
02/01/2025
حكاية إنشاء وتأسيس مركز طرابلس الطبي
حسب الخطة الخمسية الثانية التى كانت ستنتهى عام 1974م التى وضعها خبراء التخطيط الاستراتيجى بالعهد الملكى الجميل فوضعت ضمن الخطة مشروع إنشاء عدد "2" مراكز طبية متقدمة واحد بمدينة بنغازى وواحد بمدينة طرابلس ..
بالنسبة لمركز طرابلس الطبى تم الإعلان عن عطاء مناقصة عامة لإنشاء وتأسيس مركز طرابلس الطبى عام 1968 بناء وتجهيز فتقدمت عدة شركات محلية وأجنبية للفوز بالمشروع ..
ومن ضمن الشركات كان هناك رجال اعمال ليبيين أصحاب شركات مقاولات مشهود لهم بالخبرة والكفاءة وكانت نتيجة الترسية على العطاء قد أفضت إلى التالي :
• شركة الحاج عبدالله الهمالي أولا "رجل أعمال ليبى" بقيمة 18 مليون و900 .
• شركة الحاج محمد بن ساسي ثانيا "رجل أعمال ليبى" بقيمة 21 مليون .
• شركة انجليزية حلت ثالثا بقيمة 24 مليون.
• شركة رومانية وحلت رابعا بقيمة 26 مليون.
ملاحظة مهمة جدا :
الشركة التي فازت بتنفيذ العطاء شركة ليبية
والشركة التي تحصلت على المركز الثاني أيضا شركة ليبية
فيما جاءت الشركات الأجنبية في التراتيب الأخيرة.
بالنسبة لتصاميم المستشفي ، الإستشاري كانت عبر شركة سويدية تعاقدت معها شركة الحاج عبدالله الهمالي رحمه الله وكانت من ضمن العرض المقدم.
توقف تنفيذ المشروع بسبب انقلاب سبتمبر سنة 1969 !
وبعد زيارة رئيس مصر جمال عبدالناصر برفقة وفد اقتصادي كبير يتكون من رجال اعمال مصريين , تم تشكيل لجنة برئاسة عبدالسلام جلود قامت بسحب المشاريع التنموية من الشركات الليبية العاملة بحجة محاربة البرجوازية!!
وتم تكليف شركات أجنبية لتنفيذها وكان نصيب مشروع تنفيذ مركز طرابلس الطبي لشركة حسن علام المصرية وشركة عثمان أحمد عثمان ، وقد استلموا مبالغ تجاوزت ال30 مليون آنذاك، ولم يقوموا بتنفيذ اى شيء.؟
وتم إلغاء التعاقد معهم خلال الأزمة بين ليبيا ومصر قبيل حرب أكتوبر 1973.
بعد عدة سنوات من التخبط وعدم القدرة على التنفيذ تم تكليف شركة أجنبية سنة 1978 وهى شركة داوو الكورية لاستكمال المشروع بعشرات أضعاف السعر الحقيقي ، وإلى سنة 1985 وصلت تكلفة المباني بدون تجهيزات لمركزى طرابلس وبنغازي معا ما يقارب 550 مليون.
سنوات 1989 / 1990 تم طرح مناقصة جديدة لتجهيز المبانى بالمعدات الطبية ، ففاز عرض لشركة نمساوية على أن يبدأ التنفيذ سنة 1992 بعد استكمال بعض البنى التحتية اللازمة لتركيب جميع الأجهزة.
عرض الشركة النمساوية تضمن جميع الأجهزة الطبية التشخيصية والعلاجية وفي جميع الأقسام بما في ذلك أجهزة العلاج بالأشعة وأجهزة الطب النووي وكل ما تحتاجه هذه الأقسام من أجهزة لقياسات الفيزياء الطبية ومراقبة الجودة ، ولكن لم يتضمن أجهزة الاشعة التشخيصية والذي فازت به شركة سيمنس الألمانية بعطاء آخر ومصاريف جديدة.
هذا غيض من فيض نتيجة الفساد والفوضى والرشاوى ، مشروع حيوى كلف ليبيا الكثير ونتج عنه إهدار للمال والوقت من سنة 68 م ينتهى المشروع ويتم افتتاحه سنة 1996م