26/11/2023
"رُوح الرُّوح هذي.."
سكينة بين يدي وداع و تكفين لم نسمع عنها ولم نُشاهد مثلها من قبل..!
فَفِي أشدِّ لحظات الفراق مرارة يبتسم لها و يفتح عينها الجميلة لِيُقبِّلها ثم يضم جسدها الصَّغير إليه كأنه يريد إخفاءها داخله حيث لا رحيل ولا فراق.
مَشهدٌ عظيم ذكَّرني برحمة الله ولُطفه سُبحانه في أمرِه لأمِّ موسى بإرضاعه قبل فراقه، فقد علم سبحانه شِدَّة حبها له وتعلقها به فأمرها بإرضاعه لتُشبع حنين قلبها بِضَمِّه لِصَدرها ثم تتركه ليلقى ما أراده الله له وقضاه، فما أشبه عناق البارحة باليوم وما أحسن عاقبته و ما أطيب مآلها.
نظرته إليها نظرة صابر فاض شذى رضاه بقدر ربّه على جميع جوارحه لِدرجة أنه لم يتفوَّه بحرف يُوحي باعتراض قلبه أو كره نفسه لأمر سبحانه..
وهذا والله درس عظيم في الصَّبر تعجز عن شرحه مئات الدُّروس وآلاف المحاضرات فالله أسأل أن يجمعه بها في جنَّات خُلده و يجزيه بصبره على فراقها بالفردوس الأعلى من الجنَّة.