11/02/2024
يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا (42) فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا (43) إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا (44) إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا (45) كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46) [النازعات: 42 - 46] .
الدنيا ظلٌّ زائِل، وعرَضٌ حائِل، والموتُ في هذه الدنيا نهايةُ كل حيٍّ، وخِتامُ كل شيءٍ، والرَّحيلُ عن هذه الحياة ووداعُ الأحياء هو القدَرُ الذي ليس عنه مناص، والحَتمُ الذي لا مهرَبَ منه ولا خلاص، قدَرُ الحياة والأحياء، ومُنتهَى الخلائِقِ ومآلُ الأشياء، ورغمَ يقين الخلقِ به وانتِظارِهم له، إلا أن لحُضورِه هيبة، ولوقعِه في النفسِ رهبة، يترُكُ حضورُه في النفوسِ انكِسارًا وأحزانًا، ويُخلِّفُ مرورُه في الأفئِدة لوعةً وأشجانًا. ولئن استحكَمَ الحُزنُ على النفسِ لوفاةِ حبيبٍ أو قريبٍ، فإن الخَطبَ يجِلُّ والمُصيبةَ تعظُم حين يخطِفُ الموتُ الأمهات والآباء، والعلماء والفُضَلاء. فكيف إذا غيَّبَ الموتُ قائدًا وحاكمًا لبلد، وإمامًا وملِكًا لدولة، ورمزًا لأمة؟!