04/01/2025
Le psychanalyste ne s’autorise que de lui-même"
"المحلل النفسي لا يستمد شرعيته إلا من ذاته"
Jacques Lacan, Écrits, page 261.
ماذا يعني ذلك؟ ولماذا؟
لأن الطريق إلى اللاوعي لا يفتح بمفاتيح الآخرين، بل بشجاعة مواجهة الظلال التي تسكن أعماق النفس، إن شرعية المحلل ليست شهادة تمنح، ولا سلطة تكتسب، إنما هي حالة وجودية تتولد من وعيه بذاته ومن قدرته على السير في المساحات المظلمة التي يخشاها الآخرون.
في عالم التحليل، اللغة مرآة الذات، والصدق مع النفس هو النور الوحيد الذي يرشد المحلل.
المحلل لا يتحدث نيابة عن الآخر، إنما يتحدث عن الحقيقة التي تكشفت له في رحلته الخاصة!
هذا الصدق، هذا الإذن الداخلي، هو ما يجعل منه وسيطاً بين وعي العميل ولاوعيه.
إن المحلل النفسي لا يعالج، بل يكشف الستار، يفتح الأبواب التي تجرؤ الذات الباحثة عن المعنى على عبورها، إن شرعيته تكمن في كونه انعكاساً للإنسان في أضعف حالاته وأشدها قوة، إنسان لا يتكئ على شيء سوى إيمانه بأن الحقيقة تكمن في الغوص عميقاً، في الذات أولاً، ثم في الآخر أخيراً.
لذلك، التحليل النفسي ليس مجرد ممارسة، بل فعل وجودي يتحمل فيه المحلل عبء المسؤولية أمام انقسام الذات، حيث يتشابك الصمت مع القول، وتنكشف الرغبة في مرايا الآخر، ضمن فضاء يعيد تشكيل الحدود بين المعنى والفراغ، في مواجهة مستمرة مع ما لا يدرك وما لا يقال.