
03/08/2025
فى اجازة صيف عام ١٩٧٥م قررت ان اقوم برحلة حول حوض البحر الابيض المتوسط مثلما قام بها صديقى بالكلية واشتركت فى نادى اتوستوب دولى كان بجوار السفارة الروسية بالقاهرة ، بداية الرحلة كانت لبنان وكانت المرة الاولى التى اسافر فيها خارج مصر وفى مطار القاهرة ووقت دخول الركاب للطائرة المتجهة الى بيروت وقفت فى الطابور ثم ذهبت الى الحمام لمدة دقيقتين ورجعت ووقفت فى الطابور وخرجت من البوابة وجلست فى الطائرة وانا مستغرب حيث تقريبا كل الركاب اجانب ! ووجدت شخصين يقومون بعد الركاب واحد يقول العدد مضبوط والاخر يقول لا فيه واحد زيادة ثم يعيدوا العد وانا بتفرج على الطائرة من الداخل وانظر فى الزراير التى فوق المقعد والتى على الكرسى ! وفجأة ندهوا على اسمى فوقفت فقال لى احد اللذين كانوا يعدوا الركاب حضرتك مجدى محمد شاهين قلت نعم قال لى انت مسافر على فين ؟ قلت له على بيروت! فقال لي طيب اتفضل حضرتك وكل الركاب المحيطين ينظرون الى ونزلت من الطائرة فوجدت اسفلها سيارة صغيرة بدون سقف وبها مقعد واحد غير السائق ركبت فيها وتحركت السيارة مع صياح السائق وهو غاضب ويقولي انت عايز تروح روما ليه ؟! قلت له مش عايز اروح روما انا رايح بيروت ! فقال لى انت بتستهبل! ولا ما بتعرفش تقرأ! الطيارة اللى انت كنت راكبها رايحة روما !!فنظرت الى الطائرة فوجدت عليها شعار خطوط اليطاليا!! وكانت السيارة متجهة بسرعة ناحية الطائرة المتجهة الى بيروت وهى تابعة لخطوط مصر للطيران والرجل يتحدث فى اللاسلكي وسمعت ورأيت الطائرة وهى تبدأ بالتحرك ! والطرف الاخر يقول على الاسلكي خلاص مينفعش نوقف الطائرة ورجع بي ذلك السائق على صالات المطار وبيننا مشاداة حامية وأنا اكاد ان اضربه! فى انه ليس خطأى بدليل ان شنطي على طائرة بيروت وحينما نزلت اخبرونى ان انتظر للرحلة الثانية حيث الاقلاع سيكون عصرا ، كنت محتار بان اكمل الرحلة الى بيروت حيث الاخبار فى الصحف تشير الى عدم استقرار فى لبنان وان ما حدث علامة وانذار لي لعدم السفر ! وفى النهاية قررت ان انتظر كى اسافر وفى تلك المرة كنت مركز جدا واسأل اكثر من مرة هى دى اللى رايحة بيروت !! كان وقتها يوجد كارت من الكرتون يأخذ الواقف على الباب بالصالة جزء منه والباقى تأخذه المضيفة على باب الطائرة اما التذكرة فبها رقم المقعد ! كانت الدنيا بسيطة والاجراءات الأمنية فى منتهى البساطة مقارنتها باليوم !