
23/11/2023
هذّبتنا غزّة.
من قال أن صور الدمار و الأنقاض و الجثث و الموت و الأشلاء و كل مشاهد الظلم و الظلام تمر أمام أعيننا فقط!
إلى جانب الحزن و الألم و شعور العجز المميت... هناك أشياء استحوذت عقولنا و أفئدتنا على حدٍ سواء... أصبحنا أقل شكوى و أقل تذمراً من أمور و تفاصيل كثيرة بحياتنا كنا نظنها هموم... و أصبحنا أكثر شكراً و امتناناً لله على نعم كثيرة كنا نظنها بديهيات... و ربما أيضاً تضاعف لدينا الإحساس بالآخرين... صرنا نستحي من أن نشكو ضيق الوقت أو حالة الطقس او مرض الأولاد العابر أو قلة الرزق... و كثيراً منا بات ينظر لنعمه المحاط بها بعدسة مكبرة... فالسكن مهما كان بسيطاً نعمة و الأمن نعمة و العائلة نعمة و أبسط مقومات الحياة الضرورية نعمممة جزيلة...نحن من عشنا يوماً تفاصيلهم و ظروفهم نفهم و نستوعب و ندرك جيداً معنى الحرب بكل أوجهه القبيحة... معنى ان تخرج من بيتك خائفاً.. و معنى دوي أصوات الانفجارات و الصواريخ و كيف لك أن تصم أذنيك و آذان أطفالك عنها... و معنى ان تستباح سماء وأرض بلدك ليلاً نهارا بلا رحمة.
اللهم ف*ج كربهم و عوضهم خيراً في الدنيا و الآخرة... تقبّل شهدائهم و اشف جرحاهم و آو من خرج من دياره... إنك على ما تشاء قدير و بالإجابة جدير.