19/09/2025
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عساكم بخير ...
في ليلة عادية في الاستعجالات ،فتاة منقبة تدخل بخطوات مترددة، ترافقها امرأة في سنّ أمها، ظهر فيما بعد انها حماتها (أم زوجها )
من النظرة الأولى، كانت عينا الفتاة تقول الكثير: خوف، ارتباك، ورهبة من شيء أكبر من قدرتها على احتماله.
اقتربنا منها وسقسيناها :
"مالك أختي، واش صرالك؟"
رفعت النقاب عن وجهها، فانكشفت الحقيقة بلا حاجة إلى كلمات: كدمات واضحة، آثار تعنيف توحي بضرب وحشي ...
الطبيبة بادرت بفحصها، طلبت صور الأشعة والإجراءات الطبية، ثم طلبت من حماتها الخروج لتكون الفتاة اكثر اريحية
حين بقينا معها وحدنا، بدأ الكلام يتسرب من بين شفتيها المرتجفتين… فتاة لم تتجاوز الخامسة عشرة، تزوجت ابن هذه المرأة بدافع حب المراهقة وظروف عائلية صعبة، فإذا بها تجد نفسها سجينة بيت لا يعرف الرحمة....
وهنا وقفنا أمام مرآة مجتمع كامل:
زواج مبكر، حب طائش، والدان تخلّوا ، وزوج طائش عبد للمخدرات… وحماة شافت غير ابنها وخافت عليه من القانون.
ويبقى السؤال مطروحا:
على من اللوم؟
هل على بنت ما زالت طفلة انساقت وراء عاطفة؟
أم على والدين سمحا للبنت بالزواج ؟
أم على زوج فاقد معنى الرجولة؟
أم على حماة لم تر إلا مصلحة ابنها؟
أم على مجتمع يبارك كل هذا ثم يتساءل متأخرا: "واش صرالك يا بنتي؟"