
14/01/2025
ليه شعبان عبدالرحيم لما قرر يبطل السجاير قال من اول يناير ؟
عارف إن البوست ده جاي متأخر شوية، و إحنا خلاص 14 يوم عدى على بداية السنة الجديدة. وكتير من الناس خلاص كسروا أو اتخلّوا عن ال new year's resolutions او قرارات السنة الجديدة اللي كانوا متحمسين لها و قاعدين يكتبوها من السنه الي فاتت.
في دراسه بتقول ان ٧٥% بيفشلوا يحتفظوا بالقرارات دي خلال اول ٣٠ يوم و ١٠% بس الي بيعرفوا يكملوا الاهداف لأخر السنه.
بس خلينا نسأل نفسنا: ليه بنعمل قرارات السنة الجديدة أصلاً؟ إيه اللي بيخلّي الموضوع ده تقليد متكرر كل سنة، حتى لو أغلبنا بيواجه صعوبة في الالتزام بيه؟
نفسياً الموضوع ليه اسباب كتير :
1. الرغبة في التحرر من الشعور بالذنب
كتير من الناس بيحسوا بالذنب تجاه عادات أو قرارات معينة أخفقوا فيها طول السنة. بداية السنة بتوفر فرصة نفسية لإعادة التوازن النفسي، كأنها وسيلة للتصالح مع النفس والبدء من جديد.
2. الرمزية النفسية للبدايات
العقل البشري بيحب الرموز. بداية السنة الجديدة تمثل نقطة فاصلة بين "القديم" اللي بنحاول نتخلص منه و"الجديد" اللي بنسعى نحققه. و ديما بنحب البدايات المحدده نفس فكره هنذاكر لما الساعه تكون 5 و مينفعش ابدا نبدأ لو بقت 5.10 و يبقى النتيجه اننا نستنى لحد 6.
3. الضغط المجتمعي والإحساس بالانتماء
قرار السنة الجديدة ممكن يكون استجابة لضغط غير مباشر من المجتمع. لما الكل حواليك بيخطط ويحط أهداف، بيكون فيه دافع نفسي إنك تشارك، مش بس علشان تطور نفسك، لكن كمان علشان تحس إنك جزء من حركة جماعية. ده بيدخل في إطار رغبة الإنسان في الانتماء.
4. الإحساس بالسيطرة على الحياة
الإنسان بيحب يحس إنه عنده سيطرة على حياته، خصوصاً في أوقات التغير أو الفوضى. قرارات السنة الجديدة بتدي شعور زائف أحياناً بالسيطرة، لكنها بتخفف القلق الناتج عن عدم اليقين.
5. رغبة اللاوعي في التغيير
أحياناً القرارات دي بتمثل حاجة أعمق من مجرد أهداف. هي وسيلة يعبر بيها اللاوعي عن احتياجات نفسية مشبعة، زي تحسين العلاقات، التغلب على الفشل، أو البحث عن قيمة ذاتية أعلى.
ليه القرارات دي غالباً ما بتكملش؟
لأننا بنميل لوضع قرارات مبنية على حماس لحظي أو ضغوط اجتماعية، من غير ما نفكر في القدرات الشخصيه و النفسية والعوامل اللي بتعيق التنفيذ. مثلاً:
الصراع النفسي الداخلي: جزء مننا عايز يتغير، لكن جزء تاني بيفضل الراحة في الوضع الحالي.
غياب التخطيط الواقعي: الحماس اللحظي مش بيترجم لخطوات عملية.
التكرار اللاواعي للعادات القديمة: اللاوعي بيخلينا نرجع لنفس الأنماط اللي تعودنا عليها.
الخلاصة
قرارات السنة الجديدة هي أكتر من مجرد قائمة أهداف. هي انعكاس لحاجات نفسية عميقة زي الأمل، التحرر من الذنب، والرغبة في السيطرة. حتى لو ما حققناش كل الأهداف، مجرد التفكير فيها بيدل على وعينا باحتياجاتنا النفسية.
في النهاية، النجاح مش في الكمال، لكن في الاستمرار في محاولة فهم نفسنا وتطويرها يوم بعد يوم.