05/12/2022
كنت فى أحد مستشفيات انجلترا، و تم الإعلان أن وقت الإنتظار فى الطوارئ تعدى ال ١٢ ساعة و وصل ١٤ ساعة، و طلبوا أن لو فى اى حد يقدر يساعد اطباء الطوارئ ينزل يساعدهم.. و رغم أن فى المملكة المتحدة تخصص الطوارئ منفصل عن تخصص العظام، نزلت اساعد،
كانت الساعه ١٠ صباحا و كان المرضى منتظرين من ٨ مساءا !!
ناس شكلها مكسوره، واللى رأسه مفتوحه و حاطت شويه قطن على رأسه و نايم على الكرسي ، و الام او الاب إلى حاضنين ابنهم و نايمين على كرسي... منظر غريب ماشفتوش فى حياتى و لا فى سنين شغلى فى مصر، احنا فى استقبال القصر العينى لو المريض استنى اكتر من نصف ساعة علشان يشوف دكتور عظام كانت الدنيا بتتقلب...
بقيت شايل هم اكشف على المرضى دول إلى انتظروا ١٤ ساعة لأنى هكون فى وش المدفع و هاخد الغضب كله بالرغم أن انا جاى اساعد وده مش القسم بتاعى ، و بتخيل لو كنت مكانهم كنت هبقى غضبان ازاى.
بدأت اشوف العيانين، فوجئت أن كلهم جايين يتأسفوا أنهم بالاصابه بتاعتهم بيزودوا الحمل على ا الأطباء و أن فى مرضى أكثر منهم احتياجا كانوا اولى بوقت الطبيب، و أنهم متشكرين أن احنا جئنا من الاقسام المختلفة للمساعده.. و أنهم يتشافوا فى الطوارئ من استشارى عظام دى حاجة كبيره جدا، لإن الطبيعي أن بيشفهم طبيب امتياز تخصص طوارئ أو ممرض طوارئ.
الناس دى مش ملايكه، الفرق أنهم عندهم وعى، و عارفين أن المشاكل اللى فى النظام الطبى بتاعهم مشكله الحكومه و ليست مشكلة الأطباء و الطاقم الطبي ، و عارفين ان الأطباء و التمريض هما كمان ضحايا التعسف فى الانفاق على النظام الصحى إلى شهدته المملكة المتحدة فى الأعوام الماضية، و ده لإن الإعلام بيوضح للناس المشكله جايه منين، المشكله فى ضعف المرتبات، نزوح الأطباء و التمريض عن النظام الصحى بسبب ظروف المعيشة و مشاكل بريكست، و نقص الأطباء و التمريض الذى ادى إلى زيادة الحمل على من هم مازالوا قائمين بالعمل، و معتبرين أن الممرض الصغير الذى مازال يعمل بمرتب ٢٥,٠٠٠ استرلينى فى العام أو الطبيب حديث التخرج إلى بيعمل بمرتب أقل من ٤٠ الف فى العام تحت هذه الظروف القاسيه هم الابطال وليسوا الأعداء.
سلوك الغضب إلى موجود فى مصر ده مش غلطه المريض ، ده غلطه الإعلام و المجتمع إلى حوليه إلى بيشحنه ضد الطبيب أو الممرض و بيحمله فشل النظام الصحى المصري. الطبيب أو الممرض هما الضحايا الاولى..
Cpd