31/10/2025
✒️الطالب/اسامة منصور حسن ابوبكر
بسم الله الرحمن الرحيم
من الصعب أن نكتب عن إنسانٍ بحجم الدكتور مشير، فهناك أشخاص لا تُختصر سيرتهم بكلمات، ولا يُقاس أثرهم بالسنوات، بل بما تركوه في القلوب والعقول من نورٍ وعلمٍ وخير. لقد كان الدكتور مشير رحمه الله صرحاً من صروح العلم في كلية بلقيس باليمن، وعَلَماً بارزاً في ميدانه، جمع بين العلم والخلق، وبين القيادة الحكيمة والقلب الأبوي الحنون.
لم يكن مجرد مدير للكلية، بل كان نبراساً يوجّه ويُلهم، ويمنح الدافع لكل طالب يشق طريقه نحو المستقبل. كان يرى في كل طالب مشروع نجاح، وفي كل فكرة بذرة إنجاز، فاحتضن الطاقات الشابة، ودعم المتميزين، وكان عوناً لكل من طرق بابه دون أن يتردد أو يتأخر.
بابتسامته الهادئة وكلماته الدافئة، استطاع أن يغرس في نفوس طلابه معنى الثقة، ومعنى أن يكون للإنسان رسالة في هذه الحياة. كان مثالاً للقائد الذي يَسْتَمِع قبل أن يَحْكُم، ويُعطي قبل أن يُطلب منه، ويتواضع رغم مكانته الرفيعة. فاحترامه في قلوب من عرفوه لم يكن مجرد منصب أو لقب، بل محبة صادقة نابعة من أثره العميق في نفوسهم.
لقد عمل الدكتور مشير بإخلاص لخدمة التعليم والطلاب، وسعى بكل جهده للنهوض بالكلية، فجعلها بيئة علمية تُشرّف أبناءها. آمن بأن العلم هو الطريق الأسمى لبناء مجتمعٍ أفضل، وقدم حياته لخدمة هذا الهدف حتى آخر لحظة من أيامه في الدنيا.
رحل الدكتور مشير عنّا، لكن إرثه العظيم باقٍ لا يزول…
باقٍ في كل موقفٍ زرع فيه أملاً،
وفي كل طالبٍ حقق حلماً بمعرفته،
وفي كل كلمةٍ نطق بها فكانت حياةً في قلب مستمعها.
نسأل الله العظيم أن يتغمد فقيد العلم بواسع رحمته، وأن يكرم مثواه