
14/09/2025
(كبسولة تربوية)
***عن الإساءة والتعلّق
كتير من الناس بيفتكروا إن الطفل لما يتعرض لإساءة من أهله، طبيعي إنه هيبطل يحبهم…
لكن الحقيقة احيانا كتير يحصل العكس تمامًا:
***الطفل في سنواته الأولى بيكون أهله أو مقدم الرعاية له هم رمز السلطة والأمان الوحيد في حياته،
فلو نفس الأشخاص دول أساءوا له، مش بيكون عنده أي سلطة بديلة أو جهة يلجأ لها تحميه أو تنقذه.
***طيب إزاي الطفل بيواجه الموقف المتناقض ده؟
عشان يقدر يكمل حياته ويتحمّل الواقع المؤلم،
****بيبدأ عقله يدافع عنه بطرق مختلفة:
١-ينكر أو يتجاهل الإساءة وكأنها ما حصلتش.
٢-يبررها لنفسه، ويفكر إنه "يستحق" العقاب أو المعاملة دي.
٣-يكتم مشاعر الغضب والخوف جواه لأنه مش قادر يواجه أو يعترض.
ده بيحصل لأن الطفل متبرمج على الولاء التام لمصدر رعايته،
فحتى لو كان مصدر الأمان ده هو نفسه مصدر الأذى، ***الولاء والتعلّق بيزداد بدل ما يقل.
***وده بيخلق حالة ارتباك عاطفي كبيرة:
ازاي يكون الشخص اللي بيحضنه ويحميه… هو نفسه اللي بيخوفه ويؤذيه؟
النتيجة المؤلمة:
***الأطفال في المواقف دي مش بيكرهوا أهله
لكنهم بيبدؤوا يبطلوا يحبوا نفسهم، ويحسّوا إنهم قليلين القيمة أو مش مستحقين الحب.
بالبلدي كدا يشعروا بالذنب المستمر
أولادنا مش صفحات بيضا نكتب فيها أي كلام ونمسحه لما نحب،
***كل كلمة، كل نظرة، كل فعل… بيتخزن جواهم وبيفضل معاهم لسنين.
الإهانة مش تربية
والعنف مش تقويم
وكسر النفس مش طريق للنجاح.
***اللي بيبني طفل سوي هو الحب، والاحتواء، والاستماع، والأمان.
لما الطفل يغلط، علّمه ما تعنفهوش.
ولما يخاف، طمّنه ما تزودش خوفه.
ولما يغضب، فهمه ما تعاقبوش على مشاعره.
اولادنا أمانة تتصان مش تتهان