
19/06/2025
أعتذر ولكني سأعلق..
لا تغركم نظرات الشفقه... فان الواقع مرير 💔💔💔
خلف الكواليس…
كلكم رأيتم الفيديو الذي اجتاح مواقع التواصل في هذه الأيام، لطفلين توأم يعانيان من formes sévères d’autisme. أطفال يصرخون، يؤذون أنفسهم، والأب مضطر لربط أيديهم ليحميهم من الأذى… مشهد مؤلم هز مشاعر الكثيرين.
رأيتموه بنظرة شفقة، أو دهشة، أو ربما حزن عابر…
أما أنا، فرأيت كل ذلك مثلكم بألم كبير لأني أعيشه ورايت من يعيش ضعفه ،لكنني رأيت أكثر…
أنا رأيت ما خلف الكواليس.
أنا أم لطفل مصاب بالتوحد، وأعرف هذه النظرات، هذه الحركات، هذا الألم الذي لا يوصف. رأيت فيهم ابني، رأيت وحدتي، رأيت صراعي اليومي، رأيت دموعي التي لا تنتهي، وقلقي الذي لا ينام.
نعم، لدينا طفل واحد، لكن وجعنا لا يُقاس بالعدد، بل بالعمق… بالواقع الذي لا يتغير.
هل تعلمون أن هذا الفيديو لم يُظهر إلا لحظة واحدة من بين آلاف اللحظات الصعبة التي تعيشها عائلات مثلنا كل يوم. لحظة واحدة فقط، لكنها كافية لتُذكّرنا أن هناك من يعيش صراعًا صامتًا لا يراه أحد. لحظة كشفت للعالم وجعًا رهيب ،هو عبارةعن يومياتنا العادية .
لكن الأشد قسوة من المرض، المجتمع.
نحن لا نحصل دائمًا على الدعم والتفهم. الا من رحم ربي، بل على العكس، نجد الانتقاد…
يقولون: "ربما الأم لا تعرف كيف تتعامل معه"،
"ربما المشكلة في تربيتها"،
"لو نظّمت وقتها أكثر، لاختلف الوضع"...لو لو لو
أحيانًا نُنتقد من أقرب الناس، ممن يفترض أنهم يساندوننا.
أما الآباء…💔
أب يعمل طول النهار، يكد ويتعب، ليعود في المساء منهك فيجد طفلين يصرخان بلا توقف، وزوجة متعبة تنتظر رجوعه ليساندها، لا وقت له ليرتاح ليهدأ أو يستعيد أنفاسه.ليكمل الجهاد و رغم كل هذا تجد من ينتقده لماذا فعل هذا؟؟؟ و لماذا إتخذ هذا القرار ؟؟؟؟ "علاش يربطهم حرام عليه" و،و،و
ندخل في دوامة من اللوم، والحساب، والتشكيك، بدل أن نجد من يخفف عنا.
في وسط كل هذه المعانات ستجد طبعا من يحسدهم لأنهم محظوظون ستقدم لهم مساعدات مادية كبيرة. أكيد الشعب كله تعاطف معهم.!!!!.. "عندهم الزهر" (دوك يهرب من الزمان) دون أن يعرفوا أن هذه المساعدة لا تشتري شيىء ولا تسوى عنده شيء ولا توقف صرخة طفل يؤذي نفسه.
تخيلوا أن تدخلوا بيت أم في قمة تعبها، تعيش مع طفل لا يهدأ، يقال لها: " أنتِ مهملة!"
هل فكرتم أن هذه الفوضى سببها صراخ دام لساعات، انهيار
لم ينتهِ، ومحاولات لا تحصى لاحتواء طفل لا يفهم العالم حوله؟ هذا مثال بسيط بين آلاف الأمثلة التي تدفعك ان تحلم بالعيش في جزيرة خالية في أحضان الجبال أنت وطفلك أو في صحراء قاحلة لا يستطيع أن يصل إليها أحد هذا فقط كي نستطيع أن نعاني في سلام .
الله يهديكم
افهموا... الهدرة ساهلة
اقتربوا بكلمة طيبة، أو على الأقل… اصمتوا.
نحن لا نطلب الشفقة،نحن أقوى مما تظنون "إن الله معنا"
لا نحتاج نصائحكم الجاهزة، نحتاج أن تُقدّروا ما نعيشه.
لا نريد أحكامًا، نريد فقط أن نُترك لنُحب أبناءنا في سلام، حتى وهم يصرخون...."خلو الواحد يعاني في خاطره"
والله يقدر كل الآباء و الأمهات ... إحتسبوا فإن أجركم عند الله عظيم♥️
سهيلة وابل لعواشرية .