أن يهتم بصدق بكل إنسان، لذا فإن إساءته له لم تغير من إحساسه بهذا الحب.
والسؤال؛ هل من مؤشرات تشير إلى نزعة الفرد العامة فى أن يتسامح، وكذا تشير إلى الميول الخاصة بأن يسامح الفرد ذاته، والآخر، والمواقف؟
والإجابة "نعم" ومن هذه المؤشرات ما يلى من عبارات قد تتفق وقد لا تتفق معك أو تتفق معك بدرجة ما، وكلما كانت إختياراتك صادقة كلما كان ذلك مؤشر جيد على نزعتك وميولك للتسامح سواء مع ذاتك أو مع الآخر أو مع المواقف؛
1. عندما أسئ التصرف أشعر فى البداية بالاستياء إلا أنه مع الوقت يمكن أن أتسامح مع نفسى.
2. يساعدنى التعلم من الأشياء السيئة التى اقترفتها فى التغلب عليها.
3. مع الوقت أصبح أكثر تفهما لذاتى وما ارتكبته من أخطاء.
4. مع الوقت أكون أكثر تفهما لما اقترفه الآخرون من أخطاء.
5. على الرغم من أن الآخرين قد آذونى فى الماضى إلا أننى قادر على رؤيتهم كأفراد خيرين.
6. أنا قادر على تجاوز من خاب ظنى فيه.
7. مع الوقت أجد نفسى أكثر تفهما لما مر بى فى حياتى من ظروف سيئة.
8. أتصالح مع ما مر بى فى حياتى من مواقف سيئة.
9. أنسى ما يراودنى من أفكار سلبية عن المواقف السيئة التى تحدث دون سيطرة من أى شخص.
10. لا أسيئ التفكير فى الآخرين إذا ما أساءوا معاملتى.
11. عندما تسير الأمور على غير المأمول لظروف خارجة عن نطاق سيطرتى لا أحبس نفسى مع الأفكار السلبية.
12. إذا خاب ظنى بأحد لا أفكر سلبا فيه طالما الأمور خارج نطاق تحكمى.
13. عندما أقوم بأشياء سلبية أعترف بها ولا أشعر بالضيق تجاه نفسى.
14. لا أقسو على من أساء إلى.
15. أتقبل المواقف السلبية التى تحدث دون أن يتسبب فيها خطأ يرتكب من أى شخص.
وأخيرا؛ إذا كنت تريد مغفرة الله وترغب فى أن تتم مسامحتك على إساءاتك فعليك أن تتعلم مسامحة الآخرين على إساءاتهم، وإذا كنت ترغب فى أن يتغاضى الله عن هناتك، فينبغى عليك أن تتعلم التغاضى عن هنات الآخرين.
#سامح فأنت أيضا أخطأت فى يوم ما.
#سامح إذا أردت أن يسامحك الله.

 #قمة رحمة الله تعالى مع المرضى وذوى الهمم فقد عذرهم الله تعالى، ذلك أنهم يستقبلوا الحياة بوسائل وإمكانات منقوصة تعجزهم ...
05/08/2025

#قمة رحمة الله تعالى مع المرضى وذوى الهمم
فقد عذرهم الله تعالى، ذلك أنهم يستقبلوا الحياة بوسائل وإمكانات منقوصة تعجزهم عن المسير فى ركبها وإدراك أغراضهم منها.
لذا فلا يجوز لأى شخص أن يؤاخذهم بما أعفاهم الله منه.

Address


Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when التربية السيكولوجية posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

  • Want your practice to be the top-listed Clinic?

Share

Share on Facebook Share on Twitter Share on LinkedIn
Share on Pinterest Share on Reddit Share via Email
Share on WhatsApp Share on Instagram Share on Telegram