10/06/2025
ليه ماينفعش صاحبك / قريبك / جارك / مديرك يعملك جلسات نفسيه رغم إنه متخصص ؟
ناس كتير فعلاً بتتساءل ..
لو إنت قريبي ولا صاحبي، لية مش عايز إنت اللي تتابع معايا ؟! هو مش إنت أكتر حد هيخاف عليا ؟!
دة لأن في حاجة إسمها أخلاقيات المهنة، ودي معمولة علشان تحميك وتحافظ على جودة العلاج النفسي نفسه.
طيب، ليه ماينفعش؟
1. التدخل العاطفي: لما تعالج حد قريب منك، هيبقي من الصعب إنك تفصل مشاعرك الشخصية عن الجلسة، ودة ممكن يخليك مش موضوعي في العلاج وبالتالي تفقد ركن مهم في الجلسات وهو ( الحيادية )، دورك في جلسات العلاج النفسي مش إنك تنصح صاحبك اللي خايف عليه، دورك كا معالج نفسي هو انك تكون موضوعي وحيادي.
2. الحدود غير الواضحة: العلاقة الشخصية والعلاقة العلاجية ليهم قواعد مختلفة. لو صديق ليك بيحكيلك في الجلسة عن مشاكله، هل هتعرف تقابله بعد كدة بشكل عادي من غير ما تفضل شايل كلامه في دماغك و بتتعامل بحساسيه؟
هل هو لو قريبك وإنت عملتله الجلسات و عرفت التفاصيل اللي مكنتش هتعرفها كا قريبه لكن عرفتها كا معالج، و الجلسات إنتهت هتتعملوا بعدها بأي صفة؟ المعالج ولا القريب ؟
هل لو هو قريبك قالك أنا هلغي الجلسة عشان والدي في المستشفى، مش هتكلم والدة و تطمن عليه ؟هتخاف عليه؟ كا إيه؟ والد حاله بتتابع معاك ولا والد قريبك ولا ايه بالظبط؟!
3. الأمان النفسي للمستفيد: جزء من نجاح العلاج النفسي هو إن الشخص يحس إنه في مساحة آمنة يقدر يحكي فيها بدون خوف من الحكم عليه أو من إن كلامه يتقال برة الجلسة، حتى لو أنا شخص أمين، مجرد إننا قريبين من بعض ممكن يخلّي الإحساس دة مش موجود، لأسباب كتير زي وجود أصدقاء مشتركين أو مواقف بتجمعنا و دة طبعاً مابيحصلش في إطار الجلسات النفسيه.
4. التداخل في العلاقات: لو حصل تعارض بين مصلحة المريض وإهتمامك بيه كشخص قريب منك، هاتتصرف إزاي؟ دة ممكن يسبب مشاكل للطرفين وممكن حتى يؤذي الشخص اللي بياخد الجلسة.
تخيلي إن صاحبتك بتجيلك جلسات، وفي مرة حكت لك إنها في مشكلة كبيرة مع شخص قريب منها، وانتي شايفة إن الحل الأفضل ليها هو إنها تبعد عنه تمامًا. لكن المشكلة إن الشخص دة برضه قريب منك أو من دائرة معارفك، ولو بعدت عنه، ده ممكن يسبب توتر في علاقتك بيه أو حتى في علاقتك بصاحبتك نفسها.
هنا هيكون عندك تعارض بين دورك كأخصائية نفسية ودورك كصاحبة—هتنصحيها تبعد عنه لأن ده الأفضل ليها، ولا هتحاولي توازنِي الأمور علشان ما يحصلش مشاكل في حياتك الشخصية؟ مهما كان قرارك، هيبقى فيه تأثير على العلاقة الشخصية اللي بينكم، ودة ممكن يضرّها أو يضرّك.
في الجلسات النفسية، المفروض إن الأخصائي يكون محايد تمامًا ومصلحته الوحيدة هي راحة المريض، لكن لو فيه صداقة أو قرابة، بيبقى صعب الفصل بين الأمور، ودة ممكن يخلّي العلاج مش فعال أو حتى يسبب ضرر للطرفين.
طب ليه دكتور الباطنة أو الجراحة ممكن يعالج قريبه عادي؟
لأن العلاج النفسي مش مجرد أدوية أو عمليات، هو علاقة عميقة قائمة على الثقة والحدود الواضحة. الدكتور البشري بيشتغل بشكل مباشر على المرض، لكن الأخصائي النفسي بيشتغل على المشاعر والأفكار، ودة بيتطلب حيادية تامة مش دايمًا ممكنة مع القرايب أو الصحاب.
رغم إن اعرف تخصصات تانيه غير الطب النفسي مابيقدروش يتعاملوا مع معارفهم بحياديه وبتكون مشاعرهم غالبه عليهم فا بيرشحولهم دكاترة تانيين، في أب ممكن مايقدرش يعمل عملية لبنته رغم إنه شاطر جداً في تخصصه.
الخلاصة:
النفس البشرية ليها حرمتها، ليها قدسيتها، مش كل حاجه منتشرة أو متكررة تبقى صح، و حتى الغلط لو بقى عادة مايتحولش لصح.