
24/11/2023
3سنوات من العمل في مصلحة الاستعجالات كانت كفيلة لتغير نظرتي للحياة بشكل جذري .....
و خاصة علاقتي مع الموت أعظم مصيبة في حياة المرء......
3سنوات اختبرت فيها كل انواع المشاعر الانسانية و عشت فيها عشرات القصص ابطالها حقيقيون و ردودو افعالهم مرت اما عيني .....
رأيت كيف تتحول الافراح الى مأتم كيف يموت العريس في موكب زفافه و يعجز الجميع عن اخبار عروسته المزينة بالحنة عن الفاجعة ....
رأيت كيف يأخذ الموت أطفال و هم يرتدون لباس العيد الجديدة و تتغير ذكرى العيد عند تلك العائلة للأبد ...
رأيت بنات يرثين والدهن الحنون الذي لا يتخيلن الحياة بدون حنانه و دلاله و كيف فقدن سندهن الذي لا يميل .....
و رأيت شباب يبكين أمهاتهن اللواتي كن منذ ايام يرتبن لمراسم خطبة او الزواج
سمعت كثير من النواح و اللطم و تعداد خصائل الموتى البعض منها لقوة كلمتها صداها لا يزال يتردد في اذني ....
رأيت كيف تعتني بعض النساء بأزواجهن و هم في أضعف حالاتهم و كيف ينقبض قلبهم عند قدوم الطبيب وكيف يهرعن لي لأترجم ما قاله لعل أطمئنهم قليلا بلغة مبسطة .....
و كيف تعتبره اخريات لا حدث .....
رأيت عيون الامهات الحيارى التي تفيض بالدموع و الدعاء على فلذات اكبادهم و هم يدخلون غرفة العمليات لعملية مستعجلة دون سابق إنذار ..
رأيت القوة الصبر التحدى و الرضى بالقدر عند من اعتبرتهم ابطال خارقين ...
وبالمقابل رأيت الجهل بأبشع انواعه عند بعض الحمقى الذين لا يقدرون نعمة الصحة ....
رأيت من يتحمل آلام لا تطاق و يتمسك بالحياة لأخر رمق ...
رأيت أشخاص ناكرين للجميل حاقدين رغم كل التضحيات ...... و رأيت من يقدر التعب رغم النقص الفادح في الامكانيات ...
و يبقي الأجمل ما رأيت في عملي دعوة صادقة من قلب مريض لي و لمن رباني و علمني 🤲
ان تختبر كل هذا الكم من التجارب الانسانية .... من مشاعر و أحاسيس هذا ما يعنيه ان تكون ممرضا 🫶