03/09/2025
الـ"كلوبيدوجريل" يتفوق على الأسبرين في الوقاية الثانوية من النوبات القلبية: اكتشاف قد يغيّر الإرشادات السريرية الحالية
على مدى عقود، نُصح ملايين الأشخاص بتناول الأسبرين لتقليل خطر إصابتهم بأحداث قلبية وعائية خطيرة. فالأسبرين بجرعات منخفضة يومية يقلل التصاق الصفائح الدموية، مما يساعد في منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية.
لكن دراسة جديدة عُرضت في أكبر مؤتمر عالمي للقلب كشفت أن دواء كلوبيدوجريل (clopidogrel)، أكثر فعالية من الأسبرين ودون أي زيادة في المخاطر النزفية. وقد أُعلن عن هذا الاكتشاف اللافت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لأمراض القلب في مدريد، ونُشرت بياناته بالتزامن في مجلة لانست الطبية.
الفريق الدولي من الأطباء القائمين على الدراسة، من الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وسويسرا واليابان، أكد أن النتائج أظهرت أنّ كلوبيدوجريل "متفوق" على الأسبرين، وينبغي أن يؤدي ذلك الى "اعتماد واسع" لهذا الدواء في الممارسة السريرية حول العالم.
وأظهرت التحليلات الشاملة التي شملت ما يقرب من 29 ألف مريض يعانون من مرض الشريان التاجي (CAD) أنّ دواء كلوبيدوجريل أفضل من الأسبرين في منع النوبات القلبية والسكتات الدماغية، دون زيادة خطر النزيف الشديد.
وتتحدى هذه النتائج التوصية القديمة باستخدام الأسبرين كعلاج افتراضي لمنع الأحداث القلبية الخطيرة لدى مئات الملايين من مرضى الشريان التاجي. وغالباً ما يتطلب هذا المرض علاجاً دائماً مدى الحياة للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية والوفاة القلبية الوعائية.
ومع ذلك، فإن الأدلة التي تدعم فوائد الأسبرين طويلة الأمد وسلامته كانت محدودة. وقد وجد التحليل الجديد لسبع تجارب سريرية أن المرضى الذين تناولوا كلوبيدوجريل انخفض لديهم خطر الأحداث القلبية والدماغية الخطيرة — بما في ذلك النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو الوفاة القلبية الوعائية — بنسبة 14% مقارنةً بالمرضى الذين تناولوا الأسبرين.
والأهم أن معدلات النزيف الشديد كانت متشابهة بين الدواءين، مما بدّد المخاوف من احتمال تسبب كلوبيدوجريل بمضاعفات نزفية إضافية.
وخرجت الدراسة الى أنّ العلاج الأحادي بالكلوبيدوجريل يتفوق على العلاج الأحادي بالأسبرين في الوقاية من الأحداث القلبية والوعائية الكبرى (MACE) دون زيادة في خطر النزيف، كما تدعم التفضيل لاستخدام الكلوبيدوجريل على الأسبرين للوقاية الثانوية (secondary prevention) لدى المرضى المصابين بمرض الشريان التاجي المثبت (established CAD).
كما أن توافر الكلوبيدوجريل على نطاق واسع وصيغته الجنيسة (generic formulation) وتكلفته المنخفضة تدعم إمكانية اعتماده بشكل شامل في الممارسة الطبية.
وقد استند التحليل الى بيانات مجموعات متنوعة من المرضى، بما في ذلك من خضعوا لتركيب دعامات أو عانوا من متلازمات قلبية حادة، وتمت دراسة مجموعات فرعية مختلفة للتأكد من شمولية النتائج. ومن اللافت أن المرضى الذين قد تكون استجابتهم لكلوبيدوگريل أقل بسبب عوامل وراثية أو سريرية استفادوا أيضاً من استخدامه أكثر من الأسبرين. وتشير النتائج الى ضرورة اعتبار كلوبيدوجريل الدواء المفضل طويل الأمد كمضاد للصفيحات لمرضى الشريان التاجي.
ختاماً، نظراً لتوافر كلا الدواءين على نطاق واسع، فإن لهذه النتائج القدرة على التأثير في الإرشادات الطبية العالمية وتحسين نتائج المرضى. ومع ذلك، فإن مزيداً من الأبحاث حول الجدوى الاقتصادية لكلوبيدوجريل ودراساته على نطاق أوسع لازال مطلوباً لدعم التغييرات في التوصيات العلاجية.
إستشاري أمراض القلب و قسطرة القلب