16/10/2025
دبي: "الباركور" رياضة تفتح آفاق الأمل لأطفال التوحد
الرياضة الحركية تسهم في تطوير التركيز والانتباه وتساعد أطفال التوحد على التعبير عن أنفسهم بثقة واستقلالية
رأي الطب
أكد الدكتور أحمد حمود، استشاري أمراض عصبية عند الأطفال في "عيادة أمان للعافية"، أن التوحد يتمحور حول ثلاثة عوامل رئيسية هي: التواصل، والاندماج الاجتماعي، والحركات النمطية المتكررة. ومن هذا المنطلق، يرى الدكتور حمود أن رياضة الباركور، عند ممارستها في إطار التدريب الفردي المقتصر على العلاقة بين المدرب والطفل، يمكن أن تقدم فوائد فريدة.
وأوضح الاستشاري العصبي أن التركيز على التدريب المنفرد يزيل الضغط عن الطفل للتواصل أو الاندماج الاجتماعي القسري، ما يجعله أكثر تقبلاً للنشاط. فإذا أحب الطفل الباركور، سيكون مستعدًا للقيام به دون الحاجة إلى التفكير بصعوبة في التعبير عن نفسه، على عكس الأنشطة التي لا يفضلها وتتطلب منه تواصلاً مستمراً مرهقا.
تحليل السلوك التطبيقي
وفي المقابل قالت إيمان أبوشباب، محللة السلوك التطبيقي في «عيادة أمان للعافية»، إن رياضة الباركور تُعد شكلاً مهماً من أشكال النشاط البدني، إذ تسهم الرياضة عموماً في تعزيز الصحة الجسدية والذهنية لكل الأفراد، لكنها شددت على أن ربط تأثيرها المباشر بأطفال اضطراب طيف التوحد يحتاج إلى دراسات وأدلة علمية أكثر وضوحاً تثبت فاعليتها في هذا المجال.
وأضافت أن خصائص الباركور، التي تجمع بين التناسق الحركي و استخدام التعليمات البسيطة بشكل متكرر مع الاستمرارية ودقة وسرعة تنفيذ التعليمات من قبل الطفل وإعطاء التغذية الرجعية المباشرة (ردة الفعل) من قبل المدرب، تتوافق مع احتياجات العديد من الأطفال ذوي التوحد، وهي عناصر تلعب دوراً رئيسياً في تطوير مهارات الاستجابة والطلاقة لدى هؤلاء الأطفال. وأشارت إلى أن الطابع الحركي السريع لهذه الرياضة يجعلها وسيلة مناسبة لتحفيز التركيز وسرعة الاستجابة لديهم، بحيث يمكن ملاحظة الفارق في الأداء قبل وبعد الممارسة.
تمثل رياضة الباركور نموذجاً حديثاً يجمع بين اللياقة البدنية والتنمية الإدراكية والسلوكية، لتبرز اليوم كأداة تدريبية واعدة في دعم الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد.