28/03/2022
الأم المرضعة و الصيام
هل تصوم الأم المرضعة أم لا تصوم ؟
ما هو المسموح و ما هو غير المسموح ؟
🧕🏻 نصائح و توصيات لصيام الأم المرضعة دون تعب
يجزم البعض بضرورة إفطار الأم المرضعة خلال شهر رمضان المبارك لإعتقادهم بأن الصيام سيؤثر بشكل سلبي على الأم و رضيعها و هذا إعتقاد خاطئ تماماً فمن الناحية الطبية يعتمد تأثير الصيام على الرضاعة الطبيعية على عوامل مختلفة مثل عمر الطفل و صحته و تغذيته و على تغذية الأم و حالتها الصحية أيضاً و بالرغم من ضعف البحث العلمي في الدول العربية و إنخفاض عدد العينات و الدراسات المتوفرة حول الآثار الصحية لصيام الأم المرضعة بشكل عام وكون الصيام هو أمر ديني لا يشغل غيرنا كما يشغلنا فمن غير المحتمل أن يؤذي صيام المرضعة رضيعها لأنها ستكون قادرة على إنتاج حليب كافي أثناء الصيام لأن جسمها سيتكيف على تقلص عدد السعرات الحرارية المتناولة من خلال تغيير طريقة حرقها و التعامل معها، و في الواقع يمكن للمرضع الا تأكل شيئاً لمدة يوم واحد تقريباً من دون أن يؤثر ذلك على كمية الحليب و قيمته الغذائية بشكل كبير و بالتالي لن يتأثر وزن أو معدل نمو الطفل الرضيع بشكل كبير أيضاً ( تنخفض نسبة الدهون و بعض الفيتامينات و المعادن قليلاً في الحليب ) خصوصاً اذا ما قامت الأم المرضعة بإتباع نظام غذائي صحي متوازن خلال باقي اليوم من الإفطار و حتى السحور، و بالتالي لا يوجد مانع من الناحية الطبية من صيام الأم المرضعة التي لا تعاني من أي مرض مزمن و تقوم بتعويض الطعام والسوائل بعد فترة الافطار و تجاوز عمر رضيعها 6 شهور و كان بصحة جيدة و لا يعاني من أي أمراض.
و بالمقابل فإن ديننا الإسلامي الحنيف هو دين الرحمة و اليسر و التسهيل و قد إتفق معظم الفقهاء في مختلف المذاهب الإسلامية على جواز إفطار الأم المرضعة إذا خافت على رضيعها أو شق عليها الصيام و تعامل هنا كالمريض أو الذي على سفر مع وجوب الفدية و القضاء، و من الناحية الطبية فهناك مجموعة من الأعراض و العلامات أو العوامل التي تجيز إفطار الأم المرضعة عند ظهورها سواء عند الطفل الرضيع أو عند الأم المرضع نفسها، و كما يلي :
1- عند الأم المرضعة
* الشعور بالدوار أو التعب الشديد أو الضعف أو الإغماء.
* الشعور بالعطش الشديد.
* إذا أصبح لون البول داكناً أو ذو رائحة شديدة.
* الشعور بالصداع أو آلام شديدة في الجسم.
* الإعياء و عدم التركيز و الرغبة الشديدة للنوم.
* حدوث جفاف بالفم و الشفتين و العينين.
* إذا كانت تعاني من أي مرض أو حالة طبية خاصة كالداء السكري مثلاً و تزداد أعراضها عند الصيام.
* جفاف حلمات الثدي و صلابتها أكثر من اللازم.
2- عند الطفل الرضيع
* عمر الرضيع أقل من 6 شهور لكونه يعتمد على حليب الأم بشكل أساسي في تغذيته.
* خسارة في الوزن أو عدم إكتساب الوزن.
* صراخ أو أنين مستمر.
* عدد أقل من الحفاضات المبللة
* يبدو غير مستقر أو غير مرتاح و يبكي أكثر من المعتاد.
* يطلب الرضاعة بكثرة و يبدو غير راضياً بعد الرضعة و ربما يطلبها ثانية بعد فترة قصيرة.
⭐️ نصائح و توصيات لصيام الأم المرضعة دون تعب ...
1- قومي بالواجبات المنزلية التي تتطلب بذل الكثير من الجهد و الطاقة خلال الفترة الممتدة من الإفطار و حتى السحور كما يمكنك أيضاً تحضير الإفطار في الليلة السابقة و وضع اللمسات الأخيرة عليه في اليوم التالي.
2- حافظي على برودة جسمك و إرتاحي قدر المستطاع خلال ساعات الصوم لتجنب التأثير السلبي للإجهاد و الإرتفاع حرارة الجسم على إنتاج الحليب.
3- الإكثار من شرب الماء و السوائل المختلفة و بشكل تدريجي خلال الفترة الممتدة من الإفطار و حتى السحور
4- الإبتعاد عن تناول المشروبات المحلاة أو الحاوية على الكافيين كالشاي و القهوة و المشروبات الغازية و إستبدالها بأحد المشروبات الطبيعية
5- الحد من إستخدام ملح الطعام أو تناول الأطعمة المالحة مثل الزيتون و المخللات و الأجبان المالحة لأنها تسبب الجفاف و العطش.
6- الحد من تناول الحلويات الغنية بالدهون و السكريات و إستبدالها بالفاكهة الطازجة أو المجففة كالتمر والتين المجفف مثلا
7- يجب أن تكون مائدة الإفطار مكاناً متنوعاً للغذاء الصحي السليم قدر الإمكان بحيث يحتوي على الخضار الغنية بالمعادن و الفيتامينات و الألياف و الشوربات المتنوعة و البروتينات من مصادرها النباتية والحيوانية كالحبوب والبقول أو اللحوم و الأسماك، و العصائر الطازجة و الفاكهة.
8- تناول البروتين النباتي 3 مرات في الأسبوع مثل: الفاصوليا البيضاء، العدس، الحمص، المشروم و غيرها.
9- تناول وجبات صغيرة و متنوعة و مفيدة بين فترة الإفطار و السحور
10- أحرصي تأخير وجبة السحور الى وقت متأخر قبل الإمساك و من المهم أن تحتوي هذه الوجبة على الكربوهيدرات المعقدة كالخبز الأسمر أو الحبوب الكاملة، و التي تزود الجسم بالطاقة بالإضافة الى الأطعمة غنية بالكالسيوم كالجبنة أو اللبنة و الأطعمة الحاوية على البروتين و الحديد كالفول و الحمص بالإضافة إلى البيض لأنها تزودك بالطاقة لساعات أطول خلال النهار.
11- قد تنخفض نسبة بعض الفيتامينات و المعادن قليلاً في حليب الأم المرضعة خلال ساعات الصيام لذلك لا مانع من تناولها على هيئة حبوب أو أقراص مع وجبة السحور بعد إستشارة الطبيب.
12-إحرصي على تناول الخضار و الفواكة و الأغذية العالية بالألياف و التي تقلل الإمساك و تزود الجسم بالعديد من الفيتامينات و المعادن.
13- أكثري من تناول الأطعمة المدرة للحليب مثل الحلبة، الشمر، حبة البركة، الهليون، الرز الأسمر، الكمون، الريحان المقدس، السبانخ، الجزر، المشمش، القرع الأخضر، القرع الزجاجة، العدس الأحمر، اللوز (شراب اللوز)، الكاجو، البابونج، زيت الزيتون، زيت السمسم، زيت جوز الهند، التوت البري الأحمر، سمك السالمون، الشوفان، الحمص و البطاطا الحلوة.
14- ضعي مولودك على ثديك كلما إستطعت و لأطول فترة ممكنة فكلما زادت فترات الرضاعة كلما إزداد إدرار الحليب كما و إحرصي على تدليك الثدي دائماً لأن ذلك من شأنه زيادة إنتاج الحليب أيضاً بالإضافة الى إرضاع الطفل على فترات متقاربة أكثر.
15- تجنبي التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة ( أكثر من 15 دقيقة) و لا تمشي تحت الشمس أو تعملي في وسط حار أو رطب جداً تجنباً لحدوث الجفاف و العطش.
16-من الممكن أن تقومي بشفط الحليب من الثدي بعد فترة الإفطار و تخزينه في الثلاجة أو الفريزر لتقديمه للرضيع عند الحاجة إليه.
17- يجب أخذ قسطاً وافياً من النوم لأن قلة النوم تقلل إنتاج الحليب أيضاً و ليس الصوم فقط.
18- لا مانع من مراجعة الطبيب لإجراء بعض الفحوص الطبية و التحاليل قبل بدء شهر رمضان بأيام لمعرفة قدرة جسمك على الصيام و ما إذا كنت بحاجة الى بعض المكملات الغذائية أو الفيتامينات لمساعدة جسمك على الصيام و الإرضاع.
19-يجب مراجعة الطبيب على الفور في حال ظهور أحد الأعراض أو العلامات التي ذكرناها أعلاه سواء عليك أو على رضيعك بدون أي تأخير أو إهمال.