17/12/2024
الجينات والشفاء الذاتي.. هل تعلم انك تستطيع تغيير جيناتك للافضل والتخلص من مرضك؟
هناك تساؤلات كثيرة حول علم التخلق أو علم ما فوق الجينات، ومن المسؤول عن الحمض النووي الخاص بالإنسان، وهل لنا القدرة على الشفاء الذاتي والتحكم في جيناتنا لنتخلص من الأمراض أم لا، وإن كان لنا القدرة على الشفاء الذاتي فما هي المحفزات التي تحفز الجينات لتقوم بذلك، لذا قررنا في هذا المقال أن نجيب علي هذه التساؤلات ونوضحها بشكل مبسط.
ما هو علم التخلق أو علم ما فوق الجينات؟
يوجد لديك الجينات والتي تعتبر مقاطع صغيرة من الحمض النووي (DNA)، ويعد حمض DNA المخطط والتعليمات لبناء الجسم، حيث يتم نسخه الى حمض نووي يدعى RNA، وهو نسخة من DNA، ويتكون حمض DNA من سلسلة مزدوجة، بينما يتكون حمض RNA من سلسلة مفردة.
لذا هناك آلة نسخ صغيرة تقوم بنسخ DNA لتنتج نسختين في كل مرة، ثم تخرج نسخة حمض RNA من مركز نواة الخلية، ويذهب لمصنع البروتين الذي يتم فيه إنتاج أنسجة الجسم والبروتينات المختلفة، فهذا هو المقصود بحمض DNA وجزء منه يمثل الجين وهذا يمكن مقارنته بالاسطوانة المدمجة.
حيث تحتوي الاسطوانة على الأغنية والفنان وقائمة تشغيل الأغاني بترتيب معين، ومثال أخر نوتة الموسيقى لأغنية على البيانو، حيث تحتوي على جميع النوتات المختلفة بتسلسل معين، وتعتبر النوتة بمثابة تعليمات لكيفية صنع الأغنية، ولكنك تحتاج لشخص لفعل شيء ما مع هذه الموسيقى وأخر ليشغل الاسطوانة، وهذا هو المقصود بعلم ما فوق الجينات، حيث يقصد به أنه فوق الجينات وحمض DNA أو الجين ليس ثابت.
من السؤول عن تنشيط الجينات أو تثبيطها؟
امتلاكك لجين معينة لا يعني أي شيء، وإنما يؤثر عليها علم ما فوق الجينات
والبيئة من حولك، فالبيئة هي المسؤولة عن تنشيط هذه الجينات أو تثبيطها، وما أتحدث عنه هو تنشيط الجين لكي يعمل ويتحول إلى بروتين معين للقيام بوظيفة محددة، واذا كان هناك تثبيط للجين أي تم كتم الجين، بينما اذا تم تنشيطه فيعني أنه تم تمظهر الجين، فتمظهر الجين يعني أنه يعمل، وكتمه يعني أنه لا يعمل.
ما هي محفزات الجينات؟
هناك بعض المحفزات في علم ما فوق الجينات موجودة في بيئتك، مثل ما تتناوله من عناصر غذائية في طعامك عندما تاكل، أو عندما لا تاكل كالصيام، ودرجة الحرارة والبرودة، ومستوى التوتر، والنوم، والتمرين أي نوع التمرين الذي تمارسه، ومزاجك يمكنه أن يؤثر على جيناتك، أو الحالة الذهنية يمكن أن تؤثر على جيناتك، وهذا أمر جيد، وعمرك سيؤثر على جيناتك.
فهناك في الواقع ما نسبته 1% من الجينات التي تميزنا عن غيرنا ومن المهم فهمه هنا أنك مسؤول عن حمضك النووي ولست تحت تأثير هذه الجينات للدرجة التي تعتقدها، فبإمكانك أن تؤثر على جيناتك حيث يتعلق الأمر ببيئتك وما تأكله وما لا تأكله والصيام ومستوى التوتر والراحة لديك، وهذا ما يعنيه مصطلح علم التخلق بشكل مبسط.