
05/08/2025
🔬 "جرثومة المعدة"... هل فعلاً تم تضخيمها أكثر من اللازم؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت Helicobacter pylori مشهورة جدًا في الأوساط الطبية والإعلامية. لكن... هل هي فعلاً السبب وراء كل مشاكل الهضم؟ وهل تستحق كل هذا الهلع؟
دعونا نرجع إلى الأرقام والعلم بهدوء:
🔻 أولًا: تسميات مضللة
للأسف، اسم "جرثومة المعدة" هو تسمية شعبية خاطئة ومخيفة.
فالكائن اسمه العلمي هو Helicobacter pylori، وهو نوع من البكتيريا.
🔹 كلمة "جرثومة" تُخيف الناس، وتدفعهم للتفكير في الحشرات أو العدوى القاتلة، بينما هي في الحقيقة بكتيريا شائعة، موجودة طبيعيًا عند أكثر من نصف سكان العالم.
💭 كثير من الناس بعد التشخيص يُعيدون التحاليل مرارًا، يتوهمون أعراضًا لا علاقة لها بالبكتيريا، ويبدأ عندهم وسواس دائم تجاه الطعام والنوم وحتى البشر!
✅ أحيانًا... تغيير المصطلحات يغيّر طريقة التفكير، ويمنح راحة نفسية فورية.
📊 ثانيًا: الحقيقة بالأرقام
أكثر من 70٪ من سكان الدول النامية يحملون بكتيريا H. pylori. لكن فقط حوالي 10٪ منهم تظهر عليهم أعراض واضحة مثل القرحة أو الالتهاب. أي من كل 1000 شخص: 700 يحملون البكتيريا، 70 فقط يُحتمل أن يتأذوا، وهؤلاء الـ70، ليس من المؤكد أن البكتيريا هي السبب الحقيقي!
❗ ثالثًا: ما الأسباب الحقيقية إذًا؟
حتى عند المصابين بقرحة أو التهاب... العلم اليوم يقول: "البكتيريا قد تكون عاملًا مشاركًا فقط، وليست السبب الوحيد هناك عوامل أعمق وأكثر تأثيرًا بكثير، منها:
القلق المزمن والتوتر النفسي:
القولون العصبي (IBS):
أكثر شيوعًا من بكتيريا المعدة،يسبب انتفاخًا، إمساكًا، إسهالًا متناوبًا، وفي حالات متقدمة أو مع قلق شديد،
قد يسبب نزيفًا شرجيًا، أو حالة التهابية مزمنة، بل حتى يزيد خطر سرطان القولون في حالات التوتر المزمن المستمر.
الأدوية (AINS) مثل ibuprofène و aspirine: مسؤولة عن نسبة كبيرة من قرحات المعدة، وقد تسبب نزيفًا دون أي علاقة بالبكتيريا.
⚠️ رابعًا: أين الخطأ؟
الكثير من الناس بل حتى بعض الأطباء أو المخابر يُسارعون عند أي شكوى هضمية إلى: تحليل "جرثومة المعدة", وصف مضادات حيوية قوية، تكرار الفحوصات، بينما السبب الحقيقي يكون قلق مزمن أو قولون عصبي. وهكذا تتحوّل البكتيريا من كائن بسيط… إلى "شماعة" للربح التجاري