
12/09/2023
البهاق
نظرة عامة:
البهاق مرض يسبب ظهور بقع يفقد فيها الجلد لونه. وعادة ما يزيد حجم هذه البقع فاقدة اللون مع الوقت. وقد تصيب هذه الحالة الجلد في أي جزء من جسمك. ويمكن أيضًا أن تصيب الشعر وداخل الفم.
يحدد الميلانين في العادة لون الشعر والجلد. ويحدث البهاق عندما تموت الخلايا التي تنتج الميلانين أو تتوقف عن أداء وظيفتها. ويصيب البهاق الأشخاص بمختلف أنواع بشرتهم، ولكنه قد يكون أكثر وضوحًا لدى الأشخاص ذوي البشرة البنية أو السوداء. لا تهدد هذه الحالة المرضية الحياة ولا تنتشر بالعدوى. لكنها قد تسبب التوتر أو قد تجعلك ترى نفسك بصورة سلبية.
قد يعيد علاج البهاق للجلد المصاب لونه. ولكنه لا يمنع استمرار فقدان الجلد لونه أو تكرار الإصابة به.
الأعراض:
فقدان لون الجلد على شكل بقع، يظهر عادةً أولًا على اليدين والوجه والمناطق المحيطة بفتحات الجسم والأعضاء التناسلية
ظهور الشيب المبكر على شعر فروة الرأس أو الرموش أو الحواجب أو اللحية وتحوله إلى اللون الأبيض أو الرمادي
تغير لون الأنسجة التي تبطن الفم والأنف من الداخل (الغشاء المخاطي)
قد يظهر البهاق في أي عمر، ولكنه يظهر غالبًا قبل سن 30 عامًا.
واعتمادًا على نوع البُهاق الذي أصبت به، قد يؤثر في ما يلي:
سطح الجلد بالكامل تقريبًا. ومع هذا النوع، المسمى البُهاق الشامل، يتغير لون سطح الجلد بالكامل تقريبًا.
عدة أجزاء من الجسم. مع هذا النوع الأكثر شيوعًا، المسمى البُهاق المتعمم، تتطور البقع متغيرة اللون غالبًا بشكلٍ متماثل على أجزاء الجسم المقابلة (على نحو تماثلي).
جانب أو جزء واحد فقط من الجسم. يغلب على هذا النوع، الذي يُعرف باسم البُهاق القطعي، الظهور في مرحلة عمرية مبكرة، ويتطور في فترة مدتها عام أو عامان، ثم يتوقف.
منطقة واحدة أو مناطق قليلة فقط من جسمك. يُطلق على هذا النوع اسم البُهاق الموضعي (البؤري).
الوجه واليدان. مع هذا النوع، الذي يُسمى بُهاق الأطراف والوجه، يظهر المرض على جلد الوجه واليدين وحول فتحات الجسم، مثل العينين والأنف والأذنين.
من الصعب التنبؤ بمدى تفاقم هذا المرض. وفي بعض الأحيان، يتوقف ظهور البقع من دون علاج. وفي معظم الحالات، ينتشر البهاق ليصيب في نهاية المطاف معظم الجلد. إلا أن الجلد يستعيد لونه في بعض الأحيان.
الأسباب:
يحدث البُهاق عندما تموت الخلايا المنتجة للصبغة (الخلايا الميلانية) أو تتوقف عن إنتاج الميلانين - الصبغة التي تعطي لونًا لجلدك وشعرك وعينيك. وتكتسب البقع المصابة من البشرة لونًا أفتح أو أبيض. ولا يُعلم بشكل واضح ما يسبب فشل هذه الخلايا الصبغية أو موتها. وقد يكون ذلك مرتبطًا بما يلي:
اضطراب في الجهاز المناعي (حالة المناعة الذاتية)
التاريخ العائلي (الوراثة)
حدث محفز مثل الإجهاد أو حروق الشمس الحادة أو تعرض الجلد لصدمة مثل ملامسة مادة كيميائية
المضاعفات:
قد يكون الأشخاص المصابون بالبهاق أكثر عرضة للإصابة بما يلي:
الاضطراب الاجتماعي أو النفسي
حروق الشمس
مشاكل في العين
فقدان السمع
التشخيص:
سيسأل الطبيب عن تاريخك الطبي وسيفحص جلدك باستخدام مصباح خاص. قد يشمل التقييم أيضًا إجراء خزعة للجلد وتحاليل للدم.
العلاج:
يعتمد العلاج المناسب على عمرك ومساحة الجلد المصاب ومكانه ومدى سرعة تقدم المرض وكيفية تأثيره على حياتك.
وتتوفر الأدوية والعلاجات المعتمدة على الضوء للمساعدة على استعادة لون الجلد أو توحيد لونه، ومع ذلك تتفاوت النتائج، وبعضها لا يمكن التنبؤ بها. ولبعض العلاجات آثار جانبية خطيرة. لذلك، قد يقترح عليك الطبيب في البداية تجربة تغيير مظهر جلدك عن طريق وضع مستحضر تسمير ذاتي أو مستحضر تجميل.
وإذا قررتَ والطبيب علاج مرضك باستخدام دواء أو إجراء جراحة أو الخضوع لأحد العلاجات، فقد يحتاج الحكم على فاعلية طريقة العلاج عدة أشهر. وقد تضطر إلى تجربة أكثر من أسلوب علاجي أو المزج بين أكثر من أسلوب قبل إيجاد العلاج الأنسب لك.
وحتى في حالة نجاح العلاج لمدة، قد لا تدوم النتائج أو تظهر بقع جديدة. وقد يوصي الطبيب بوضع دواء على الجلد ليكون علاجًا وقائيًا يساعد على تجنب الانتكاس.
الأدوية/
لا يوجد دواء يمكنه إيقاف عملية البهاق، وهو فقدان الخلايا الصبغية (الخلايا الميلانينية). لكن يمكن أن تساعد بعض الأدوية، عند استخدامها بمفردها أو عند الجمع بينها أو مع العلاج بالضوء، على استعادة بعض لون الجلد.
العقاقير التي تتحكم في الالتهاب. قد يؤدي وضع كْريم الكورتيكوستيرويد على الجلد المتأثر إلى استعادة لونه. هذا الأمر هو الأكثر فاعلية عندما يكون البهاق في مراحله المبكرة. وهذا النوع من الكريمات فعّال وسهل الاستخدام، ولكن من الممكن ألا تلاحظ حدوث تغير في لون جلدك لعدة أشهر. وتشمل الآثار الجانبية المحتملة ترقق الجلد أو ظهور شرائط أو خطوط على جلدك.
يمكن وصف العقاقير الأكثر اعتدالًا للأطفال والأشخاص الذين يعانون من تغير لون الجلد في مناطق واسعة.
ومن الممكن أن تكون حبوب أو حقن الكورتيكوستيرويد خيارًا للأشخاص الذين تتطور حالتهم بسرعة.
العقاقير التي تؤثر على الجهاز المناعي. قد تكون مراهم مثبطات الكالسينيورين، مثل تاكروليموس (بروتوبيك) أو بيميكروليموس (إليديل)، فعالة للأشخاص الذين يعانون من مناطق تصبغ صغيرة الحجم، خاصةً في الوجه والرقبة. وقد حذرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية من احتمال وجود صلة بين هذه الأدوية واللمفومة وسرطان الجلد.
العلاجات
العلاج بالضوء. ثبت أن العلاج الضوئي بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (B) يوقف أو يبطئ تطور البهاق النشط. وقد يكون أكثر فاعلية عند استخدامه مع الكورتيكوستيرويدات أو مثبطات الكالسينيورين. وستحتاج إلى العلاج مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع. قد يستغرق الأمر من شهر إلى 3 أشهر قبل أن تلحظ أي تغيير، كما قد يستغرق تحقيق التأثير الكامل 6 أشهر أو أكثر.
انطلاقًا من تحذير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية بشأن احتمال الإصابة بسرطان الجلد عند استخدام مثبطات الكالسينيورين، تحدث إلى الطبيب المعالج لك حول مخاطر استخدام هذه الأدوية إلى جانب العلاج الضوئي وفوائدها.
بالنسبة لمن لا يستطيعون الذهاب إلى عيادة للعلاج، تتوفر أجهزة صغيرة الحجم محمولة أو يدوية للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية B ضيقة النطاق للاستخدام المنزلي. فتحدث إلى الطبيب حول هذا الخيار أيضًا إذا لزم الأمر.
تشمل الآثار الجانبية المحتملة للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية B ضيقة النطاق الاحمرار والحكة والحرقان. وعادةً ما تختفي هذه الآثار الجانبية في غضون ساعات قليلة بعد العلاج.
العلاج التوليفي باستخدام السورالين مع العلاج الضوئي. يجمع هذا العلاج بين مادة نباتية الاشتقاق تسمى سورالين والعلاج الضوئي (العلاج الكيميائي الضوئي) لإعادة اللون إلى البقع الفاتحة. وبعد تناول السورالين عن طريق الفم أو وضعه على الجلد المصاب، يتم تعريضك للأشعة فوق البنفسجية (A) وبالرغم من فاعلية هذا النهج، إلا أنه أكثر صعوبة من حيث تنفيذه وقد تم استبداله في العديد من الممارسات بعلاج الأشعة فوق البنفسجية UVB الضيقة النطاق.
إزالة اللون المتبقي (إزالة التصبغ). قد يكون هذا العلاج خيارًا إذا كان البهاق منتشرًا ولم تنجح الوسائل العلاجية الأخرى في علاجه. ويتم وضع عامل إزالة الصبغة على المناطق غير المصابة من الجلد. ويؤدي ذلك إلى تفتيح الجلد تدريجيًا بحيث يمتزج مع المناطق التي تغير لونها. ويتم تنفيذ العلاج مرة أو مرتين يوميًا لمدة تسعة أشهر أو أكثر.
ويمكن أن تشمل الآثار الجانبية الاحمرار والتورم والحكة وشدة جفاف الجلد. إن فقدان صبغة الجلد ذو أثر دائم.
الجراحة/
إذا لم ينجح العلاج بالضوء والأدوية، فقد يكون بعض الأشخاص المصابين بمرض مستقر مرشحين للجراحة. وتهدف الأساليب التالية إلى توحيد لون الجلد من خلال استعادة لونه:
تطعيم الجلد. في هذا الإجراء، ينقل طبيبك أجزاء صغيرة للغاية من جلدك الصحي المصطبغ إلى مناطق فقدت الصبغة. هذا الإجراء يُستخدم أحيانًا إذا كانت لديك بقع صغيرة من البهاق.
تشمل المخاطر المحتملة حدوث التهاب وتندب ومظهر الحصى المرصوف وبقع لونية وفشل المنطقة في استعادة اللون.
تطعيم البثور. في هذا الإجراء، يقوم طبيبك بتكوين بثور على جلدك المصطبغ عادةً من خلال الشفط، ثم زرع الجزء العلوي من البثور في الجلد متغير اللون.
تشمل المخاطر المحتملة حدوث تندب وتكوين مظهر الحصى المرصوف وفشل المنطقة في استعادة اللون. وقد يحفز تلف الجلد الناتج عن الشفط ظهور بقعة أخرى من البهاق.
زرع المعلق الخلوي. في هذا الإجراء، يأخذ طبيبك بعض الأنسجة من جلدك المصطبغ، ويضع الخلايا في محلول ثم يزرعها في المنطقة المصابة المهيأة. وتبدأ نتائج عملية إعادة التصبغ في الظهور خلال أربعة أسابيع.
تشمل المخاطر المحتملة حدوث تندّب والتهاب وتشوه في لون الجلد.
العلاجات المستقبلية المحتملة
تتضمن العلاجات قيد الدراسة ما يلي:
دواء لتحفيز الخلايا المنتجة للون (الخلايا الصباغية). هذا العلاج المحتمل يُسمى أفاميلانوتيد ويُزرع تحت الجلد لتعزيز نمو الخلايا الصباغية.
دواء يساعد على السيطرة على الخلايا الميلانية. ما زال دواء البروستاغلاندين E2 خاضعًا للاختبار كوسيلة لاستعادة لون الجلد الطبيعي لدى الأشخاص المصابين بالبهاق الذي لم ينتشر بعد أو الآخذ في الانتشار. ويوضع على الجلد مثل الجل.
الطب البديل:
تظهِر دراسات محدودة أنه بإمكان عشبة جينكو بيلوبا استعادة لون الجلد لدى الأشخاص المصابين بالبُهاق. كما تظهِر دراسات صغيرة النطاق أخرى أن حمض ألفا ليبويك وحمض الفوليك وفيتامين C وفيتامين B-12 بالإضافة إلى العلاج بالضوء كلها عوامل يمكنها استعادة لون الجلد لدى بعض الأشخاص.
كما هو الحال مع أي علاج متاح دون وصفة طبية، استشر الطبيب المعالج لك قبل تجربة علاجات الطب البديل للتأكد من أنها لن تعوق عمل علاجات أخرى تستخدمها.
المصدر: Mayoclinic