20/04/2022
الفكرة الثقب الأسود:
اعتدنا أن نسمع بالثقب الأسود في علم الفلك، وهو ذلك الجسم ذو الجاذبية الخارقة التي تجذب أي شيء حوله حتى الضوء لا يفلت من جاذبيته لذلك يظهر أسودا..
ولكن هل سمعنا به في الأفكار؟!
هل هناك الفكرة "الثقب الأسود" التي تجذب وتشوه كل الأفكار من حولها..
نعم يا صديقي..
إنه موجود وبقوة داخل عقل الإنسان.
يسيطر عليه ويمتص كل أرجاء عقله ويحرمه عقلانيته ومنطقيته وتفكيره المستقيم.
ويختفي داخل هذا الثقب ما تبقى من ملامحه الإنسانية، ويتركه كـ روبوت أو صنم حجري أملس لا يعرف سوى ما يحتويه فكرته "الثقب الأسود".
تراه يحب ويكره، ويقبل وينكر، ويسمو ويتسفل تبعا لهذه الفكره الثقوبية السوداء.
مهما كنت طوباويا راقيا مؤمنا وتحمل كل ملامح الجمال الإنساني
فإن هذه الفكرة الثقب الأسود قادرة على أن تنزع منك كل جمال وأن تجعلك حيوانا يشمئز منه أولئك الذين تعيش أفكارهم في وئام وسلام مع بعضها البعض، ولا تطغى فكرة على قيمة مهما كانت أهمية وثمانة هذه الفكرة.
نجد هذه الفكرة الثقب الأسود في الإسلامي الذي سيطرت عليه قشور الدين فصار سطحيا، قد يقتل بلا عقل، أو يكفر بلا روية.
ونجدها في العلماني الذي يدعي العقلانية والحرية وتقبل كل الأطروحات، فيتحول إلى مقاتل شرس لاي فكرة مضادة لعلمانيته بل وتصل الى التصفية الفكرية والجسدية أحيانا.
ونجدها في المسيحي الذي يقول له مسيحه الاروع أدر خدك الأيسر لمن ضربك على الأيمن، ومن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.
فيقوم بحروب يدعيها صليبية والصليب والمصلوب منها براء "تبعا للعقيدة المسيحية"
ونجدها في البوذي المتنسك المتأمل الذي يسعى لصفاء النفس فتجعله قاتل شرس متعطش للدماء.
تجدها في كل زمان ومكان، وتجدها في أشخاص لم يكن يتخيل عقلك أن يحملوا سوى الصلاح والصلح والتصالح فإذا بهم يحملون ثقوبا كثيرة وليس ثقبا واحدا.
هل من مناص من ثقبي الأسود؟
صعب المنال وبعيد الإدراك ولكن تستطيع.
تستطيع أن تدرب نفسك على الانتماء إلى القيمة الراقية وان تعيش الحق والعدل قبل أن تعيش انتمائك الثقوبي الأسود.
والأهم من ذلك كله أن تحب كل الناس كل البشر وتجعل قلبك واحة نقية بيضاء، لا تطرد سوى الخبيث شفقة عليه، وليس تمنيا لشر، أو حبا لايذاء، بل ولا تتمنى له سوى الصلاح والهداية.
مودتي 🌹