22/09/2025
السادة الأساتذة الأفاضل،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إن من واجبنا جميعًا أن نرعى أبناءنا التلاميذ، خصوصًا أولئك الذين يحتاجون إلى عناية خاصة في مجال البصر. ولهذا نؤكد على ضرورة جلوس الأطفال الذين يرتدون نظارات طبية في المقاعد الأمامية دائمًا، حتى وإن كانوا يستخدمون نظاراتهم بانتظام.
🔹 الأسباب العلمية والطبية:
• النظارات لا تعالج جميع عيوب البصر بشكل كامل، فتبقى بعض الحالات مثل قِصر النظر الشديد أو الحَوَل أو الكسل البصري بحاجة إلى قرب من مصدر الشرح لرؤية أوضح.
• الجلوس في الأمام يقلل من إجهاد العين والصداع الناتج عن محاولة التركيز المستمر من بعيد.
• وضع الطفل في الصفوف الخلفية قد يحجبه عن رؤية تفاصيل السبورة والرسومات التوضيحية، ما يضعف تحصيله الدراسي ويزيد من شعوره بالنقص أمام زملائه.
🔹 الجانب الديني والأخلاقي:
إن العدل بين التلاميذ لا يقتصر على توزيع الدرجات، بل يشمل أيضًا منح كل واحد منهم ما يحتاجه ليصل إلى حقه في التعلم. والله تعالى يقول:
﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى﴾ [الأنعام: 152].
والنبي ﷺ أوصى بالرحمة والرفق بالصغار، وجعل كفالة الضعيف ورعايته من أعظم القربات.
وعليه، فإن عدم مراعاة هذه الفئة من التلاميذ يُعدّ ظلمًا لهم، وإضرارًا بصحتهم ومستقبلهم، وهو ما لا يليق بمقام المعلم ولا برسالته السامية.
فلنحرص جميعًا على أن يكون الصف مكانًا تسوده العدالة والرحمة، حتى نكون قد أدّينا الأمانة أمام الله وأمام ضميرنا، قبل أن نؤديها أمام المجتمع.
مع خالص التقدير،