05/10/2025
في مثل هذا اليوم ١٣/ ربيع الاخير / سنة ١٤٤١ الهجرية توفي إمام الدعاة في ساحل العاج——-——————— ——-——- #إمام_الدعاة_في_كوت_ديفوار
1940- 2019م
علَمٌ شامخٌ من أعلام الدعوة في ساحل العاج، نشأ شغوفا بطلب العلم، مشغولا بدرْس الحديث، كرس حياته على روايته، و درايته، أول عاجي حاصل على العالميّة العالية “الدكتوراه” في الدِّراسات الإسلاميّة، العلامة الوالد، و المحدِّث المحدّث، الدكتور/ مصطفى سي يعقوب -من منطقة "سماتيغيلا" مدينة وُوجيني Odienné.
وُلِد عام 1940م بمدينة دالوا-كوت ديفوار.
تلقّى علومه الأولى على عددٍ من عُلماء بلده، و من أوائل مُعلِّميه؛“ الحاج موسى دياكيتي” بمدينة سيغيلا، ثم “بُؤاكي كراموكو” بمدينة دالو ، ثم رفعتْه همّتُه إلى السفر مستزيدًا من العلم، و مستفيدًا من عُلماء مدينة بُونْدوكو.
رحل مصطفى سي عام 1966 إلى المملكة العربية السّعوديّة، ليُسجّل في معهد الجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، و حصل على الشّهادة الإعدادية، و الثانوية.
ثم التحق بكلية الحديث الشريف، و تخرَّج فيها بالإجازة العالية “ الليسانس، كما تخرَّج في كلية الشريعة بنفس الدرجة( الليسانس )، ثم واصل دراساته العُليا في كلية الحديث الشريف و نال منها درجة “ الماجستير "عام 1981م، برسالة تحمل عنوان ( حُقوق الآباء و الأبْناء). كما حصل على درجة الدكتوراه عام 1987م، و كان عنوان أطروحته ( تسديد القوس في ترتيب مسند الفردوس-لابن حجر الجزء الأول- دراسة و تحقيقًا لسبعمائة حديث).
لم يجعل علمه لوظيفة يتكسّب بها، أو شهرة يتمجّد بها إنَّما كان همه و سدمه النهوض بقومه من وِهاد الضلال و الفساد إلى مراقي الهدي و الصلاح، و الدليل على ذلك=انتصابه الصّدارة في حقْل الدعوة و الإرشاد فَوْرَ عودته من السعودية سنة 1987م، و جولاته في أقصى القرى الإيفوارية، و أسحق أريافها، داعيةً إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة، بقلب غيور على الدِّين، و نفْسٍ صبور على لأْواء الطريق، مع ابْتكاره دربا قويمًا، و نمطًا سديدا، حيث الدعوة خارج المساجد، و تبْليغ رسالة الإسلام في عُقر دار الكافرين، و لم يزل سائرًا على هذا المِنْهاج حتّى جاءه نصْر الله و الفتْح، و دخل الناس في دين الله أفْواجًا، و تاب على يديه آلافٌ مؤلفة من المسيحيّين و الوثنيِّين.
و لم يقْتصر الشيخ بالدعوة بالقول الحسن، بل دعا بالعمل الصالح إذْ مدّ يد المواساة للأرامل، و بسط يد الرِّعاية على الأيتام، كما كان سندًا و دعمًا في بناء جوامع، و معاهد .
لم يكن جهد المرحوم حكرًا على دعوة العوام، و لا وقفًا على مواساة الفُقراء، بل كان بعيد الخُطى في قضايا الأمة الإسلامية، لقد كان قطب الرحى في المؤتمر الإسلامي الذي أقيم في ساحل العاج عام 1998م ، بمشاركة كلٍّ من أصحاب المعالي؛د/عبدالله عبدالمحسن التركي وزير الشئون الإسلامية بالمملكة آنذاك، و د/ عبدالله العُبيد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي آنذاك، د/ عبدالرحمن السديس إمام و خطيب الحرم المكي، و السيد/ كامل الشريف وزير الأوقاف الأردني سابقا، و كان همزة الوصل بين هذا الوفد الديني، و المجلس الأعلى الإسلامي، و كبار الشخصيات ساحل العاج و على رأسهم "Henri Konan Bedié” رئيس الجمهورية آنذاك.
و كما كان فتيّ النَّشاط في تدريس الطلاب، فهو من أوائل من تفرّسوا الإفْلاق و النّجابة في العلامة/ سيدي فوزي كوناتي” من لدُنْ صغَره! يقول في ذلك عميد الأدب الإفواريُّ Samagassi Lacine رحمه الله: دخل ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ/ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺳﻲ ﻳﻌﻘﻮﺏ, ﻣﺮًّﺓ ﻓﻲ أحد ﻓﺼﻮﻝ ﻣﻌﻬﺪه, ﻓﺒﺪﺃ
ﻳﺴﺄﻝ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ اللُّغوية و الدينية ,
ﻓﻘﺎﻡ/ﻓﻮﺯﻱ ﻳﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺳﺌﻠﺔ ﺑﺎلأجوبة الشّافية, ﺣﺘﻰ
ﺳﺄﻟﻪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻣﺎ اسمك؟ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻮﺯﻱ, ﻓﻘﺎﻝ: ﻟﻘﺪ ﺻﺪﻕ ﻣﻦ
ﺳﻤَّﺎﻙ ﻓﻮﺯي! و لقد صدقت فراسته رحمه الله.
ٕدارية
1-مُفتي عام كوت ديفوار عام 2005م.
2-مدير مكتب جميعة إحياء التراث الإسلامي ( الكويت) في ساحل العاج.
3-مدير معهد أنصار القرآن الكريم و السنة-دالوا.
4-النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى الإسلامي سابقا.C.S.I.
كان له من لأولاد 27.
اثنا عشر ابنًا( 12)، و خمس عشرة بنتًا (15)، على قيد الحياة، من بينهم فقهاء و دعاة، و أئمة خطباء، و توفي 6 منهم قبل الوالد رحم الله الجميع.
#وفاته.
ظل المرحوم يدعو الله بحسن الخاتمة، و الموت بالمدينة المنورة، و الدفن بالبقيع، فاستجاب الله دعاءه، و لم يخيّب رجاءه، فبعد صراعٍ طويل مع المرض، توفاه الله بالمدينة المنورة، يوم الأربعاء 13 ربيع الأخير 1441هـ-11/12//2019،
و صُلِّي عليه في الحرم المدني الشريف، و دُفن بالبقيع، عن عمر ناهز التاسعة و السبعين.
بعد حياة سخرها للدعوة، و التدريس، و الإصلاح،
لقد يسر الله لنا الاستفادة من شيخنا الوالد منذ صِبانا، و قضينا وقتا يسيرا عنده بمدينة دالوا مع رفقاء الدرب ؛ إدريس بامبا خريج الجامعة الإسلاميّة بالمدينة المنورة، و إبراهيم زاري خريج جامعة الملك سعود بالرياض.
رحم الله الله والدنا الغالي رحمة واسعة
#أعلام_أفريقيا_السمراء
Ibrahim Kissima Toure