
21/04/2024
🍁من عجائب قصص العدالة الإلهيَّة🍁
هذه قصة "منوَّر خانم"، وهي قصة حقيقة حدثت في الشأم قبل عشرات السنين وقد رواها أُناس عايشوها بالفعل.
المرأة والتي اسمها "منوَّر" كان والدها منَ الوُجهاء الأثرياء، وقد كان مُفتيًا للواء الجيش العثماني في حماة.
وتزوجها ابن أحد الولاة العثمانيين، من ذَوي الإقطاع والثراء، وكانتِ المرأة وحيدة أبويها، وكذا زوجها.
توفِّي والدها فورثته، وتوفِّي والد زوجها فورثه، ثم توفِّي الزوج دون أن يكونَ لهما ولد، فورثتِ الكل، وصار عندها أراضٍ، وإقطاعات شاسعة.
ولما حصل التأميم منذ عدة عقود، أُخذتْ أراضي الإقطاعيينَ، فَذَهَبَ أكثر أملاكها، ولكن القليل الذي بقي لها كان شيئًا كثيرًا منَ الأراضي.
سكنتْ هذه المرأة في دِمَشق، في منطقة مساكن برزة في شقة لوحدها.
لم يكنْ لها موردٌ، إلاَّ أن تبيع كل فترة جزءًا من أراضيها، وتنفق على نفسها، وعندما يقلُّ ما في يدها تبيع أرضًا أخرى، وهكذا.
ونظرًا لوَحْدتها، وعدم وجود ذرية تؤنسها، فقد قامتْ بكفالة إحدى الفتيات اليتيمات مدَّة منَ الزمن.
ولما كبرت منوَّر خانمَ في السن، كان جيرانها يخدمونها في حاجاتها، ومنهم الشخص الذي روى هذه القصة بتفاصيلها.
وكان أسفل شقتها، صاحب محل (بقالة) تشتري منه، ويوصِّل لبيتها الأغراض.
وذات يوم طلبتْ منَ المحل بعض الأغراض، فجاءَها صاحبُ المحل، ودخل بالأغراض، فقالتْ له:
اجلس حتى أُضَيّفَك فنجانًا منَ القهوة.
وقامتِ العجوز - وهي على عتبة التسعين منَ العمر - للمطبخ تُعِدُّه له، فلعب الشيطان بالبائع، ووسوس له أن ينتهزَ الفرصة ليسرقَ أموالها.
لحقها إلى المطبخ، وخنقها بطوق الذهب الذي ترتديه دون مقاوَمة، وفتَّش البيت، ولم يجدْ إلا مبلغًا زهيدًا جدًّا منَ المال، فأخَذَهُ وانصرف.
بعد يوم أو أكثر افتقد الجيران جارتهم العجوز، واستغربوا عدم إجابتها، وفتحها الباب، وكان ذلك سببًا لكشف الجريمة، وتمَّ التحقيق مع الجيران، ولم يلبثْ أنِ انكشف المجرم، وتطابقتْ عليه الأدلة، واعترف.
لكنه وكَّل أحد شياطين المحامين، فاستطاع تدبير تقرير طبيٍّ للمجرم بأنَّه مختلٌّ عقليًّا بدرجة خطيرة.
وبعد جلسات في المحكمة أُطلق سراحه؛ لكونه غير مسؤول عن فعله.
ورجع المجرم لحياته المعتادَة حرًّا طليقًا، وبقيَ على ذلك سنوات طويلة؛ ولكن لم تنتهِ القصة هنا.
تذكرون تلك اليتيمة التي ربَّتها المغدور بها، لقد كبرتْ، وعلمتْ بالقصة، فتبنَّتِ الموضوع، وأعادت رفع القضيَّة على المجرِم بعد أنِ اطمأنَّ تلك المدة الطويلة، وكانت حجتها القوية:
إن كان المجرمُ مجنونًا بتلك الدَّرجة المثبتة في التقرير، فمكانه ليس بين الناس العقلاء، حتى لا يرتكب الجرائم، بل في مستشفى المجانين.
وإن كان عاقلاً فلا بُدَّ منَ القصاص.
وفعلاً لم يكن أمام المجرم إلاَّ التشبُّث بالخيار الأول، فرارًا منَ العقوبة، فتمَّ إيداعه مستشفى المجانين.
وهناك كان المجانين باستقبال النَّزيل الجديد، وتحلَّقوا حوله يسألونه: ما الذي أتى بك إلى هنا؟
فقال لهم بكل صراحة، دون أن يهتم، فمن حوله كل مجانبن:
أنا قتلتُ امرأة عجوزًا، وقلتُ عن نفسي: إنني مجنون؛ لأهرب من العقوبة، ولكن بسبب ذلك جاؤوا بي عندكم، هذه قصتي.
فاستغرب المجانين، واجتمعوا فيما بينهم، وإذا بهم يحيطون به، ويقولون:
أنت مجرم قاتل، ولا بد من محاكمتكَ، سنحاكمك الآن.
فشَكَّلُوا محكمة فيما بينهم، وحكموا عليه بالإعدام شنقًا.
ولأنهم مجانين، ربطوا عنقه بالملابس، وهو لا يقدر على الفرار منهم،
صرخ بأعلى صوته، ولكن لم يُجْدِ الصراخ والاستنجاد، وشنقوه.
وفي اليوم التالي، لَمَّا أراد الطاقم توزيع الطعام، وجدوه مشنوقًا، فقالوا:
مَن قتله؟
قال المجانين:
نحن شنقناه؛ لأنه مجرم قاتل.
ودأوا بإطلاق الضحكات العبثية وهم لا يدركون سوء ما قاموا به.
وفي التحقيق الذي اجراه رجال الشرطة، سألوا الحارس المناوب عما جرى فقال:
لَمْ أميزْ صراخه عن صراخ باقي المجانين المعتاد.
وهكذا ذهبتْ نفسه هدرًا، وجاءه القصاص العادل من حيث لم يحتسبْ.
وقد نشرت الجرائد خبره وقصته العجيبة فيما بعد.
فيا سبحان الله!
كيف لم يَضِعِ المعروف في تلك اليتيمة، ولم يضع الحقُّ طوال تلك السنين.
وكما قيل: بشّر القاتل بـالقتل ولو بعد حين. 🖤
🍀 لا تقرأ وترحل .. تفاعل معنا ودعنا نرى اسمك بتعليق .. فتفاعلكم يشجعنا على الاستمرار.
🍀إذا أعجبك هذا المحتوى فأكثر من قول "لا اله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"
وأُكتب لي تعليقا من عندك.. إدعم هذه الصفحة وشارك هذا المحتوى مع الآخرين الآن🙏
🍀وإذا كنت مثلي تحب القصص والقرأءة أدخل صفحتي على الفيسبوك ( ) وأعمل متابعه.🌸
_______________________________
#عجور٤٨ #عجور48